لين إيفو، رائد "المدرسة الموضوعية" في الإقتصاد الصيني

صحيفة الشعب اليومية – الطبعة الخارجية – الصادرة يوم 3 مايو عام 2013 – الصفحة رقم 10

يعد الإقتصادي الصيني لين إيفو احد الشخصيات المستقطبة للأنظار التي تطمح جميع وسائل الإعلام إلى إجراء مقابلات معها. وهذا لا يعود لشهرته ومكانته في المجال الإقتصادي فحسب، بل أيضا لهويته الإستثنائية: فبدءا من النجم الجديد في جيش تايوان الى مستشار اقتصادي في البر الرئيسي الصيني، تعد مسيرته الحافلة بالإنجازات والتحولات كافية لتصوير فيلم مثير.

خلال إجتماع الدورتين لهذا العام، أشار لين إيفو بصفته عضو دائم في المؤتمر الإستشاري الوطني إلى أن الإقتصاد الصيني لا يزال يتمتع بقوى كامنة للمحافظة على نمو بـ 8% سنويا خلال الـ 20 سنة القادمة. وعندما شكك بعض الأوساط في تفائله المفرط، قال لين إيفو: "أنا لا أعتقد أبدا بأنني أنتمي إلى المدرسة المتفائلة، بل أنتمي إلى المدرسة الموضوعية. لكن نظرا لأن الجميع متشائمون، فقد أصبحت الموضوعية تفائلا."

تلميذ شولتز

يعرف جميع الصينيون قصة لين إيفو الذي عبر مضيق تايوان سباحة لمدة 3 ساعات لينشق الى البر الرئيسي الصيني في عام 1979. في ذات العام بعد أن غادر تايوان إلى بكين، أصبح طالبا في مرحلة الماجيستير بقسم الإقتصاد بجامعة بكين. وفي عام 1980 زار أستاذ الإقتصاد بجامعة شيكاغو الذي كان قد حصل لتوه على جائزة نوبل هووارد شولتز جامعة بكين. وفي ذلك الوقت كان لين إيفو احد الطلبة القلائل الذين يمكنهم تكلم اللغة الإنغليزية بسلاسة، ولذا تم تكليفه بأعمال الترجمة. حيث ترك لين إيفو إنطباعا عميقا لدى شولتز، وفي سنة 1982 وبتزكية من شولتز، إنتقل لين إيفو إلى جامعة شيكاغو لدراسة الدكتوراه بعد أن حصل على شهادة الماجستير من جامعة بكين، وأصبح بذلك تلميذ شولتز.

كان لين إيفو دائم الإنشغال بإقتصاد الأرياف الصينية. حيث يعتقد بأن مشكلة الفلاحين هي المشكلة الرئيسية التي يجب أن تعالجها عملية التحديث في الصين. لذلك، تمحورت أطروحته للدكتوراه حول إصلاح الإقتصاد في الأرياف الصينية، التي مجدها أستاذه شولتز على كونها "عمل كلاسيكي في علم الإقتصاد المؤسساتي الجديد ". وبعد أن أنهى الدكتوراه، طلب شولتز من لين إيفو البقاء في أمريكا، لكن الأخير كان له رأي آخر. حيث لم يكن هناك فضاء جديد تقريبا داخل المجتمع الأمريكي الذي كان يشهد مستوى عاليا من التطور في عام 1987. في حين كانت الصين بصدد الإنتقال من الإقتصاد المخطط إلى إقتصاد السوق، لذلك فقد أصبح أول عالم في العلوم الإجتماعية حاصل على شهادة دكتوراه أجنبية يعود للعمل في الصين في تاريخ الصين الجديدة.

في سنة 1995 قام لين إيفو بتأسيس المركز الصيني للبحوث الإقتصادية، الذي يعد أول جهاز بحثي مختص في الإقتصاد الحديث داخل الصين. وعلى مدى الـ 10 أعوام اللاحقة، أصبح هذا المركز رائدا في البحوث الإقتصادية في الصين، وإلى جانب تدريبه العديد من الكفاءات الإقتصادية الصينية والأجنبية، أصبح أيضا أحد أهم بنوك المعلومات لمراكز القرار التابعة للحكومة الصينية، وأصبح لين إيفو تدريجيا أحد أكثر الإقتصاديين تأثيرا في الصين.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/