نشرت " صحيفة الشعب اليومية " فى عددها الصادر اليوم / الثلاثاء /10 فبراير الجاري/ تعليقا معنونا ب " / طريق الحرير الجديد / يتسع اكثر فاكثر كلما يسار عليه ". وفيما يلى اهم ما ورد فيه :
شهدت السنوات الاخيرة تطورا سريعا وارتقاء نوعيا فى سياق العلاقات بين الصين والدول الاعضاء فى مجلس التعاون الخليجى للدول العربية بحيث كانت علاقات الصداقة التقليدية بينهما توجهت بالخطوات الواسعة باتجاه علاقات تعاون استراتيجى من كل صوب وحدب مما بعث من جديد بنضارة الشباب لطريق الحرير القديم الذى امتد لالف عام .
وان تكرار الزيارة الرفيعة المستوى المتبادلة بين الصين ومجلس التعاون الخليجى العربى ادى الى انشاء الية للمداولات السياسية والحوار الجماعى بينهما ,التى سيتم اطلاقها فى العام الجارى. والصين ودول مجلس التعاون هذا, كلها من الدول النامية و يزداد التنسيق والتعاون بين الجانبين مع مرور الايام فى العديد من الشئون الدولية والاقليمية . كما ان ثمار التعاون الاقتصادى والتجارى كانت وافرة فقد وصل اجمالى حجم التجارة الثنائية بينهما الى 73.8 ملياردولار امريكى بنهاية اكتوبر 2008 مسجلا بذلك مستوى تاريخيا جديدا , بعد ان كان 1.5 مليار دولار امريكى فقط عام 1991 . واما مفاوضاتهما بشأن انشاء منطقة تجارة حرة فدخلت الى مرحلة حاسمة .
وقد اجريت جولتان من الحوار بشأن الطاقة وتوقعت الصين اتفاقية التعاون الطقوى مع كل من السعودية ودولة الكويت مما عاد بالمنافع والمصالح الفعلية على الجانبين . وليس ذلك فحسب بل اجرى الجانبان ايضا التعاون والتبادل المثمرين فى مجالات المال والاستثمار والبنية التحتية والتعليم والثقافة . والجدير بالذكر ان دول مجلس التعاون الخليجى العربى اعطات الصين الدعم الثمين فيما يتعلق ببعض القضايا المهمة المعنية بالمصلحة النواتية الصينية .
والصين ودول مجلس التعاون الخليجى العربى كلتاهما كانتا تتقاربان من بعضهما البعض رويدا رويدا وهذا عبر عن الروابط التاريخية والثقافية العريقة بينهما وابرز الاتساع المتزايد لاثارهما فى القرن الجديد والارتقاء السريع لمكانة احدهما فى سياق العمل الدبلوماسى كله والاستراتيجية القطوية للاخر. ودول مجلس التعاون الخليجى العربى دخلت بفضل استمرار ارتفاع اسعار النفط خلال السنوات الاخيرة الى مرحلة ذهبية للتنمية الاقتصادية وقوتها الجامعة تقوت عموما واصبحت اثارها تتسع باطراد على الصعيجين العالمى والاقليمى. والدول الاعضاء الست فى مجلس التعاون الخليجى العربى ليست بمثابة قوة فريدة بالنسبة الى الصين فى الشئون السياسية والاقتصادية العالمية فحسب بل هى تكون بمثابة اسواق لصادرات الصين من السلع المهمة ولمقاولاتها للمشاريع فى الخارج وشريكة استراتيجية لامدادات الطاقة ايضا . واصبحت الصين وسائر دول العالم التى تضم دول منطقة الخليج ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا يوميا من حيث المصلحة والمصير.
وان تطور العلاقات الثنائية بين الصين ومجلس التعاون الخليجى العربى لا تنفصل عراه عن العلاقات الودية بين الصين والسعودية . وكل من الصين والسعودية تكون صديقة وشريكة للاخرى فى مجال التعاون الصادق والمخلص وظهر الى حيز الوجود وضع جديد للتطور الشامل والسريع فى مجال التعاون الاقتصادى والتجارى بينهما خلال السنوات الاخيرة . وقد صارت السعودية اكبر شريكة تجارية للصين فى مناطق اسيا الغربية وافريقيا وازداد اجمالى حجم التجارة الثنائية بينهما الان بما ينيف على 80 ضعفا عما كان عليه فى بداية اقامة علاقات دبلوماسية بينهما عام 1990. ومما يجدر بالاشارة الى ان السعودية وسائر الدول الاعضاء فى مجلس التعاون الخليجى العربى قدمت تبرعات ومنحا سخية الى المناطق التى عانت من كارثة زلزال ونتشوان الشديد العام الماضى ومنحت مساعدات عاجلة اليها فى وقت مناسب وتأثر الشعب الصينى تأثرا بالغا بذلك الذى سيظل يبقى مديحا فى اذهانهم .
وخلص التعليق الى ان الاحترام المتبادل والاستفادة والمنفعة المتبادلتين واكمال الجانبين لبعضهما البعض من حيث التفوق والسعى وراء التنمية المشتركة هذه من الخبرات المهمة الرامية لتمكين العلاقات بين الصين والدول الاعضاء فى مجلس التعاون الخليجى العربى من سلوك طريق التطور السريع . واننا على ثقة بان الجانبين سيواصلان دفع عجلة التطور الشامل للتعاون البرغماتى بينهما بالتأكيد فى مجالات تعزيز المعاملات الرفيعة المستوى المتبادلة وانشاء واستكمال الية الحوار الجماعى والحوار الاستراتيجى بينهما وتعميق التعاون الاستراتيجى الطقوى وتعظيم وتيرة الاتصالات الشعبية بينهما . وسيتسع " طريق الحرير الجديد " الذى يربط بين الصين ومجلس التعاون الخليجى العربى سيتسع اكثر فاكثر كلما يسار عليه .
/ صحيفة الشعب اليومية اونلاين /