حجم إقتصاديات العديد من المقاطعات الصينية يفوق عدة دول العالم

كانت هناك مقولة تقول مايلي: لو كانت كاليفورنيا دولة مستقلة وليست ولاية أمريكية، لكانت ثامن إقتصاد عالمي. وفي الوقت الحالي لو قارننا حجم الناتج الداخلي الخام مختلف المقاطعات الصينية خلال الأعوام الأخيرة مع بعض دول العالم، سنكتشف أن العديد من المقاطعات الصينية أثرى من كثير من دول العالم.

ووفقا لترتيب الناتج الداخلي الخام للعام 2012، تأتي كل من أقاليم قواندونغ، جيانغسو، شاندونغ، تشوجيانغ وخهنان في المراتب الـ 5 الأولى. وإذا وضعنا هذه المقاطعات على الخارطة العالمية، فإن الترتيب الإقتصادي لهذه الدول سيكون كالتالي: 16، 17، 19، 24 و28.

وقد كشفت لجنة التنمية والإصلاح بقواندونغ خلال الفترة الأخيرة أن الناتج الداخلي الخام للمقاطعة حقق نموا بـ 8.5 % خلال العام 2013، وستصبح سادس مقاطعة صينية تتجاوز 6 تريليونات يوان، وأول مقاطعة تتجاوز 1 تريليون دولار.

ظاهرة المقاطعات الأثرى من الدول بدأت تظهر منذ مرحلة مبكرة. حيث تجاوز الناتج الداخلي الخام لمقاطعات قواندونغ، جيانغسو وشاندونغ العديد من الدول المتقدمة في عام 2009. وفي نفس السنة، تجاوز الناتج الداخلي الخام لعاشر مقاطعة صينية من حيث الناتج الداخلي الخام -تيانجين- 4 دول، هي: سلوفاكيا، لوكسمبورغ، سلوفينيا وآيسلاند.

نموذج تنموي بدون مخلفات

نموذجنا التنموي الحالي يحتوي على العديد من النقائص، وقد نجم عن ذلك العديد من المشاكل. مثلا، فائض قدرات الإنتاج، ديون الحكومات المحلية، المشاكل البيئية، إلخ. وفي هذا السياق، يقول تشن هونغ يوي، مستشار حكومة قوانغدونغ ان المقاطعات التي تحتل المراكز الخمسة الأولى في الترتيب عليها ديون ليست قليلة، كما تواجه صعوبة التحول إلى نموذج تنمية عديم المخلفات. كما تواجه هذه الأقاليم الخمسة مشاكل مختلفة عن بعضها.

ويضيف تشنغ هونغ يوي أن مقاطعات شاندونغ وخهنان اللتان تمثلان مقاطعات الشمال والوسط تتمتع بثروت منجمية كبيرة وكثرة مشاريع بنية تحتية، في حين أن قوانغدونغ وجيانغسو وتشوجيانغ وغيرها من المدن الساحلية، تعتمد أساسا على جذب رؤوس الأموال الأجنبية. وهناك نقطة مشتركة بين قوانغدونغ وجيانغسو تكمن في عدم توازن النمو بين المناطق. "المهم هو إجراء إبتكار وتغيير على مستوى النظام وفقا لنقاط القوة لدى مختلف المحافظات، وليس إجراء مقارنة بسيطة على مستوى الناتج الداخلي الخام."

في ذات السياق، يرى الخبير في إقتصاد الصناعات واقتصاد الأقاليم بالأكاديمية الصينية للعلوم الإجتماعية تشن قوان أن هذه المقاطعات الخمسة تعد اكبر المقاطعات الصناعية، حيث تستحوذ على 45% من القطاع الثاني، وهي تعتمد أساسا على الإستثمارات الكبيرة، والمشاريع الصناعية الكبيرة لدفع النمو، ولم تبدأ في التوجه إلى قطاع الخدمات إلا خلال السنوات الأخيرة.

اذا قارنا مقاطعة قواندونغ بكوريا الجنوبية اللذان يقتربان كثيرا على مستوى الحجم الإقتصادي، نجد أن السكان الدائمين بمقاطعة قواندون قد بلغ 105.94 مليون نسمة، أي قرابة ضعي عدد سكان كوريا الجنوبية، لذلك، إذا احتسبنا نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام، سنجد ان الفرق واضح جدا. حيث بلغ نصيب الفرد من الناتج الداخلي الخام في مقاطعة قواندونغ 8931 دولار خلال العام 2012، في حين يصل نصيب الفرد في كوريا الجنوبية 22590 دولار.

وبالنظر من مراحل النمو الإقتصادي، تقع مقاطعة قواندونغ في نهاية المرحلة الوسطة من التصنيع، بينما دخلت كوريا الجنوبية مجتمع بعد التصنيع. ويعتقد تشن قوان، أن أكثر ما تتميز به كوريا الجنوبية هو التنافسية الصناعية الناجمة عن الإبتكار. حيث تمتلك كوريا الجنوبية بعض الشركات ذات السمعة العالمية، التي تمتلك حيوية داخلية عالية، وتستحوذ على حصة كبيرة داخل السوق العالمية، وهذا هو ما ينقص الصين.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/