اتهمت سياسية ألمانية الدول الغربية بشن "حرب باردة جديدة" على الصين في حين استنكر خبير بارز في الشئون الصينية في ألمانيا تصوير الغرب الصين كشيطان .
وقالت انتجي فولمر نائبة رئيس البرلمان الالماني السابقة في مقال نشرته صحيفة (سود دويتش تسايتونج) اليومية يوم الثلاثاء "على ما يبدو ان كل جيل في حاجة الى شن حربه الخاصة قبل ان يتحلى بالقدرة والحكمة الكافيين لتعلم دروس من ذلك سواء كانت حربا ساخنة ام حربا باردة".
واضافت "لقد مضى بالكاد 10 سنوات على نهاية الحرب الباردة الاخيرة حتى أعلنت حرب ساخنة جديدة: ألا وهي الحرب على الارهاب".
وتساءلت فولمر قائلة "هل يمكن ان تحقق الحرب على الارهاب انتصارا بالسلاح؟" وكان جوابها "لا".
وقالت فولمر "في الوقت الذي نحن فيه مستعدون لمواجهة ايديولوجية مع الدول الاسلامية والعربية، وفي الوقت الذي كنا أعددنا فيه انفسنا لنوع من المواجهة الدبلوماسية مع روسيا، فإننا من جديد ندخل مواجهة عامة مع الصين؟ فاذا كان هناك صينى من بين كل خمسة اشخاص في العالم فإن الغرب على مايبدو لديه ثقة في نفسه زائدة عن الحد".
واضافت "حتى مع احتمال ألا يكون لهذا التوجه المشترك الكبير سوى أكثر الفرص ضآلة للوصول الى هدفه، فإنه يجب أن يكون موضع شك بالغ ".
وفي الوقت ذاته اتهم توماس هيبرير، وهو خبير بارز في الشئون الصينية بألمانيا، الغرب "بتصوير الصين كشيطان" في مقالته المنشورة امس الاربعاء/16 ابريل الحالي/ في صحيفة (داي تاجتسايتونج ) الالمانية اليومية.
وقال هيبرير "بعد رسم صورة مثالية في التسعينيات، نقف الان فى مرحلة رسم صورة لها كشيطان"
وفسر ذلك قائلا "يرجع ذلك جزئيا الى نهضة الصين والمخاوف الزائفة المتعلقة باستطاعة الصين ان تمثل تهديدا اقتصاديا وسياسيا للغرب".
واضاف هيبرير "والشئ الخطير على وجه الخصوص هو نسيان النجاحات والتغيرات الكبيرة في مسيرة سياسة الاصلاح الصينية منذ اواخر السبعينيات في الوقت الحالي".
كما اشار الى ان الغرب لا يتفهم الاسباب الحقيقية والتاريخية لقضية التبت.
وقال "لم تعترف دولة في العالم باستقلال التبت أو اعلنت أن التبت (بلد محتل). فبالنسبة لجميع دول العالم، التبت ارض صينية".
وبالنسبة لهيبرير فان التقارير الاخبارية الغربية الاخيرة بشأن التبت "تشبه نوعا من الهستريا".
وقال هيبرير "في نظر اوربا وامريكا الشمالية، كانت التبت شيئا مميزا وغامضا. واعتبرت التبت كيانا غريبا خياليا. ووصف كتاب منشور منذ سنوات قليلة هذه الظاهرة بأنها تعرف ب(اسطورة التبت)".
واضاف "كما يجب تذكر ان التبت قبل 1950 لم تكن مطلقا مجتمعا متناغما ديمقراطيا، بل كانت مجتمعا طبقيا قائما على هيراركية منظمة وعلى قمته طبقة ارستقراطية وراثية وعدد كبير من الفقراء او المزارعين الصغار بلا اراض".
وعلى ضوء الوضع الراهن، دعا هيبرير الدول الغربية الى مواصلة "حوار بناء" مع الصين.
وقال هيبرير "ايا كان الذي يعتقد ان الاحتجاجات الشديدة والضغط يمكنهما ان يحققا بعض التغيرات في الصين، فإنه يحكم على الوضع الراهن بشكل خاطئ. ان الصين لن ترضخ ابدا لضغط خارجي في امور تتعلق بالوحدة الوطنية والاستقرار السياسي. وعلاوة على ذلك فان الصينيين داخليا وخارجيا يقفون بالاجماع وراء قيادة الصين السياسية".
واعرب عن معارضته مقاطعة أولمبياد بكين.
وقال هيبرير "علينا أن نفهم أن أغلب المشاكل العالمية الملحة لا يمكن حلها الا مع الصين وليس ضد الصين". (شينخوا)