بكين   مشمس جزئياً~مشمس 11/0 

تعليق: أهمية بنك البريكس بالنسبة للوضع المالي الدولي في الوقت الحالي

2013:03:28.16:05    حجم الخط:    اطبع

زوه شياولي: كبير مستشاري المدير العام لغلاكسي للأوراق المالية.
صحيفة شنغهاي للأوراق المالية

على هامش زيارته إلى القارة الإفريقية، ناقش الرئيس شي جين بينغ مع الرئيس الجنوب إفريقي زوما موضوع "تأسيس بنك البريكس"، كما سيتم خلال إجتماع قادة دول البريكس بمدينة دوربان مناقشة مواضيع تأسيس بنك البريكس للتنمية وآليات تبادل العملة وتأسيس مخزن لإحتياطي النقد الأجنبي. هذه الخطوات ستساعد على تخفيف الآثار السلبية التي تتعرض لها إقتصاديات دول البريكس بسبب تراجع الإقتصاديات المتقدمة. وقد بلغ حجم المبادلات التجارية بين دول البريكس في الوقت الحالي 300 مليار دولار، وسيرتفع هذا الرقم إلى حدود 500 مليار دولار بحلول عام 2015، ولذا فإنه في حال قامت دول البريكس بتأسيس بنك للتنمية، فسيكون لذلك مغزى إيجابيا لدفع مرحلة جديدة من العولمة في ظل البنية العالمية الحالية، وفي حال إعتمد عمل بنك البريكس على عملات غير دولار، فإن ذلك سيسهم بكيفية إيجابية في إصلاح النظام النقدي الدولي، ماسيمنح فرصة كبيرة لليوان الصيني ليخطو خطوة تاريخية نحو التدويل، الأمر الذي سيشكل تأثيرا عميقا على الإقتصاد والمال الدولي.

كاتب هذه السطور يرى بأن بنك البريكس يجب ألا يكون آلية ذات طابع تجاري، بل يجب أن يقارن مع البنك الدولي والآليات الإقليمية الأخرى من حيث طبيعة الآلية، تكون مهمته الرئيسية هي العمل على دفع التنمية في العالم وخاصة الدول المتخلفة. وأنا أثق بأن بنك البريكس سيكون بإمكانه إصلاح التصلب الفكري الذي كان لدى المنظمات الدولية، ويستعمل تفكير ونمط أكثر ملائمة للدول النامية للأخذ بيدها ومساعدتها على النمو، وفي ذات الوقت سيدفع بالتنمية المتبادلة قدما. من جهة أخرى سيمكن بنك البريكس دول الأسواق الناشئة من المزيد من النفوذ على طاولة تحديد القواعد الدولية، ولعب دورا أكثر أهمية في الشؤون الدولية.

بالإضافة إلى ذلك فإن تأسيس بنك البريكس من الممكن أن يدفع نحو إصلاح منظومة النقد الدولي. كما أن طبيعة العملة التي سيختار بنك البريكس إعتمادها كواسطة للإقراض والمساعدات سيكون لها تأثير كبير على منظومة النقد الدولي. وإذا اختار بنك البريكس عملة مغايرة للدولار كوسيط لمعاملاته فإن ذلك من دون شك أنه سيحدث تغيرا كبيرا على منظومة النقد الدولي التي يستحوذ عليها الدولار، كما يمكن أيضا لبنك البريكس إختيار سلة من العملات كوسيط للتعامل مثل الـ SDR، غير أن حصص سلة العملات ربما قد تستوجب إقحام عملات الدول الخمس بما في ذلك اليوان الصيني أو إجراء بعض التعديلات.

ومهما يكن الإختيار الذي سيجريه بنك البريكس فإن ذلك سيضرب بنية المصالح الدولية الحالية، وطبعا هذا قد يتعرض إلى المقاومة. حيث ستكون المعارضة الأمريكية حتمية. وربما قد يكون التفكير في إدماج الدولار ضمن سلة العملات تنازلا يرضي الطرفين.

لا تزال هناك مراحل قبل تحول بنك البريكس من المفهوم إلى أرض الواقع، وهذه المراحل لاشك بأنها ستكون متعرجة. لكن نأمل أن تنجح دول البريكس الخمسة في درء التدخل، لتحقيق أكبر قدر من المصالح، وتسريع ولادة بنك البريكس.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات