بكين   مشمس جزئياً~مشمس 16/0 

جدل مستمر حول إقحام الآيباد و"المحفظة الإلكترونية" في التدريس بمدارس شانغهاي

2013:04:01.16:07    حجم الخط:    اطبع

"كنا نعتقد أنه لا يزال يفصلنا طريق طويل على الدروس الذكية، لكن فجأة وجدناها بجانبنا." على إمتداد السنوات الأخيرة ظلت العديد من المدارس والثانويات في شانغهاي تروج لبرنامج "المحفظة الإلكترونية"، وإدخال الـ iPad وغيرها من علامات الكمبيوتر اللوحي إلى قاعة الدرس والتدريس. وتثير هذه "الدروس الجديدة" مختلف وجهات النظر، حيث تُطرح حولها تساؤلات مستمرة.

المعلمون الذين جربوا هذه الدروس أكدوا بأنها ممتعة. وهنا تقول المعلمة سون تشاوجينغ أنه بالمقارنة مع قاعة الدرس التقليدية، فإن "قاعة الدرس الإلكترونية" تضيف التسجيلات والصور المتحركة وغيرها من الوسائط المتعددة وأنظمة الإنترنت، لذلك فإن طريقة العرض السهلة والصور تمكن من إثارة إنتباه وتفاعل التلميذ.

أشار أحد الخبراء إلى أن "نقطة التشكيك في هذه الدروس الجديدة تكمن في طريقة التقييم." حيث لا يمكن للمعلم التؤكد في النهاية من الفائدة التي حصّلها التلميذ. ورغم أن بعض المدارس تقوم بإعتماد نظام "التمارين في قاعة الدرس"، حيث يقوم الطالب بالإجابة عن الأسئلة عبر الـ iPad، ثم يقوم الحاسوب آليا بإسناده النقاط. لكن بعض الأساتذة والباحثين لايزالون يعتقدون أنه بالمقارنة مع الدروس التقليدية فإن مميزات هذا النوع من الدروس رغم أنها تسهل عملية جمع الموارد والبحث وتقاسم المنفعة بسرعة، لكن هذا لا يعني أن مستوى تقبل المعلومات في هذا النوع من الدروس أعلى من الدروس التقليدية.

هل من الممكن تعميمها

"هذا النوع من الدروس هل يمكن أن يصبح وضعا طبيعيا؟". يتم في الوقت الحالي دفع "المحفظة الإلكترونية" و"قاعة الدرس الإلكترونية" في المعاهد الثانوية والمدارس الإبتدائية، لكنها لم تعمم بعد. حيث لاتزال منحسرة في بعض نقاط التجريب وبعض المستويات والدروس، إذ تدرس من مرتين إلى 4 أربعة مرات في الأسبوع. وقد صرح العديد من المديرين بصراحة، قائلين: في الوقت الحالي لازلنا نعتمد أساسا على قاعة الدرس التقليدية، أما قاعة الدرس الإلكترونية فلايمكن أن تصبح وضعا طبيعيا. لأن هناك العديد من العوائق التي تواجه هذا النوع من الدروس، مثل "المحفظة الإلكترونية"، والتوزيع المتوازن بين مختلف المواد، كما تطرح تساؤلات حول كيفية إدخال كامل المنظومة إلى نظام البرمجيات وكيفية إزالة تأثير التفاعل بين "الإنسان والحاسوب" على العلاقة بين التلميذ والمعلم.

الأولياء يميلون إلى قاعة الدرس التقليدية

يرى بعض الأولياء أن التعليم المتميز في الحقيقة لاعلاقة له بالتقنية، حيث ان الأهم هو الأستاذ المتميز والشرح الرائع. وفي هذا الصدد أشار أحد الأولياء إلى خبر ما زال يحتفظ به في هاتفه، يقول بأن: "الأطفال النوابغ في أمريكا يدرسون في معاهد "0 تكنولوجيا" ". ويذكر أن مدرسة شتوتغارت الشهيرة لاتحتوي على الحواسيب والعلوم والتكنولوجيا العالية، ماعدى الأوراق والأقلام والطين وغير ذلك من وسائل التدريس. المثير في الأمر أن العديد من أولياء التلاميذ الذين يدرسون في هذه المدرسة هم من الشخصيات التي تعمل في مجال العلوم والتكنولوجيا.

في حين يخشى بعض الأولياء أن "يؤدي عدم تواصل أبنائهم مع التكنولوجيا إلى ضعف تنافسيتهم في مجتمع العلوم والتكنولوجيا"، ويقول آخر "إن تطبيقات الهواتف المحمولة والحواسيب اللوحية جميعها "تطبيقات غبية" يمكن تعلمها بسرعة." ويرى خبراء التعليم أنه مهما كان تطور العلوم والتكنولوجيا، فإن الإستثمارات في التعليم يجب ألا تكون في مجال التقنية، بل في التفاعل والتواصل بين الإنسان والإنسان، "التلميذ والمعلم، التلميذ وزميله، التواصل بين الأستاذ والأستاذ، وهذه أشياء لايمكن للتكنولوجيا أن تعوضها."

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات