بكين 10 يوليو/ نشرت صحيفة الشعب اليومية / طبعة دولية/ فى عددها الصادر اليوم تعليقا تحت عنوان // حذار من جوانب ضعف العولمة// وفيما يلى موجزه:
سحبت وزارة الخارجية الامريكية قبل ايام اجهزة الكمبيوتر الصينية الصنع من طراز لننوفو التى اشترتها من الصين بحجة الاضرار بالامن القومى, وفى العام الماضى اصيبت شركة النفط البحرى الصينية بعرقلة فى شراء شركة يونيكو الامريكية والخ. يدل ذلك على ان المؤسسات الصينية تواجه حواجز تجارية متزايدة فى مجرى خروجها الى الخارج.
الحقيقة ان مثل الحواجز لا يتم وضعها بالنسبة الينا فقط, وظهرت اكثر فى قيام بعض الشركات بالشراء العابر للقارات حتى بالتداولات التجارية. على سبيل المثال, اسقط الكونجرس الامريكى فى مارس الماضى سيطرة مؤسسة ميناء دبى للامارات العربية المتحدة على الحق فى التداول التجارى ل6 موانىء امريكية, وقامت شركة برطانية للفولاذ والحديد بشراء شركة فرنسية والخ.
يبدو ان هذا يجعل بعض الناس لا يفهمون: ان الولايات المتحدة ودول غربية متقدمة اخرى تروج لعولمة الاقتصاد, يجب عليها ان تعمل وفقا مبادىء انفتاح الاسواق والتجارة الحرية فى اطار عولمة الاقتصاد, حتى تكون واسعة الصدر شيئا ما, وتقدم مساهمات فى دفع عولمة الاقتصاد, فلماذا تكرر استخدام القوة الادارية الى مثل هذا الحد فى حماية مؤسساتها ومنتجاتها, وتعرقل شراء الشركات الاجنبية مؤسساتها واستيراد المنتجات الاجنبية ؟
الواقع انه بعيون الدول المتقدمة, فان العولمة تعنى خضوع الدول الاخرى لمصالح الولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى , وقبول جميع الصناعات المنخفضة المستوى واستهلاك كميات كبيرة من الموارد وتأييد والمحافظة على مصالحها الشخصية وفقا للنظام الذى حددته. طالمت تشعر بان مصالحها قد تواجه تهديدا, فتضع حواجز. حتى ان مثل هذا التهديد هوليس الا خياليا, وحساسيا مفرطا, وليس الا عصبيا, وتفضل عرقلة الالف على ترك الواحد.
فى الواقع ان هذا نوع من العولمة الانانية المتطرفة. مثل جسم الانسان, لا تريد الدول الغربية المتقدمة الا ان تمثل المخ والقلب, وتترك دولا اخرى تصبح اعضاء اخرى, وتقدم لها اغذية ممتازة الجوهة, وتحقق مهمات حددتها. وفى الوقت نفسه اذا جعلتك ان تمثل // القدم// فلا تتطلع الى ان تمثل // اليد//, ناهيك عن كون // المخ// والقلب//. حتى جسم الانسان تولى شديد الاهتمام لتوزيع الاعمال بين جميع اعضائه وتوازن الاغذية, ولكن العولمة لا تعمل الا على الاستيلاء والنهب والكبح بعد ان تتجه نحو التطرف.
علينا ان نعترف بان تطور المجتمع البشرى قد جعل الاقتصاد يتجه نحو العولمة. هذا هو تيار. يتطلع الناس الى العولمة بهدف السعى وراء بقائهم ونموهم وازدهارهم افضل, ويخلقون ويتوتعون سويا بالحضارة البشرية. ولكن, بالرغم من ان جميع الدول تستفيد من هذه العولمة, الا ان مستويات الاستفادة مختلفة اختلافا كبيرا, اذ ان الفوارق بين الفقير والغنى فى العالم لا تقتصر, بل تتسع فى موجة من العولمة. وفى الوقت نفسه علينا ان نرى ان الانظمة الاقتصادية لا تبقى على قدم المساواة فى علميات عولمة الاقتصاد, يدفع الجانب الضعيف دائما ثمنا اكبر اذا اراد ان تتاح لها فرصة, حتى يضحى بالمصالح الوكنية كثيرا مما يؤدى الى ان جلد التطور يصبح صعيفا اكثر فاكثر.
مواجهة للعولمة, علينا ان نحافظ على اليقظة ولا نسعى الى الايمان الاعمى ولا نعمل عشوائيا. علينا ان نتجنب الخطر ونخفض خسارة الى حد ادنى سعيا وراء المصالح اكبر هذا من ناحية, ومن ناحية اخرى, تجعل عولمة الاقتصاد الاتصالات السياسية والثقافية وفى البناء العلوى تصبح اتصالات واسعة النطاق يوما بعد يوم. اذا بقيت الاتصالات فى جهة احادية, وفى حالة تسلل ثاقفة الى ثقافة اخرى, الاستيلاء عليها حتى تغطيتها, فلا تتركز الخسارة دائما فى قدر صغير من المصالح الاقتصادية , بل تخسر حياة الامة تقريبا. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/