بكين 18 ابريل/ جاء فى تقرير اخبارى نشرته مجلة // النظرة // الاسبوعية الصينية وصحيفة شباب بكين ان الصين وروسيا حددتا مشروع المناورات العسكرية المشتركة ويتم انجاز وضع خطة المناورات فى مايو القادم.
انهى يورى بالويفسكى رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الروسية زيارته للصين فى يوم 20 مارس عام 2005. قال قبل مغادرته لبكين انه انجز انجازا مرضيا المهمة التى كلفه بها وزير الدفاع الروسى ايفانوف – تم تحديد مشروع المناورات العسكرية المشتركة الاولى بين الصين وروسيا.
كشف بالويفسكى فى اثناء الزيارة عن ان الصين وروسيا ستقومان بالمناورات العسكرية المشتركة باسم // الصداقة – 2005//. واختير المجال البحرى الواقع فى شبه جزيرة شرق لياونينغ بالصين, وستدوم المناورات لمدة اكثر من اسبوع. وسترسل كل من الصين وروسيا قواتها البرية والبحرية والجوية للمشاركة فى هذه المناورات.
حاليا, وضعت الصين وروسيا خطة مفصلة لهذه المناورات الان, ويتوقع ان يتم انجاز اعمال وضع هذه الخطة فى منتصف مايو القادم.
فى يناير هذا العام, قال نائب وزير دفاع روسى ان // العدو المفترض// لهذه المناورات هو // الارهاب فى كل العالم//. يرى المحللون انه يجب ان تتجلى المناورات العسكرية المشتركة الصينيةالروسية الاولى بتفكير استراتيجى عميق انطلاقا من زاوية التقديرات من نواحى الموقع والحجم والمعدات والشكل:
اولا, التعاون المشترك فى توسيع المجال الاستراتيجى. منذ تفكيك الاتحاد السوفياتى السابق, تكثف الناتو جهودها للتوسع شرقا, كما تسرع الولايات المتحدة الى التسلل الى اسيا الوسطى وذلك يجعل المجال الاستراتيجى لنفوذ منطقة روسيا التقليدية يعانى من الشغط المتواصل. بينما تعزز الولايات المتحدة التحالف العسكريى الامريكى اليابانى فى شرق اسيا الاقصى والباسفيك, وتستولى على نفوذ منطقتها فى اسيا الوسطى وجنوب القوقاز, وتشكل تهديدا شديدا ايضا للمصالح الامنية الصينية من الجهتين الاستراتيجيتين الشرقية والغربية مما يجعل الصين تشعر بضغط شديد. وفى ظل هذه الخلفية, تهدف المناورات العسكرية المشتركة الصينية الروسية الى ان // الجبهة الدفاعية الوحيدة التى لا تقدر الولايات المتحدة على اختراقها هى الحدود الروسية الصينية//.
ثانيا, ترغب روسيا فى ان تعزز العلاقات الروسية الصينية عن طريق المناورات المشتركة تعويضا عن الخسائر الناتجة عن علاقاتها الباردة مع الدول الغربية. اشار المحللون الى ان هذه المناورات العسكرية تشكل نفث هموم للكرملين التى اصيبت بسلسلة من // النكسات السياسية//, يجب على روسيا ان تتعاون مع الصين فى القيام بالمناورات العسكرية المشتركة لتحذر الغرب من ان روسيا تظل قوة عسكرية جبارة.
ثالثا, ضرب غطرسة // استقلال تايوان// والسعى الى الاستقرار فى وضع مضيق تايوان. فى مسألة تايوان, لا تواجه الصين نفوذ // استقلال تايوان// فحسب,بل التدخل الكامن للولايات المتحدة واليابان ايضا. اختيارا للقيام بالمناورات العسكرية المشتركة مع روسيا, من الواضح ان الجانب الصينى تأخذ مسألة تايوان بعين الاعتبار الاستراتيجى العميق.
رابعا, كبح التغيرات المفاجئة التى تطرأ على الاوضاع فى شبه جزيرة كوريا. دخلت المحادثات السداسية بالمسألة النووية الكورية الى طريق مسدود, لا تتراجع كوريا الديمقراطيو والولايات المتحدة كل على حدة فى مسألة شروط الحوار بينهما. مجابهة لامكان وقوع التغير المفاجىء للاوضاع فى شبه جزيرة كوريا و من اجل الاستقرار فى الوضع فى هذه المنطقة وانطلاقا من اعتبار المصالح الذاتية, اختارت الصين وروسيا شبه جزيرة شرق لياونينغ للقيام بالمناورات العسكرية المشتركة.
كما تجرى هذه المناورات العسكرية المشتركة ايضا تحت خلفية تعزيز صفقات الصناعة الحربية والتعاون التقنى بين الصين وروسيا. تفكر روسيا الان فى دعوة الصين الى القيام المشترك ببحث وصنع مقاتلات حديثة وذلك يرمز الى ان التعاون العسكرى بين الصين وروسيا قد اخترق علاقات الصفقات التجارية المطلقة. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/