محللون: سعر النفط قد يستمر فى الهبوط والرهان على دعم العوامل الجيوسياسية

بكين 28 فبراير 2013 /شهدت اسعار النفط فى السوق الدولية تراجعا كبيرا خلال الأيام الماضية بعد ارتفاع مستمر في أسعار "الذهب الأسود" منذ بداية العام الحالى . وتوقع محللون ان تستمر اسعار النفط الدولية في مواجهة ضغوط كبيرة نسبيا مع امتداد المزيد من المخاطر المتراكمة خلال الفترة الماضية وتقليص الادارة الامريكية نفقاتها المالية، ما سيؤدي الى تنامي مشاعر المستثمرين لتجنب المخاطر. وإذا لم تقدم العوامل الجيوسياسية دعما قويا لسوق النفط الدولية فمن المتوقع ان يستمر انخفاض الاسعار في الشهر المقبل.

-- تراجع اسعار النفط الدولية بعد ارتفاع متواصل منذ بداية العام

شهد سعر نفط منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) انخفاضا للمرة الأولى منذ أكثر من شهر. وذكرت الأوبك، التي تتخذ من العاصمة النمساوية فيينا، يوم الإثنين أن متوسط السعر الأسبوعي لنفط المنظمة انخفض الى 112.66 دولار أمريكي للبرميل الأسبوع الماضي، مقارنة بـ114.50 دولار فى الأسبوع الذى سبقه.

ومتأثرا بالسياسة النقدية غير المؤكدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، شهد الأسبوع الماضي أول انخفاض أسبوعي فى سعر سلة الـ(أوبك) في الأسابيع الخمسة الماضية.

ثم شهدت أسعار النفط يوم الاربعاء تداولا مختلطا بعد زيادة مخزون النفط الخام الأمريكي أقل من المتوقع الأسبوع الماضي واستمرار دعم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بن برنانكي لسياسة التحفيز. وتعتبر الولايات المتحدة اكبر متسهلك للنفط فى العالم بحجم طلب يقارب 22 بالمئة من الطلب العالمي على النفط .

وقد ارتفع سعر النفط الخفيف الحلو تسليم ابريل 13 سنتا ليستقر عند 92.76 دولار للبرميل فى بورصة نيويورك التجارية.وانخفض سعر خام برنت تسليم ابريل وبلغ فى جلسة التعاملات الأخيرة حوالي 112 دولارا للبرميل.

كما أنخفضت أسعار النفط اليوم (الخميس) بعد ارتفاع عدد طلبات بدلات البطالة الأمريكية الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ 3 أسابيع وزيادة المخزون بشكل كبير.

-- ضعف الاقتصاد الأوروبي والأزمة النووية الإيرانية يعززان مخاوف عدم استقرار سوق النفط

وادت أخر البيانات الصادرة حول الاقتصاد الاوروبي، والتى جاءت أقل من المتوقع، الى تراجع سعر النفط. واظهرت شركة ((ماجي تي)) للابحاث الاقتصادية في تقرير لها ان مؤشر مديري المشتريات بالقطاع الصناعي في منطقة اليورو في شهر فبراير انخفض الى 47.8 مما يدل على تدهور اقتصاد المنطقة.

كما انخفضت أسعار النفط الخام يوم الثلاثاء بسبب القلق على الاقتصاد الأوروبي إثر الانتخابات الايطالية غير الحاسمة، والذى تفوق على بيانات الاقتصاد الأمريكي المتفائلة. كما هبط سعر خام برنت تسليم ابريل وتم تداوله فى آخر التعاملات بسعر بلغ نحو 113 دولارا للبرميل.

بيد أن المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 التى بدأت يوم الثلاثاء قد ترفع الأسعار إذا لم يتم التوصل في الاجتماع الى اتفاق. وهناك مخاوف أيضا من إمكانية إعاقة عدم الاستقرار الاقليمي لطرق إمدادات النفط العالمية.

ووفقا لتوقعات وكالة الطاقة الدولية، فإن متوسط الطلب اليومي العالمي فى عام 2013 سيبقى عند مستوى 90.8 مليون برميل يوميا، بزيادة 0.24 مليون برميل مقارنة بتوقعاتها السابقة.

واعتبرت دونغ لي جو، وهي محللة بموقع ((الجزيرة الذهبية والفضية)) الالكتروني الصيني لمعلومات النفط ، انه مع انعقاد سلسلة من مؤتمرات البنوك المركزية العالمية واصدار البيانات الاقتصادية في المستقبل, ستتجه سوق النفط الخام الدولية الى الحكمة تدريجيا، بيد ان سعر النفط لا يمكنه تجنب اتجاه الانخفاض رغم ارتداده احيانا ومازال السعر يقف عند مستوى 95 دولار للبرميل. ولا تستعبد امكانية انخفاض السعر تحت الخط الادني ب90 دولار للبرميل اذا لم تقدم عوامل الجيوسياسية دعما قويا للسوق.

-- استخواذ الصين على شركة نيكسن الكندية يوفر قوة دافعة لسوق الاستثمار الدولية

أعلنت شركة النفط البحري الوطنية الصينية (سنووك) يوم الثلاثاء أنها وقعت اتفاقية بقيمة 15.1 مليار دولار أمريكي للاستحواذ على شركة نيكسن الكندية في أكبر عملية استحواذ خارجية تقوم بها شركة صينية حتى الآن .

وقال وانغ تشن الخبير في جامعة البترول الصينية ان الولايات المتحدة والدول الاوروبية تعثرت بعد الازمة المالية العالمية في ركود اقتصادي واصبحت الصين ثانى أكبر اقتصاد في العالم، الأمر الذى خلق مناخا طيبا لنجاح الاستخواذ على شركة نيكسن. وستقوم الصين بعمليات استخواذ بمثل هذا النطاق في الدول الغربية عاجلا أو اجلا .

فبالرغم من ان رأس المال الصيني يواجه عراقيل في الولايات المتحدة، إلا انه يلقى ترحيبا من الشركات الأوروبية الساعية لأسواق واستثمارات.

وقال تقرير لمجموعة ((روديوم)) إن أوروبا اجتذبت استثمارات من المستثمرين الصينيين ضعف ما اجتذبته الولايات المتحدة منهم على مدار العامين الماضيين، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الفرص التجارية الناتجة عن الأزمة المالية والاقتصادية في منطقة اليورو.

وقال التقرير إن الصين استثمرت أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي في مرافق قطاع النقل والبنية التحتية في الاتحاد الأوروبي خلال عام 2012 في حين انعدمت تقريبا الاستثمارات الصينية في البنية التحتية والنقل في الولايات المتحدة.

وتقوم الاستثمارات الخارجية للصين على اساس المنفعة المشتركة وتتيح الفرصة للطرف الآخر لدخول سوق ضخم بحجم السوق الصينية.

واشار لونغ قوه تشانغ، المسوؤل في قسم الاقتصاد الخارجي لمركز الابحاث التابع لمجلس الدولة الصيني، الى ان استخواذ شركات النفط الصينية على شركات أجنبية لا يهدف الى الموارد فقط بل كسب الربح. وستعزز الشركات الصينية تأثيراتها الايجابية في السوق الدولية مع ازدياد قوتها في التجارة مما يرفع ضمان أمن الطاقة للبلد.

/مصدر: شينخوا/