صحيفة الشعب اليومية - الصادرة يوم 19 عام 2012 - الصفحة رقم 15
أثار قيام عدة معاهد عليا بمدينة ووهان وشيآن إلخ، بإلغاء سباق 3000 متر للإناث وسباق 5000 متر للذكور، إنتباها واهتماما كبير داخل المجتمع خلال الفترة الأخيرة. وقال المسؤولون ذوي الصلة تعليقا على هذا الإجراء، بأن الإمكانيات البدنية للطلبة قد تراجعت، وأصبح من السهل حدوث حالات الموت الفجئي أثناء الرياضة. ورغم أن هذه الإجابة تعكس تهربا من المسؤولية، إلا أنها تكشف أيضا قدرا من العجز.
وتبرهن بعض الإحصائيات المتعلقة عن المخاوف الموجودة عند الجامعات. حيث تظهر نتائج فحوص الوضع البدني الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء، ووزارة التعليم لعام 2011: استمرار تراجع الوضع البدني للطلبة خلال الـ 25 سنة الأخيرة. اذ تراجعت السعة الحيوية للطلبة بـ 10% مقارنة بعام 1985، كما تراجعت نتائج الإناث في سباق 800 متر والذكور في سباق 1000 متر تباعا بـ 10.3% و10.9%.
وتعليقا عن ظاهرة تراجع عدد المسجلين في السباق الطويل، قال مدير قسم الرياضة بجامعة بكين هيهقوانغ، أن إلغاء السباق الطويل لايعد طريقة لمعالجة المشكل. وأشار إلى أن الجامعات يجب أن تضع انشطة ثقافية ورياضية تدعم السباقات الطويلة.
"ظاهرة تراجع الوضع البدني للطلبة ناجمة عن العديد من التراكمات،" ويقول مدير قسم الرياضة بجامعة تشينغهوا "مثلا، للوصول هذا المعيار يجب البداية بسباق 1500 متر، ويجب أن تبدأ التربية الرياضية من المستوى الإبتدائي إلى الجامعي، وهذا سيؤدي إلى تناقص حالات الموت الفجئي، والحوادث. في المقابل، اذا كان هناك نقص في القيام بالتدريبات المتعلقة، سيكون تقريبا من الصعب رفع القدرة الوظيفية للقلب أثناء فترة الدراسة الجامعية. وفي هذا الحال من الصعب ضمان عدم ظهور حوادث في صفوف الطلبة أثناء سباقات الـ 3000 متر و5000 متر."
لذلك فإن إلغاء سباق 3000 متر يتعلق أساسا بالتراجع الحاصل في الوضع البدني للطلبة. ومن أسباب ذلك، نجد على رأس القائمة تهميش التربية البدنية. "تلاميذ الثانوية يتعرضون لضغوط دراسية كبيرة، ورغم أن السياسات المتعلقة ضمنت عدم الضغط على حصص الرياضة، لكن الحصص الثقافية والواجبات الدراسية ضغطت مباشرة على وقت الرياضة للطلبة، ليس هناك وقت للتدرب الرياضي، أما العادات الرياضية فحدث ولاحرج." على حد قول ليوبوه.
لمساعدة الطلبة على تكوين عادة العناية بالصحة، قامت جامعة تسينغهوا بإتخاذ إجراءات "شبه إلزامية". حيث تطالب الطالب الجديد بالمشاركة في سباقين طويلين على الأقل في كل أسبوع، ويتم تسجيل وضع المشاركة داخل نتائج مادة الرياضة.
ويقول ليوبوه"الطالب لديه العديد من الإختيارات أثناء وقت الفراغ، حيث تشهد اهتماماتهم نوع من التشرذم، وهناك الكثير من الأنشطة التي تجذب الإنتباه." وهذا أصبح احدى الصعوبات الكبرى التي تواجهها بعض الجامعات في افتتاح الأنشطة الرياضية.
من جهته يرى مدير معهد الرياضة بجامعة جينان يانغلي الذي أدار أعمال تعليم الرياضة خلال 11 سنة. "تقوم الجامعة بإجراء اختبارات حول القدرات البدنية للطالب كل سنة، لأن مستوى الإمكانيات البدنية للطالب لايعد مشكلا بسيطا، وهو يختلف من شخص إلى آخر، وتتعلق بتغيرات البيئة الإجتماعية ونمط الحياة."
ويقول ليوبوه "غالبية التلاميذ في الوقت الحالي هم من فئة الطفل الواحد، وهم يختلفون في كل النواحي عن الأجيال السابقة. وبالنظر من الجانب الظاهري، نرى فقط تراجع الإمكانيات البدنية، لكن في الحقيقة، ان ذلك يتعلق بشخصية ونمو الطفل الواحد."
ونظرا لوجود بعض الأضرار التي تسببها الأنشطة الرياضية فإن الآباء غالبا مايشككون في ضمانات السلامة التي توفرها الجامعة للأنشطة الرياضية، وهذا يعد تقدما إلى الأمام على المستوى القانوني والتشريعي من أجل مصحلة الطالب، ومعالجة النزاعات. لكن على الجامعة أن تتحمل أكثر مسؤولية، كما لاتزال إمكانية تحديد مسؤولية الجامعة علميا محل جدل دائر.
كما لاتزال بعض الجامعات تنقصها الملاعب والمنشاءات الرياضية، وهو ما أثر على محتوى ونمط الأنشطة الرياضية، حيث غالبا مايكون الطالب غير قادر على المشاركة في الأنشطة الرياضية التي يحبها، ويشارك في الأنشطة التي لايحبها. كما لاتزال حصص الرياضة ينقصها التماسك واطار التدريس والعديد من المشاكل الأخرى، وهو ماأثر على جودة حصص الرياضة، وتنظيم الحصص الرياضية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn