يجب على الدول والامم المختلفة احترام بعضها والتسامح فيما بينها والتعلم من ثقافة بعضهم. اليوم، يتعلم 300 مليون صينى اللغة الانجليزية واكثر من مليون من شبابنا يدرسون فى الخارج. تعرض الثقافات والفنون من اجزاء مختلفة من العالم كل يوم على شاشة التلفزيون والاذاعة والصحف والمجلات فى الصين. ولو لم نتعلم من الآخرين عبر التبادلات ونقوى قدراتنا من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين ، لما كنا نتمتع بالرخاء والتنمية اليوم.
فى القرن ال21، ربطتنا العولمة الاقتصادية وشبكة المعلومات الدولية. تتعايش الثقافات المختلفة وتؤثر على بعضها البعض. لا يمكن ان تحقق اى ثقافة الازدهار فى عزلة. وتستند بشكل متزايد قدرة اى بلد او امة على الاسهام فى ثقافة الانسانية الى قدرتها على استيعاب الثقافات الخارجية وتجديد نفسها. ولذلك ستظل الصين مفتوحة تقيم تقاليدها مع الاستفادة من الخبرات الناجحة للآخرين ، وتحقق رخاء اقتصاديا وتقدما اجتماعيا بطريقة متحضرة ومتناغمة .
ايها السيدات والسادة،
اؤكد اهمية رؤية الصين فى ضوء تنميتها، لان العالم يتغير والصين تتغير. ان الصين لم تعد مجتمعا مغلقا ومتخلفا كما كانت قبل مائة سنة، او مجتمعا فقيرا ومتحجرا كما كانت قبل 30 سنة. وبفضل سياسة الاصلاح والانفتاح ، بات للصين شكل جديد. ما عرضته اولمبياد بكين هى صين مزدهرة، قديما وحديثا. لذلك اشجعكم على زيارة الصين اكثر من مرة وزيارة مواقع اكثر هناك. من خلال هذا السبيل، ستفهمون بشكل احسن ما يفكر فيه الشعب الصينى وما يقوم به وما يهمه. وستتمكنون من معرفة الصين الحقيقية، الدولة التى تتطور وتتغير باستمرار. وستقيمون بشكل احسن ايضا كيف تواجه الصين الازمة المالية الجارية.
فلهذه الازمة المالية غير المسبوقة تأثيرا خطيرا على كلا الصين وبريطانيا بالاضافة الى الدول الاوروبية الاخرى. ان الازمة لم تصل بعد الى نهايتها، ومن الصعب توقع ما قد تسببه من خسارة فى المستقبل.واصبح العمل معا والتغلب على الصعوبات اهم اولوية لنا.
اعتقد ان هناك حاجة الى تعاون اوثق لمكافحة الازمة العالمية، وان مستوى التعاون يعتمد على مستوى الثقة المتبادلة. وترى الحكومة الصينية انه يجب على الدول: اولا وقبل كل شىء، تسيير شؤونها بشكل جيد ومنع نقل المشاكل الى الآخرين ، ثانيا، تنفيذ التعاون باخلاص تام وتجنب السعى وراء المصالح الفردية على حساب الآخرين ، ثالثا، التعامل مع كل من الاعراض والسبب الاصلى للمشكلة. وان تدخلا مؤقتا لن يجدى. ينبغى علينا الا نعالج الرأس فقط عندما نشر بصداع او الاقدام فقط عندما نشعر بألمهما. وكما اكدت فى الاجتماع السنوى للمنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس، من الضرورى تنفيذ اصلاح عاجل للنظم المالية والنقدية الدولية لاقامة نظام مالى دولى جديد يتميز بالعدل والمساواة والشمولية والادارة الجيدة. يجب علينا ان نخلق بيئة مؤسسية تسهم فى النمو الاقتصادى الدولى.
[1] [2] [3] [4]