بكين   ~مشمس 16/4 

تعليق: الأرقام الشهرية ليست مرجعا للجزم بتجاوز الواردات النفطية الصينية نظيرتها الأمريكية

2013:03:07.16:51    حجم الخط:    اطبع

أظهرت الأرقام الأولية لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية نزول واردات الولايات المتحدة الأمريكية من النفط الخام خلال ديسمبر من العام الماضي إلى 5.98 مليون برميل\يوميا، محققة أدنى مستوى لها منذ فبراير 1992. ووفقا لأرقام الجمارك الصينية، فقد بلغت الواردات الصينية من النفط الخام في نفس الفترة 6.12 مليون برميل\ يوميا، وهو ما يعني أن الصين قد تجاوزت الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح أكبر مستورد عالمي للنفط.

وتعليقا على ذلك قالت صحيفة الفينانشيل تيمز البريطانية بأن هذا التغير الكبير سيعيد رسم الخارطة الجيوسياسية للطاقة. في المقابل رأى إين قانغ الباحث بمركز دراسات غرب آسيا وإفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية بأن الأرقام الشهرية لا يمكن إعتبارها أرقاما مرجعية، حيث يجب الإستناد إلى الأرقام الخاصة بواردات كامل السنة.

في نفس السياق، قالت صحيفة الفينانشيل تايمز بأن أمريكا لاتزال أكبر مستورد عالمي للنفط على أساس سنوي، لكن الفارق بين الواردت الأمريكية والصينية الصافية أصبح يشهد تقلصا واضحا خلال الخمس سنوات الأخيرة. حيث تراجعت الواردات الأمريكية الصافية من النفط الخام والمنتجات النفطية المكررة في سنة 2012 إلى أدنى مستوى لها منذ 20 عاما عند 7.14 مليون برميل \يوميا، في حين وصل صافي الواردات الصينية من النفط في نفس الفترة إلى 5.72 مليون برميل \يوميا.

من جهة أخرى، غالبا ما تتعمد شركات النفط الأمريكية تقليص وارداتها في نهاية كل سنة تجنبا للضرائب، ثم تعود الواردات الأمريكية من النفط إلى الصعود مجددا في شهر يناير مقارنة مع ديسمبر(العام السابق). لكن يشير بعض المحللين إلى أن وضع تراجع الوارادت النفطية الأمريكية سيستمر في المرحلة القادمة.

في ذات الوقت تبقى حقيقة تجاوز الورادات النفطية الصينية لنظيرتها الأمريكية أمرا غير مؤكد إلى حد الآن، لكن مايمكن تأكيده، هو إتجاه أمريكا إلى تخفيض إعتمادها على نفط الشرق الأوسط. كما ستقوم الولايات المتحدة هذا العام بتخفيض عدد حاملاتها التي تقوم بمهام الحراسة في مضيق هرمز، ويعد هذا الأخير عصب الحياة بالنسبة لصادرات النفط الشرق أوسطية.

وتعليقا على ذلك، ترى العديد من الأوساط الخارجية، بأن أمريكا بصدد المضي قدما في تحقيق الإستقلالية الطاقية.

في هذا السياق يرى إين قاو بأن النفط الشرق أوسطي يمثل ما بين 15% و 30% من واردات النفط الأمريكية، لكن مع إتجاه أمريكا إلى تعزيز إستغلال الغاز الصخري وتطوير حقول النفط في ألاسكا وغرب إفريقيا، فإنه نظريا يمكن القول أن أمريكا بإستطاعتها ألا تستورد قطرة واحدة من نفط الشرق الأوسط، لأن"أمريكا تسعى إلى التخلص تماما من الإعتماد على نفط الشرق الأوسط."

لكن الجدير بالذكر أنه رغم الزيادة التي حققتها أمريكا في كمية الإنتاج اليومية خلال السنة الماضية بـ 800 ألف برميل\يوميا، لكن نسبة تراجع الواردات الأمريكية تختلف من دولة إلى أخرى، حيث شهدت الواردات الأمريكية من النفط السعودي والكويتي تراجعا ضئيلا، في حين كان هناك تراجعا كبيرا في الواردت الأمريكية من النفط الإفريقي.

وترى صحيفة الفينانشيل تيمز أنه مع إتجاه الصين إلى تعويض أمريكا كأكبر مستورد عالمي للنفط، فإن الحكومة الصينية ستكون في مواجهة ضغوط زيادة دورياتها في المعابر الرئيسية للملاحة العالمية، وذكرت الصحيفة بأن الصين لديها سياسة نفطية خارجية أكثر ثقة بالنفس في كل من السودان وأنغولا والعراق.

كما أشار إين قاو إلى أن التواجد العسكري المكثف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط كان هناك من يبرره بحماية المصالح النفطية، وفي حال تحول إهتمام الولايات المتحدة كليا بنفط الشرق الأوسط، فإن أوروبا والصين واليابان وبقية الدول المستهلكة ستتقاسم مهمة تأمين مناطق الإنتاج ومعابر نقل النفط بالشرق الأوسط، ويمثل النفط الشرق أوسطي 60% من الواردات الصينية.

"هذا سيشكل ضغطا كبيرا على الصين. لأنه سواء بالنسبة لخليج عربي أو مضيق ملقا،أو أمن نقل النفط في شرق آسيا كانت الولايات المتحدة هي الطرف المتكفل بتوفير الأمن، وبالنسبة للصين لن يكون بإستطاعتها لافي الوقت الحالي ولابعد فترة طويلة توفير الحماية للخليج العربي." ويعتقد إين قاو أن مسؤولية ضمان أمن معابر النقل يجب أن تتحملها دول مجلس التعاون الخليجي وإيران، لأن الصين لايمكنها بمفردها تعويض الدور الأمريكي.

من جهة أخرى، يرى ليوتشومينغ مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة الدراسات الأجنبية بشنغهاي، أن أمريكا حتى في حال توقفها عن إستيراد النفط الشرق أوسطي، ستواصل التحكم في تدفق النفط الشرق أوسطي. ويعتقد ليوتشومينغ، أن المشكلة الرئيسية المطروحة على الإدارة الصينية الآن هي كيف يمكن في ظل إحترام مبادئ الدبلوماسية الصينية، عدم خدش علاقات التعاون الودية بين الصين ودول الخليج.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات