"رقص الساحات" في المدن الصينية بين الإزعاج والإمتاع

عندما تتجول في أي مدينة صينية يمكنك أن ترى مجموعات من الكهول والمسنين رجالا ونساء ترقص على الأنغام في فضاءات الشوارع وفي الساحات التجارية والمناطق الخضراء في التجمعات السكنية. حيث أصبح رقص الساحات الذي تنظمه "الجدات الصينيات" مشهدا مألوفا في جميع المدن الصينية.

وفي الوقت الذي يتمتع البعض بهذه المشاهد، يعاني منها البعض أيضا.

حيث تشير بعض التقارير إلى تصاعد النزاعات الناجمة عن ضجيج رقص الساحات منذ بداية 2013. وبسبب الإنزعاج من الضجيج الذي يسببه رقص الجيران في الساحات هناك أطلق النار في الهواء للتنفيس عن غضبه وهناك من حرض كلبه على عض الناس بل هناك من رمى بالقاذورات في الراقصين، وهو ما يعكس تصاعد الخلاف بين أصحاب الهواية والناس العاديين. ما أعاد الإنتباه مجددا بالإزعاج الذي يسببه رقص الساحات للمواطن.

ويظهر إستطلاع لصحيفة "شين جينغباو" وجود رأيين مختلفين حول الإزعاج الذي تسببه ساحات الرقص، حيث رأى 47.5% من المستطلعين أن "صوتها القوي يزعج المواطن"، في حين رأى 51.3% من المستطلعين أن ذلك "ليس إزعاجا، بل هو مشهد جمالي أيضا"، ورأى 1.2 % أنه من الصعب الحكم. وأشار 91.8% من المستطلعين إلى وجود رقص الساحات داخل المجمعات التي يسكنونها، ما يعني أن رقص الساحات يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة.

ووفقا للتقديرات، فقد بلغ عدد هواة رقص الساحات في الصين قرابة 100 مليون، ويلعب رقص الساحات دورا مهما في توسيع العلاقات الإنسانية ورياضة الجسم، وهو يحظى بإقبال غالبية الكهول والمسنين. أما الفئات التي تعارض رقص الساحات، فهي لا تعارض الرقص بالضبط، في حد ذاتها بل تعارض الصخب الذي يسببه. وفي هذا السياق، تعمل الأقسام الحكومية والمشرفين على إدارة المدن الصينية على توفير المزيد من المرافق العمومية والأنشطة الترفيهية لإثراء حياة المسنين. وهذا يعد الحل الجذري للإحراج الذي يسببه رقص الساحات.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/