كانت كوارث الثلوج في بداية العام 2008 قد عرقلت تنفيذ الكثير من البرامج السياحية بمناسبة السنة الجديدة. أما في أيام عيد الربيع لعام 2009، فتزداد حماسة السياح بصورة ملحوظة. فكادت مختلف الخطوط السياحية تمتلئ من السياح خلال 20 يوما قبل عيد الربيع المصادف ليوم 26 يناير الحالي. وفي الماضي، كانت الخطوط السياحية بمناسبة عيد الربيع يبدأ حجزها قبل الموعد المحدد بعشرة أيام، أما في العام الجاري فبدأ حجزها قبل الموعد المحدد بشهر واحد. وخاصة أن عدد السياح المحليين الذين يختارون السفر الى جزيرة تايوان الصينية يزداد كثيرا في أول عيد ربيع بعد السماح لسكان البر الصيني بالسياحة الى تايوان أكبر الجزر الصينية.
وعلاوة على ذلك، تزدهر السياحة الخارجية أيضا. فإن كثيرا من السياح المحليين قد جذبهم خط سنغافورا ـ ماليزيا السياحي الذي تحول اليه حديثا خط سنغافورا ـ ماليزيا ـ تايلاند السياحي التقليدي بسبب حدة توتر الوضع في تايلاند. كما أن السياحة الى أوروبا تشهد وضعا جيدا، مع العلم بأن 80 ـ 90% من الخطوط السياحية الخارجية لوكالة السفريات الدولية الصينية تم حجزها.
من أجل الوفاء بطلب المواطنين على السياحة في أيام عيد الربيع، اتخذت مختلف الحكومات ومكاتب السفريات المحلية أساليب متنوعة لجذب السياح، مغتنمة فرصة عطلة عيد الربيع المستمرة أسبوعا لحفز الاستهلاك.
ويرى بعض الخبراء بعد التحليل أن خفض الثمن الاضافي للوقود وأسعار النفط المكرر وأسعار السياحة الداخلية قد حفز ازدهار سوق السياحة الداخلية؛ أما ارتفاع قيمة العملة الصينية ( الرنمينبي ) فقد دفع تطور السياحة الخارجية. وقال وي شياو آن الباحث السياحي الصيني في المؤتمر الذي عقدته منظمة السياحة العالمية مؤخرا إن اتجاه استهلاك المواطنين الصينيين في عام 2009 سيتمثل في " عدم الجرأة على صرف المال بمبالغ ضخمة، وإنفاق المال بمبالغ صغيرة حسب الأرادة ". والمبالغ الصغيرة هنا يقصد بها مصروفات السياحة والتسلية، فإن الاستهلاك السياحي قد صار شكلا من أشكال الاستهلاك يبرز في حالة التراجع الاقتصادي.
/ صحيفة الشعب اليومية أونلاين /