الشركات الصينية في تونس: احداث المزيد من الشركات ذات الكثافة التكنولوجية والخدماتية

تعد الشركة الصينية للمياه بتونس التابعة للشركة الصينية للمياه والطاقة الكهربائية واحدة من بين الشركات الصينية الكبرى، وقد دخلت تونس منذ أكثر من 35 سنة. وتقوم الشركة الصينية للمياه أساسا بإنشاء السدود، ومحطات معالجة القمامة وقنوات تصريف المياه ومعالجة المسالك النهرية وغيرها من مشاريع التربة التي تشرف الحكومة التونسية على تخطيطها. وتقوم الشركة الصينية للمياه في الوقت الحالي ببناء سديْن كبيرين بتونس. إنطلقت أشغال أحدهما في السنة الماضية، لكن الأشغال ظلت تسير بصفة متقطعة، نظرا للإضرابات المتكررة للعمال التونسيين، إلى جانب مطالبة الجانب التونسي وقف جميع المشاريع المتعلقة بـصب الخرسانة بسبب الضباب والأمطار المتواصلة خلال فصل الشتاء.

كما توجد العديد من العوامل الأخرى التي لم تتأقلم معها الشركات الصينية، وتتمثل خاصة في ضعف القيمة التقنية المضافة وضعف قيمة المقاولة. وفي هذا الصدد، يقول المدير العام للشركة الصينية للمياه يوان تشاوفان أن المشاريع تجري حسب خطة الجانب التونسي. وسواء بالنسبة للطرق السريعة، الجسور، السدود، والمنشآت السكنية فهي تعد منشآت عامة، لذا فإن هذه المشاريع تكون دائما في حاجة إلى أشغال التأسيس مثل صب الخرسانة وتركيب الأنابيب و لف الحديد وغيرها. وهذا ما يجعل هذه المشاريع ضعيفة القيمة التقنية المضافة، ومع إرتفاع أسعار المواد الأولية ورواتب العمال، أصبحت أرباح الشركة تتضائل شيئا فشيئا.

ويرى المستشار التجاري بالسفارة الصينية لدى تونس تشوتشاومينغ، أنه رغم كون المشاريع التي حصلت عليها الشركات الصينية ظلت دائما ضعيفة القيمة المضافة والأرباح وان استغلالها في تطوير الصناعات الحيوية وقطاع الصناعة الصينية أكثر فاعلية، إلا أنها تفتح مجالات جديدة من المشاريع الإستثمارية في شمال إفريقيا. وتبقى الشركات الصينية في حاجة إلى الإعتماد على القوة المحلية لإحداث المزيد من الشركات التي تتميز بحيوية تقنية وخدماتية بشمال إفريقيا.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/