البنوك الصينية تشهد تباطؤا في نمو أرباحها

شانغهاي 5 ابريل 2014/ تمتعت البنوك الصينية بلقب " أقوى البنوك في كسب الأموال بالعالم" في العشر سنوات الماضية بفضل أرباحها سريعة النمو. ولكنها شهدت تراجع نسبة النمو في الأرباح متأثرة بتطبيق عملية التوجيه نحو السوق في الفوائد، وصعود المالية الانترنتية ( المالية عبر الانترنت)، وازدياد القروض المتعثرة في الصناعات التي تعاني من قدرة الإنتاج المفرطة في عام 2013.

وأصدر 11 بنكا صينيا مدرجا في البورصة التقارير المالية الخاصة بهم لعام 2013. وشهدت الخمسة بنوك المملوكة للدولة وعدة بنوك مساهمة تباطؤا في نسبة زيادة الأرباح بشكل ملحوظ في العام الماضي، ومنها بنك المواصلات الذي شهد أقل نسبة نمو وبلغت 6 في المئة، في حين حافظت معظم البنوك على نسبة نمو بين 10 في المئة و15 في المئة باستثناء بنك سيتيك الصيني الذي بلغت نسبة النمو لأرباحه 26 في المئة.

أما قبل سنة واحدة، فتجاوزت نسبة النمو في الأرباح لمعظم البنوك20 في المئة وحتى 30 في المئة. وأشار المحللون إلى أن زيادة الديون المعدومة وتقليص هامش الفوائد سيؤديان الى تقليص أرباح البنوك.

وعلى الرغم من أن نسبة القروض المتعثرة حافظت على نفس المستوى للعام السابق، ولكن حجم القروض المتعثرة ازداد كثيرا مما أدى إلى تعزيز البنوك تسوية الديون المعدومة.

وبلغ إجمالي القروض المتعثرة للخمسة بنوك المملوكة للدولة 374.315 مليار يوان (دولار أمريكي واحد يساوي نحو 6.1 يوان) بزيادة 47 مليار يوان على أساس سنوي، وللبنوك التجارية نحو 600 مليار يوان بزيادة 99.3 مليار يوان مقارنة ببداية عام 2013.

وانعكس تزايد القروض المتعثرة تجاه تباطؤ الاقتصاد الصيني.

وقال تشيوي هونغ بين كبير الاقتصاديين في شركة هونغ كونغ وشانغهاي المصرفية إن ارتفاع القروض المتعثرة هذه المرة يرجع سببه إلى عوامل كثيرة، منها تباطؤ الاقتصاد وقدرة الإنتاج المفرطة وتراجع الطلب الخارجي وقبول سياسة تحفيز الاقتصاد ، وسيستمر هذا التأثير لفترة، لذلك، من الصعب أن يتغير اتجاه ارتفاع القروض المتعثرة في قطاع البنوك.

وأشارت بيانات الاقتصاد الكلي إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني أيضا حيث شهد كل من القيمة المضافة للمؤسسات الكبيرة، والاستثمار في الأصول الثابتة، وإجمالي المبيعات بالتجزئة للسلع الاستهلاكية الاجتماعية انخفاضا في فترة يناير - فبراير على أساس سنوي.

بالإضافة إلى ذلك، بدأت قطاعات تعاني من فرط الطاقة الإنتاجية مثل الحديد والصلب، والأسمنت والملاحة الزج بالمخاطر إلى قطاع البنوك. وأصبحت هذه القطاعات مصادرا رئيسية للقروض المتعثرة في البنوك.

وذكر بنك المواصلات إن السبب الرئيسي لانخفاض جودة أصول البنوك هو توسع المخاطر من تجارة الصلب، والتي تركز في مقاطعتي جيانغسو وتشجيانغ.

وفي نفس الوقت، بدأت تظهر الأخطار في قروض قطاع العقارات.

وتقلص هامش فوائد أرباح البنوك أيضا، خاصة للخمسة بنوك المملوكة للدولة والتي احتلت إيراداتها من الفوائد أكثر من ثلاثة أرباع من إجمالي الإيرادات. وستخفف البنوك اعتمادها على الفوائد مع تطبيق الصين الإصلاح في سعر الفائدة بشكل أكثر توجيها نحو السوق.

ويشكل صعود المالية الانترنتية (المالية عبر الانترنت ) صدمة لقطاع البنوك. بينما اجتذبت المنتجات المالية مثل "يوي أه باو" لشركة علي بابا و"لي تساي تونغ" لشركة تنسنت لتحويل المودعين ودائعهم إلى هذه المنتجات بفائدة أعلى من فائدة البنوك للودائع الجارية بعشرة أضعاف.

وذكرت العديد من البنوك المدرجة في البورصة في تقاريرها السنوية أن أعمالها تأثرت بالمالية الانترنتية مشيرة إلى تعزيز استثمارها في بناء منصة الدفع على الانترنت وغيرها.

/مصدر: شينخوا/