الصين تنشط في بناء صناعة فقرية ذات أنماط جديدة

في العاصمة الصينية بكين ، هناك مصنع يعالج 200 الف طن من المياه المهملة يوميا باستخدام تكنولوجيا الأغشية دقيقة التصفية حيث تمر المياه المدورة بعد التصفية الى مناطق حضرية وحقول زراعية ومصانع .

بدأ ون جيان بينغ ( 50 سنة من العمر ) يشتغل بدراسة وتنمية تكنولوجيا الأغشية قبل 12 سنة . وشرعت شركة بيشوييوان للعلوم والتكنولوجيا المحدودة ببكين ، تحت قيادته ، في خفض تكاليف معالجة المياه المهملة بشكل كبير بفضل دراستها وتنميتها الذاتية لتكنولوجيا الأغشية دقيقة التصفية من هذا النوع .

ويقدم ذلك أفكارا لتحويل نمط التنمية الاقتصادية التي ستنفذ على نطاق واسع بعد انعقاد المؤتمر الوطني ال18 للحزب الشيوعي الصيني , بما في ذلك يعتبر توفير الطاقة وحماية البيئة من الصناعات الناشئة الاستراتيجية المهمة التى يجب بذل الجهود لتنميتها .

على مدى أكثر من 30 سنة مضت , حققت الصين منجزات لم يسبق لها مثيل تتمثل في بلوغ معدل زيادة اجمالى الناتج المحلى 9.9 بالمئة سنويا . ولكن التنمية السريعة الاقتصادية شكلت ضررا شديدا للموارد والبيئة أيضا . اما الصين باعتبارها ثانى اكبر كيان اقتصادى ، فهى تنشط حاليا فى البحث عن تحويل نمط التنمية الاقتصادية , ولا شك فى ان الابداعات والابتكارات هى المفتاح الرئيسى الذي يفتح باب التحول .

ويثق الناس بأن ثورة وصناعة التكنولوجيا الجديدة ستجلب للبلاد فرصة مهمة لتحقيق القفزة التنموية , كما تجعل المنجزات الاقتصادية التى حافظت عليها الصين لمدة تجاوزت 30 سنة تتطور باستمرار فى ظل انكماش الاقتصاد العالمي .

وقال ون جيان بينغ " منذ سنوات عديدة ، حال الارتفاع المفرط فى تكاليف معالجة المياه المهملة دون التنمية فى هذه الصناعة بسبب الحاجة الى استيراد أجزاء محورية لمعدات الاغشية دقيقة التصفية . اما الان فبلغت تكنولوجيا الاغشية دقيقة التصفية التى نجحنا فى دراستها وتنميتها بصورة مستقلة المستوى الدولى من الدرجة الاولى حيث تحتاج معالجة طن من المياه المهملة الى 0.7 يوان ( الدولار الامريكى الواحد يساوى حوالى 6.3 يوان ) فقط . "

هذا وجلبت ثورة التكنولوجيا فعالية جديدة. واضاف ون " اصبحت المياه المهملة موارد جديرة بتسابق الناس عليها بالتدريج . ويوجد حاليا خطط سنوية للحكومات المحلية الكثيرة من حيث اهداف استخدام المياه , ولم يعد حصولها على الموافقة شرط لتنفيذ مشروع جديد لاستخدام المياه اذا نفقت اهدافها من استخدام المياه , فلذلك يتبادر القوم الى الاستفادة من المياه المهملة بعد المعالجة . "

وعلى خلفية تباطؤ سرعة الزيادة الاقتصادية الصينية ، حققت الشركة المذكورة آنفا 466 مليون يوان من ايرادات الاعمال فى النصف الاول من هذا العام بزيادة اكثر من الضعف عما كان فى الفترة المناظرة من العام الماضى بينما حققت 80.66 مليون يوان من الارباح بزيادة اكثر من 30 بالمئة .

وقال ون انه برغم ان الاقتصاد العالمى يشهد انكماشا فى الوقت الراهن الا ان الشركة تخطط للوصول الى أسواق اوروبا والولايات المتحدة بحلول العام القادم , وكان مفعما بالثقة من ذلك .

وتمثل الشركة مجموعة من المؤسسات الصينية الآملة فى الوصول الى الأسواق العالمية من خلال المزايا التكنولوجية , وان ذلك يعكس تغيرات فكرة التنمية الصينية . بعد اندلاع الأزمة المالية الدولية في عام 2008 تكبدت الصادرات " صينية الصنع " التقليدية الكثير من العراقيل والاعتراضات , وتعد كافة الصناعات السبع الناشئة الاستراتيجية الكبرى التى حددتها الصين صناعات كثيفة التكنولوجيا وتشمل صناعة توفير الطاقة وحماية البيئة , وصناعة تكنولوجيا المعلومات الحديثة , والصناعة الاحيائية , وصناعة تصنيع المعدات الراقية , وصناعة الطاقة الجديدة , وصناعة المواد الجديدة , وصناعة السيارات جديدة الطاقة . اما احدى المهمات المحددة فى المؤتمر الوطنى ال18 للحزب الشيوعى الصينى فتتمثل في الضمان الأكيد لانجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل بحلول عام 2020 , ولذلك ستصبح هذه الصناعات المذكورة آنفا دعما قويا لتحقيق المهمات من هذا النوع .

وتبذل الصين في الوقت الراهن أقصى جهودها لتنمية تكنولوجيا المعلومات من الجيل الجديد باعتبار حسابات السحابة الالكترونية وشبكة الانترنت المحمولة وشبكة انترنت السلع تمثيلا لها . وتختلف هذه التكنولوجيا عن صناعات تقليدية كثيرة تبقى معتمدة على العلاقات البينية والموارد , وتنقصها القوة الدافعة الجديدة فى الابداعات والابتكارات ، حيث ما ان تولد مؤسسات كثيرة مشتغلة بصناعة تكنولوجيا المعلومات من الجيل الجديد حتى تواجه منافسة دولية حادة . ولقد كانت مفعمة بالحماسة الجديدة من الابداعات والابتكارات .

ووفقا لخطة الحكومة الصينية , وبحلول عام 2015 ، ستبلغ نسبة القيمة المضافة للصناعات السبع الناشئة الاستراتيجية الكبرى المذكورة آنفا فى اجمالى الناتج المحلى 8 بالمئة مع السعى وراء بلوغها 15 بالمئة بحلول عام 2020 .

وكان رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو قد اعرب عن ان مجالات هذه الصناعات تستهدفها رئيسيا الدول المتطورة الرئيسية بالعالم من حيث تنمية العلوم والتكنولوجيا والصناعات الناشئة , ويمكن لبعضها ان تدفع جولة جديدة من الثورة الصناعية بصورة تامة فى حال تحقيق تقدم اختراقى فى مجال التكنولوجيات المهمة .

وفى مجال السيارات الكهربائية الذى يمثل اتجاه التنمية المستقبلية فى صناعة السيارات , تسرع الصين فى خطى تقدمها . وأوضحت احدث المعلومات الصادرة عن وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية ان الصين يوجد فيها حاليا 19 الف سيارة تعمل بالكهرباء , وقامت الصين بدراستها وتنميتها بصورة مستقلة , وتسير هذه السيارات على طرق عامة فى25 مدينة صينية , ويتصدر نطاقها العالم .

يعتبر فنغ شيون ، من شركة بكين للمواصلات العامة للسيارات صافية الكهرباء للخط رقم 90 ، يعتبر من اقدم السائقين " عمرا للقيادة " فى الصين من حيث قيادة السيارات من هذا النوع , ومنذ قيادته لباصات الأولمبياد صافية الكهرباء فى عام 2008 , فقد قطع مسافة بلغت نحو 80 الف كيلومتر .

يبلغ طول هذا الخط الدائرى 33 كيلومترا , ويجب على السائق فنغ تغيير بطارية مرة بعد أن يقطع دائرتين فى المحطة العامة للمواصلات العامة , وتقل تكاليف استخدام البطارية عن سدس تكاليف استخدام البنزين .

قال فنغ المفعم بالثقة " ان الثورة التكنولوجية هى شيء يحتمل حدوثه فى كل دقيقة . وكانت البطاريات المصنوعة من النيكل والهيدروجين تستخدم فى جميع الهواتف المحمولة المستخدمة قبل 10 سنوات , وتتصف هذه البطاريات بسوء الاستقرار مع ضخامة حجمها , وبعد ذلك تم تعميم استخدام البطاريات المصنوعة من الليثيوم بصورة سريعة , ويمكنك من خلال ذلك ان تتصور مستقبل تنمية البطاريات التي تستخدمها السيارات . "

/مصدر: شينخوا/