فائض حساب رأس المال الصيني يتقلص أو يمضي في اتجاه التقلص

بكين 12 يناير 2013 / انخفض فائض حساب رأس المال الصيني او اتجه إلى الانخفاض (باتجاه الإيرادات والمصروفات الدولية الصينية نحو التوازن) بعد بروز اتجاه تقلص فائض الحساب الجاري منذ عام 2008 .

أوضحت معلومات وزارة التجارة الصينية انه فى الـ 11 شهرا الاولى من عام 2012 بلغت الاستثمارات المباشرة الفعلية الصينية من رجال الاعمال الاجانب 100.02 مليار دولار امريكى بانخفاض 3.6 بالمئة عما كان فى الفترة المماثلة من عام 2011, بما فى ذلك انخفاض 5.4 بالمئة فى نوفمبر, وهو انخفاض لستة اشهر متتالية بعد تحقيق زيادة ايجابية فى مايو .

هذا وشهدت الاستثمارات الخارجية الصينية فى خارج البر الرئيسي الصيني زيادة سريعة, مع الانخفاض المستمر من حيث اجتذاب الاستثمارات الاجنبية في الداخل . ففى فترة يناير - نوفمبر من عام 2012 حقق المستثمرون الصينيون 62.5 مليار دولار امريكى من الاستثمارات المباشرة غير المالية في خارج البر الرئيسي الصيني بزيادة 25 بالمئة عما كان فى الفترة المناظرة من عام 2011 .

يرى المحللون ان القدرة الصينية على " الوصول الى العالم " شهدت تعزيزا مستمرا على خلفية صعوبة اجتذاب الاستثمارات الاجنبية , ويعنى ذلك انه من المحتمل ان يتشكل اتجاه تقلص فائض حساب رأس المال للدولة بصورة ممكنة للغاية, وسيتغير نمط " الفائض المزدوج هائل القيمة " المتمثل فى الحساب الجاري وحساب رأس المال الذى استمر منذ اكثر من 10سنوات .

فى عام 2011 انخفض فائض الحساب الجاري الصينى 15 بالمئة عما كان فى عام 2010, وانخفضت نسبته فى اجمالى الناتج المحلى من حوالى 12 بالمئة فى عام 2007, وهي نقطة مرتفعة فى التاريخ , الى حوالى 2.7 بالمئة, ادنى نقطة منذ عام 2005, بينما انخفضت نسبة فائض التجارة فى اجمالى الناتج المحلى من 7.5 بالمئة الى 2.1 بالمئة .

ولكن فى الثلاثة ارباع الاولى من عام 2012 بلغ عجز حساب رأس المال للمالية الصينية 85.4 مليار دولار امريكى مقابل فائض الحساب بـ234.1 مليار دولار امريكى فى الفترة المماثلة من عام 2011 .

قال يوان قانغ مينغ, الباحث من مركز الابحاث الاقتصادية الصيني العالمى لجامعة تشينغهوا, " تميل الصين الى تحقيق توازن الايرادات والمصروفات الدولية على نحو سريع " .

جاء في التقرير الصادر مؤخرا عن معهد الابحاث العلمية لاكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية ان الصين غيرت نمط " الفائض المزدوج هائل القيمة " المستمر منذ سنوات عديدة, بغض النظر عن بنود الحساب الجاري وحساب رأس المال.

حتى نهاية سبتمبر 2012 بلغ رصيد احتياطيات النقد الاجنبى الصينى 3.29 تريليون دولار امريكى ما يعادل 3.2 تريليون دولار امريكى بنهاية سبتمبر 2011 من حيث الاساس , كما اشار ذلك الى ان النشاطات الاقتصادية الخارجية الصينية لعام 2012 كانت فى حالة توازن اساسى .

قال المحللون ان الوضع العام لاجتذاب الصين للاستثمارات الاجنبية يبقى صعبا فى عام 2013, ولكن مستوى الانخفاض ليس بكبير للغاية, اما الاستثمارات الصينية فى الخارج فستواصل الحفاظ على نمو سريع نوعا ما,وسيكون وضع توازن اتجاه الايرادات والمصروفات الدولية الصينية اكثر وضوحا.

بعد اندلاع الازمة المالية العالمية بادرت الدول الامريكية والاوروبية الى طرح سياسات تفضيلية للحث على عودة رؤوس الاموال اليها, فى نفس الوقت كان الارتفاع المستمر في تكاليف عناصر الانتاج المختلفة مثل الايدى العاملة داخل البر الرئيسي الصيني والتعديل والتقليص المستمرين لسياسة تنمية قطاع الاستعانة بمصادر خارجية في البلاد كانت عناصرا رئيسية لانخفاض مستوى جذب الصين للاستثمارات الاجنبية .

قالت تشاو يوى مين, مديرة قسم السوق الدولى لمعهد ابحاث التعاون الاقتصادى التجارى الدولى لوزارة التجارة الصينية, ان انخفاض الاستثمارات المباشرة من رجال الاعمال الاجانب ليس بانخفاض في مجملها فحسب بل شهد ايضا تغيرا هيكليا فى هذا الصدد .

ووفقا لمعلومات واردة من وزارة التجارة الصينية, ازدادت واردات وصادرات لقطاع الاستعانة بمصادر خارجية في البلاد 2.6 بالمئة فقط فى فترة يناير - نوفمبر من عام 2012 بانخفاض 3.2 نقطة مئوية من سرعة الزيادة العامة للتجارة الخارجية.

وترى تشاو ان الصين بحاجة الى زيادة بناء بيئة سوقية جيدة, كما ينبغي ان تنشط فى قيادة اتجاه تدفق الاستثمارات الاجنبية وتحسين البيئة الاستثمارية وتسريع دراسة ووضع سياسات خاصة بالتشجيع على الصناعات الناشئة الإستراتيجية وصناعة توفير الطاقة وحماية البيئة وصناعة الخدمات الحديثة والزراعة الحديثة وغيرها من السياسات الصناعية لاجتذاب الاستثمارات والمتوافقة مع تحويل الصين لنمطها التنموي .

/مصدر: شينخوا/