بكين   مشمس 12/-1 

هل 1318 ناطحة سحاب باستثمار 1.7 تريليون يوان تعكس اختلال توازن الموارد الاقتصادية فى الصين ؟

2012:11:06.14:47    حجم الخط:    اطبع

بلدية شانغهاي

ستمتلك الصين 1318 ناطحة سحاب باستثمار 1.7 تريليون يوان (الدولار الأمريكى الواحد يساوى نحو 6.3 يوان) فى العشر سنوات القادمة لتصبح الدولة التي تمتلك أكبر عدد من ناطحات السحاب فى العالم, ويعادل نحو 2.34 ضعف مقارنة بالولايات المتحدة ، وفقا ل((تقرير مدن ناطحات السحاب بالصين 2012 )) الصادر مؤخرا عن "سكايسكرابينغ سيتي" ، وهي مؤسسة بحثية غير رسمية .

وأثارت هذه المعلومات قلق الجمهور حول الإفراط فى تنمية ناطحات السحاب حيث أشار مستخدمو الانترنت فى مدونات صغيرة الى ان تنمية ناطحات السحاب بصورة مفرطة يرجع الى السعى المفرط نحو زيادة إجمالى الناتج المحلى, وسيرافق بناء ناطحات السحاب تراجع الإقتصاد , لكن هل تواجه خطة المدن وناطحات السحاب ذاتها عوامل خطيرة فى المستقبل ؟

أظهر التقرير ان الصناعة الثالثة تعد الأساس الاقتصادي لناطحات السحاب. وبلغ حجم الصناعة الثالثة 20498.3 مليار يوان فى الصين بعام 2011 مما يساوى 26.8 بالمائة من حجم الصناعة الثالثة فى الولايات المتحدة ، بينما بلغ عدد ناطحات السحاب 470 فى الصين, ويساوى هذا الرقم 88 بالمائة من اجمالى ناطحات السحاب فى أمريكا.

ولكن مناطق مختلفة فى أنحاء البلاد تنافست فى بناء ناطحات سحاب تحت هذه الخلفية. فى بداية هذا العام, أعلنت مدينة ووهان انها ستزيد ارتفاع مبنى "لو دى تشونغ شينغ" الذى يبلغ ارتفاعه 606 أمتار بـ30 مترا ليتجاوز مبنى " شانغهاى تشونغ شينغ" الذى يبلغ ارتفاعه 632 مترا من أجل أن يصبح أعلى مبنى فى الصين.

وبعد ذلك, بدأت مدينة شنتشن بناء مبنى "مركز بينغآن المالي" الذى سيبلغ ارتفاعه 660 مترا, ثم بدأت مدينة تشينغداو اختيار موقع لبناء مبنى بارتفاع 700 متر. وفى نفس الوقت, تعتزم مؤسسة فى مدينة تشانغشا بناء مبنى يبلغ ارتفاعه 838 مترا, ويتجاوز ارتفاعه المخطط ارتفاع أعلى مبنى فى العالم -- برج خليفة فى دبى, والذى يبلغ ارتفاعه 828 مترا.

هناك 54 مدينة صينية تبنى ناطحات سحاب فى عام 2012, ولكن 17مدينة منها شهدت انخفاضا في نسبة الصناعة الثالثة فى اجمالى الناتج المحلى فى عام 2011.

وقالت تشو يان مين ، الأستاذة فى معهد الهندسة المعمارية لجامعة تسينغهوا انه ليس خيارا جيدا المنافسة في بناء ناطحات السحاب في ظل بيئة انخفاض الصناعة الثالثة, وسيؤدى ذلك الى الاسراف فى الموارد والثروات.

وأنفقت مجموعة جيو رن الصينية مبلغا ضخما من الأموال لبناء ناطحة سحاب فى التسعينات بالقرن الماضى مما أدى الى انقطاع سلسلة رأس المال. ولا يمكن تجاهل الدرس من قبل مجموعة جيو رن.

وقال تشن قوه تشيانغ ، نائب رئيس رابطة صناعة العقارات الصينية ان التيار الساخن لبناء ناطحات السحاب يعد "خصائص صينية" فى عملية التدمن, وهو يتعلق بعوامل متعددة مثل الاستخدام الاقتصادى للأراضى . وفى نفس الوقت, ستواجه المشروعات الشعبية مخاطرة استثمارية بقيمة أكثر من مئة مليون يوان, وعليه يتعين علي المؤسسات المعنية ان تقرر بحذر.

وعزا المحللون سبب الزيادة الكثيفة لعدد ناطحات السحاب وارتفاعها الى اختلال التوازن فى توزيع الموارد الاقتصادية , مشيرين الى أن الاستثمار المفرط فى ناطحات السحاب يشبه حمى جسم الإنسان .

وأشار الإقتصادي الألماني أندرو لورانس الى مفهوم "مؤشر ناطحة السحاب" لأول مرة فى عام 1999 مبينا "المصادفة" التى تأتي مع الإنتهاء من بناء أطول المبانى فى العالم والمتمثلة فى الإنهيار الإقتصادي .

وأشار المحلل الى ان التيار الأول لبناء ناطحات السحاب فى الصين بدأ فى عام 1994, ووافقت هذه الفترة تبخر "فقاعة " العقارات فى مقاطعة هاينان فى عام 1993 , وفترة بدء البلاد السيطرة الكلية, وتعديل النظام الاقتصادي .

واقترح تشن قوه تشيانغ انه على الحكومة تعزيز الإرشاد فى تخطيط المدينة بينما تعزز المؤسسات مفهومها لمسؤولية المخاطرة, ولا تقوم بالاستثمار المتجاوز في قوته .

وتكمن أزمة الفقاعة فى التنمية المفرطة فى ناطحات السحاب والتنافس فى ارتفاعها . وأشار التقرير الى ان أساليب تجنب الأزمة تتركز فى إستئناف التوزيع المعقول لموارد السوق واعادة بناء الحيوية الاقتصادية , و" احتضان " الدعم من الصناعة الثالثة ليحمي طلب السوق الكافى ناطحة السحاب بعد انجاز بنائها.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات