تحقيق إخباري: منكوبون سوريون يغادرون بلدة محاصرة

دمشق 29 أكتوبر 2013 / "الأخ يقتل شقيقه والأب يقتل نجله والعكس... هذا لا يمكن أن يستمر"، هكذا قال رجل مسن عن الأزمة السورية وهو يغادر بلدة المعضمية المحاصرة بريف دمشق يوم الثلاثاء.

إنهار الرجل البالغ من العمر 83 عاما باكيا لدرجة لم يستطع أن يرفع وجهه في وجه المراسلين الذين كانوا ينتظرون عند مدخل المعضمية اثناء إجلاء سكان البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.

وبعد حصار دام عدة أشهر، سمح لحوالي ألفي شخص بالخروج من منطقة النزاع في المعضمية يوم الثلاثاء بعد تنسيق نادر بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة بحسب تقارير، سرعان ما تم إرسالهم الى معسكرات إيواء للنازحين أكثر أمنا بالقرب من العاصمة دمشق. وقد تم إجلاء نحو 5 ألاف شخص في وقت سابق.

واصلت الوجوه اليائسة والشاحبة الوصول الى البلدة الحدودية. وما أكثر أصحاب الشفاة الجافة والمشققة بينهم!!، حتي أن البعض فقد الوعي وهرع إليهم متطوعو الهلال الأحمر السوري بالمياه والبسكويت.

قال رجل يبلغ من العمر 40 عاما "لم يكن هناك طعام أو مياه في المعضمية وخرجنا بروح جديدة". في الوقت نفسه، قالت إمرأة تسحب فتاة صغيرة في إحدى يديها وتحمل أمتعة ثقيلة في اليد الأخرى، إن المتمردين داخل المعضمية "إرهابيين.. كانوا يقومون بتجويعنا حتى الموت".

وأضافت السيدة " حاولنا الخروج عدة مرات، لكن في كل مرة نحاول فيها الخروج، يحدث شيئا ما يجبرنا على العودة".

وجاءت مبادرة تحرير المحاصرين تحت رعاية وزارة الشئون الاجتماعية والهلال الأحمر السوري وفريق الدعم الدولي للمصالحة.

وقالت أغنيس ماريام، عضو فريق الدعم، أثناء عملية الإجلاء وهي الرابعة في شهر، " حاولنا ان نكون وسطاء نسمع الجميع ونقدر الجميع".

ومن بين ما شاهدته راهبة مولودة في لبنان تبلغ 61 عاما من العمر تعتقد بأن الأمل في المصالحة ما زال قائما لإنهاء الأزمة الممتدة من زمن طويل.

وقالت " أثناء الإجلاء رأينا رجال ميليشيا ومتمردين وشباب بأسلحتهم هنا مع جنود الجيش الشوري يتصافحون ويتبادلون السجائر في مزاج طبيعي جدا"، مضيفة " بالنسبة لي كان هذا تأكيدا بأنه هناك نهج أخر، طريق ثالثة".

وفي يوم الثلاثاء، ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف في الأزمة السورية باحترام عمل الصليب الأحمر والهلال الأحمر وضمان سلامة عمال المساعدة الإنسانية وعدم اعتراضهم وضمان وصولهم الفوري للمحتاجين في جميع أنحاء سوريا.

وقال اللجنة إن " المأساة الانسانية المستمرة في سوريا بلا توقف حتي اليوم غير مقبولة"، مشيرا الى مصرع 22 من متطوعي الهلال الاحمر العربي السوري وإصابة واختطاف واعتقال العديد اثناء قيامهم بواجباتهم الإنسانية.

وإلى جانب الوصول الآمن، ناشدت اللجنة أيضا زيادة الدعم المقدم لمساعدة أكثر من 2.5 مليون شخص في أمس الحاجة كل شهر.

وجاءت الدعوة في وقت يتجه المجتمع الدولي إلى عقد مؤتمر جنيف 2 المنتظر منذ وقت طويل حول سوريا، ويهدف الاجتماع إلى جمع المعارضة والحكومة على طاولة واحدة بنهاية نوفمبر لإيجاد حل سياسي للأزمة يمكن أن يضع نهاية للمعاناة التي يعيشها السوريون.

ملف خاص: تطورات الوضع في سوريا

/مصدر: شينخوا/