تعليق: منتدى البوآو الآسيوي سوف يؤثر على نمط التنمية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ

صحيفة الشعب اليومية ـ الطبعة الخارجيةـ الصادرة يوم 6 ابريل عام 2013- الصفحة رقم:01

بدأت أعمال منتدى بوآو الآسيوي السنوي لعام 2013 في مدينة بواو وهى مدينة ساحلية في مقاطعة هاينان بجنوب الصين يوم 6 ابريل الجاري، وتستمر ثلاث أيام. حيث حضر أكثر من 10 قادة دول ورؤساء منظمات دولية، فضلا عن شخصيات بارزة في المجال الأكاديمي و السياسي والتجاري من 43 دولة ومنطقة. كما أن موضوع المنتدى هذا العام: "الإصلاح والمسؤولية والتعاون: السعي الآسيوي إلى التنمية المشتركة" سوف يوسع أنماط التواصل والتفاعل.

وإن إجراء الرئيس الصيني شي جين بينغ عدة لقاءات مع رؤساء كل من كازاخستان،بروناي، ميانمار، بيرو، زامبيا،فلندا والمكسيك وكمبوديا ونيوزيلندا واستراليا والجزائر ومنغوليا وغيرهم من رؤساء وحكومات دول أخرى خلال المنتدى جعله أكثر تأثيرا.

كما أن انعقاد منتدى البوآو أعقاب بدأ انتعاش الاقتصاد العالمي وبداية تبلور إستراتيجية إعادة التوازن الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ،والقيادة الصينية الجديدة،والتدهور الشديد في الوضع في شبه الجزيرة الكورية، بالتأكيد سوف يجعل الكشف عن المعلومات الإستراتيجية ونية التطوير مهم للغاية.

تركيز موضوعات المنتدى على الإصلاح والمسؤولية والتعاون والسعي الآسيوي إلي التنمية المشتركة هو أساس السياسة المستقبلية في منطقة آسيا والعالم اجمع، وهو القوة الدافعة للانتعاش الاقتصادي الإقليمي والعالمي. كما ينبغي على الجميع الاستمرار في الابتكار لتحقيق التنمية المستدامة، والمساءلة من اجل الحفاظ على الاستقرار والرخاء الإقليمي والعالمي. بالإضافة إلى ذلك، فإنه فقط بالتعاون المربح للجانبين والابتعاد عن النزاعات الانفصالية يمكن أن يكون مستقبل الدول والمناطق الآسيوية مشرقا.

إن إستراتيجية الولايات المتحدة من إعادة التوازن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، هي السعي إلى استعادة نفوذها في المنطقة وتقاسم المنافع، أما بالنسبة للأهداف الخفية فإنها متمثلة في محاولة لاحتواء الصين، الهند وروسيا وغيرها من البلدان التي تشهد نموا سريعا في المنطقة، وذلك من خلال تشجيع بعض دول المنطقة مثل اليابان والفلبين وغيرها من الدول على المواجهة بينما تبقى الولايات المتحدة تقف خلفها للتأثير والمساعدة.

الصين تدعو العديد من الدول المشاركة في منتدى البوآو الأسيوي المنعقد حاليا على الاستجابة على نحو فعال وكافي وتنفيذ المبادرات ذات الصلة لتحقيق التنمية المشتركة في آسيا. الأمر الذي يعني لعب دور "إعادة التوازن" لإستراتيجية "إعادة التوازن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ " الأمريكية، لذلك لا ينبغي التقليل من أهمية منتدى بوآو.

يواجه كبار القادة الصينيين و الحكومة الصينية الجديدة اختبار قاس في منع الاضطرابات والنزاعات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، من اجل خلق بيئة خارجية صحية ومستدامة لتنمية الصين،ومسؤولية اكبر من اجل السلام العالمي. على سبيل المثال، فإن الصين ودول مناطق آسيا والمحيط الهادئ الأخرى لم تكن تريد ظهور المواجهة الأخيرة و استمرار التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وإن أهالي منطقة آسيا والمحيط الهادئ يريدون السلام وليس الحرب،يريدون التنمية وليس الاضطرابات، يريدون التعاون وليس الاحتكاك،وهذه اتجاهات ورأي عام لا رجعة فيه، ومصالح جوهرية لجميع شعوب ودول آسيا.

يتطلع العالم من خلال انعقاد منتدى البوآو الأسيوي في هذا الوقت إلى تحفيز التعاون الاستراتيجي بين الصين ودول آسيا والمحيط الهادئ، ووسائط جديدة للتعاون، توسيع مجالات التعاون باعتبار“هذا القرن هو قرن أسيا والمحيط الهادئ”.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/