"فن الحرب"، كتاب ألهم العديد من أثرياء العالم

من عملاق النفط العالمي روك فيلر إلى شركة بوينغ، مايكروسوفت، جينيرال موتروز، بيبسي كولا، كوكاكولا، وغيرها من الشركات متعددة الجنسيات، ومن جيرار ماكسن مستشار نوكسفيل الأمريكية إلى غاري مؤسس الشركة الامريكية لبرمجيات العلوم والتقنية المتطورة ، ومن بورصة وولستريت إلى أثرياء السيليكون فالي، كبراء المال والأعمال في أمريكا يهتمون ويطبقون "كتاب فن الحرب"، وهناك من يعتبره قضية حياته.

السيد غاري هو مؤسس الشركة الأمريكية لبرمجيات العلوم التقنية المتطورة، وهي إحدى أقوى 500 شركة عالمية، وهو أحد أشهر رؤساء الأعمال والأكاديميين في أمريكا. وقد بدأ يبحث في "فن الحرب" منذ سن العشرين، وتحديد إستراتيجيته وفقا لأبحاثه الخاصة، تمكن من خلالها أن يجعل شركته إحدى أسرع الشركات نموا في أمريكا خلال الـ80 والـ 90. وقد حصلت عدة مرات على جائزة "أفضل شركة في العالم" التي توزعها غرفة التجارة الأمريكية.

وفي حلقة حول "فن الحرب والسرطان" تحدث غاري عن قصة إنتصاره على السرطان: فقد أصيب قبل سنوات بسرطان خطير. وخلال مرحلة الحياة والموت، قام بتحديد 4 مراحل إستراتيجية للعلاج، وفقا لأبحاثه حول "فن الحرب" . وهولايعلم بالضبط إن كان تعافى من مرضه ناجم عن مواجهة إستراتيجية أم عن الصدفة. لكن ذلك جعله أكثر إحتراما لسونتزي الصيني، وجعل من كتابه "فن الحرب" قضية حياتة. ويطلق عليه في الأوساط البحثية الأمريكية إسم "إبن سونتزي".

وفي سنة 1997، فاقت ثروة غاري تريليون دولار. ولنشر "فن الحرب"، قام بإنشاء مؤسسة خاصة وتأسيس مركز أبحاث، لبحث ونشر "فن الحرب"، كما قام بالعديد من المحاضرات في مختلف مناطق العالم. وقام بترجمة الكتاب إلى الإنجليزية وفقا لفهمه الخاص، ألف العديد من الكتب حوله، مثل "فن الحرب وإدارة المؤسسة"، "فن الحرب والتخطيط الإستراتيجي" وغيره من 15 كتابا، وهو يتمتع بسمعة كبيرة في مجال الابحاث المتعلقة بفن الحرب في العالم.

ولايعد السيد غاري الوحيد في أمريكا الذي يحب نشر وتطبيق"فن الحرب"، حيث يعد رئيس مجلس إدارة شركة جينيرال موتورز السيد روجيه سميث أحد المعجبين البارزين بفن الحرب أيضا.

ونجحت شركة جينيرال موتورز في عام 1984 في بيع 8.3 ملايين سيارة، واحتلت المرتبة الاولى. ووفقا لصحيفة "وولستريت جورنال آسيا"، فإن سر نجاح السيد سميث يعود إلى "إمتلاكه تفكير الإستراتيجيين، الذي تعلمه من كتاب فن الحرب الذي كتبه أحد الإستراتيجيين الصينيين قبل 2000 سنة."

ويرى السيد سميث ان "فن الحرب" هو أفضل كتاب للإستراتيجية التجارية، وهو يعد أحد أسرار نجاحي. وفي عام 1980 منيت شركة جينيرال موتورز بأول خسارة سنوية منذ الستينات، وقدرت هذه الخسارة بـ 7.6 مليار دولار. هذه الزلزال المدوي الذي أصاب جينيرال موتورز كان نتيجة لصدمة سيارات تويوتا، حيث أدت عمليات ارجاع السيارات إلى غرق جينيرال موتورز في أزمة كبيرة.

وهنا إستلهم السيد سميث أفكاره من الفكر الإستراتيجي لسون تزو الذي يعود إلى ماقبل 2500 سنة، واستعمل إستراتيجية "التحالف مع البعيد لضرب القريب"، ولجأ إلى شراء السيارات مباشرة من اليابانيين، وفي ذات الوقت إقامة إدارة ذات رأس مشترك مع شركة تويوتا، والحصول على تقنيات إنتاج الشركة من جهة، وشراء السيارات بأسعار منخفضة من جهة ثانية; ومن جهة أخرى، جعل من تعزيز الأبحاث التقنية بمثابة الهجوم القريب. وفي الخارطة الإستراتيجية لسميث، كان التحالف البعيد مع تويوتا يهدف إلى وقف تيار التراجع، أما تعزيز الهجوم القريب فكان يهدف إلى تجاوز المنافس.

وقد أثبت الواقع، أن هذا الخيار الإستراتيجي لسميث كان صائبا، حيث تمكنت جينيرال موتورز من خلال هذه الإستراتيجية من تجاوز أزمتها في غضون 3 سنوات فقط، وتحقيق أرباحا بـ5 مليارات دولار. ويعد سميث أحد الأشخاص الذين يعلون كثيرا من شأن "فن الحرب". وتعد سياسة التحالف من البعيد لضرب القريب تجسيد لفكر سونتزو الإستراتيجي في الإنتصار دون خوض الحرب. فمحاصر العدو دون الدخول في الحرب هو الخيار الأذكى، وقد كان سميث من هذا النوع.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/