تقرير إخباري: الصين تودع تقديس اجمالي الناتج المحلي

بكين 18 فبراير 2014/من المفترض أن يصبح تحول الصين من نموذج نمو إجمالي الناتج المحلي إلى "الجودة" أكثر وضوحا قريبا حيث قامت نحو ثلثي مقاطعات الصين بخفض أهداف النمو للعام الحالي حتى لو كان ذلك بشكل طفيف للغاية.

عقدت الدورات التشريعية السنوية للمقاطعات خلال الفترة ما بين يناير ومنتصف فبراير، وحتى الآن قامت 22 مقاطعة تشمل بكين وشانغهاي بتقييد أهداف معدل النمو لديها.

وقامت سبعة مقاطعات أخرى تشمل قوانغدونغ باستلهام نفس معدل النمو الذي تم تحقيقه في العام الماضي. واقتصر الأمر فقط على مقاطعة هاينان في أقصى جنوب الصين وهيلونغجيانغ في الشمال بتحديد أهداف نمو أعلى من عام 2013. أما بكين وشانغهاي فقد حددت كل منهما هدف نمو بنسبة 7.5% وهو الأدنى على مستوى المقاطعات مقارنة ب 7.7% للعام الماضي.

ولا زالت مقاطعة قويتشو الموجودة جنوب غرب الصين تأمل في تحقيق معدل نمو 12.5% وهو الأعلى بين المقاطعات. ومع حجم اقتصاد يقدر بنحو 800 مليار يوان فقط (131 مليار دولار أمريكي تقريبا) في العام الماضي تعد قويتشو التي لا تطل على أية مسطحات مائية من بين بضعة مقاطعات يقل حجم الانتاج المحلي لديها عن تريليون يوان. ومع معدل نمو متوقع بنسبة 8.5% تجاوز حجم الاقتصاد بمقاطعة قوانغدونغ التي تعد من مراكز التصنيع في الصين ستة تريليون يوان في عام 2013 وهو الأعلى بين جميع المقاطعات.

وقال وانغ يي يانغ رئيس مركز أبحاث التنمية في قوانغدونغ "إنه رد فعل حتمي من الحكومات المحلية لقرار تحسين نظام التقييم الاقتصادي والتركيز بدرجة أكبر على جودة النمو أكثر من حجم النمو".

وقال وانغ إن السلطات المحلية يمكنها منح المزيد من الاهتمام لتغيير النموذج وإعادة الهيكلة الاقتصادية.

وتحول الاقتصاد الصيني من النمو المرتفع إلى مرحلة جديدة للنمو الذي يتراوح بين المتوسط والمرتفع مع التركيز على الجودة والكفاءة والاستدامة كشعار لتلك المرحلة.

وأعلن المكتب الوطني للاحصاءات أن معدل النمو الاقتصادي لعام 2013 كان 7.7% وهو نفس معدل النمو لعام 2012 ويزيد على المعدل الذي حددته الحكومة وهو 7.5%.

وسيكون تقييم المسؤولين المحليين قائم على معيار جديد يشمل استهلاك الموارد والتكلفة البيئية وأمن العمل والدين المحلي والتركيز بدرجة أكبر على التوظيف ودخل السكان والضمان الاجتماعي والصحة.

وتم التركيز على خفض الإفراط في الإنتاج الصناعي ومكافحة الأدخنة باعتبارها من وسائل تحسين جودة النمو والكفاءة.

وقال عمدة بكين وانغ ان شون في يناير الماضي "سنلتزم بتغيير نموذج النمو الاقتصادي" وتعهد ببذل "كافة الجهود" من أجل مواجهة التلوث الجوي الذي يعد مصدر قلق بالغ لسكان العاصمة الذين يبلغ عددهم 20 مليون نسمة.

وحددت مقاطعة خبي المثقلة بالتلوث والمجاورة لبكين معدل نمو بنسبة 8% وهو أقل معدل خلال الأعوام الأخيرة. وتنتج خبي ربع إنتاج الصين من الحديد والصلب.

وقال تشو بن شون رئيس لجنة الحزب الشيوعي الصيني في خبي "التنمية الحالية غير مستدامة ولابد أن تكون الأولوية للبيئة، لن تحصل المشروعات المسببة للتلوث على الموافقة بعد الآن وسيتم التخلص من قدرات الإنتاج غير الملائمة للعصر"

وقال تشاو يونغ وهو مسؤول بارز في مقاطعة خبي إن المقاطعة ستقوم بخفض قدرات الإنتاج بمقدار 15 مليون طن من الصلب و10 مليون طن من الأسمنت واستخدام فحم بمعدل 15 مليون طن أقل خلال العام الحالي. وأضاف أن الفترة الحالية هامة جدا في إعادة الهيكلة بالنسبة لخبي ولابد أن نتبع مسار "التنمية الخضراء".

وأشار تشاو هونغ نائب رئيس أكاديمية بكين للعلوم الاجتماعية إلى أن انخفاض معدلات النمو يعطي الحكومات المحلية مجالا ووقتا للإصلاح وتحرير أنفسهم من عبء اجمالي الناتج المحلي وهو ما يفيد التنمية طويلة المدى.

وقال وانغ إن استمرار الانتعاش الاقتصادي العالمي خلال عام 2014 سيوفر بيئة جيدة لتعديل البنية الاقتصادية الوطنية.

وقال تشي فو لين رئيس المعهد الصيني للإصلاح والتنمية الذي يتخذ من هاينان مقرا له إن الصين قامت بصياغة حزمة إصلاحات شاملة خلال شهر نوفمبر في الجلسة الثالثة المكتملة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني. وأضاف أن الصين تتجه نحو تحقيق نمو متوسط بمعدل يتراوح بين 7% و8%.

وقال تشي لوكالة شينخوا خلال مقابلة حصرية اليوم (الثلاثاء) "برغم خفض أهداف التنمية في 22 مقاطعة إلا أننا من الممكن أن نحقق معدل نمو بنسبة 7.5%".

وأشار إلى زيادة الاستهلاك المحلي مع مجال للزيادة تتراوح بين 10% و15% في مساهمة قطاع الخدمات في الاقتصاد وزيادة الحضرنة والنمو الاستثماري بنسبة 20% تقريبا.

وقال تشي إن توقعات النمو المرتفع في هاينان مدعوم بالسياحة المحلية.

وأضاف أن تنمية القطاع الثالث من الاقتصاد لابد أن يزداد من أجل المساعدة في استقرار التوظيف بعد خفض قدرات الإنتاج وبناء بيئة سوق ملائمة للمنافسة العادلة.

/مصدر: شينخوا/