مسقط 8 نوفمبر 2012 /دعا رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد البلدان العربية والإسلامية إلى تقوية جسور الصداقة والتعاون مع الصين، منوها بأن الصين حليفا استراتيجيا للدول العربية والإسلامية، وهذا يضيف لنا جميعا.
وردا على سؤال حول الصين واقتصادياتها ومدى تعاونها مع الدول العربية والإسلامية، قال محمد، فى مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بمسقط، إن الصين اليوم واحدة من الدول العظمى ومن أقوى الاقتصاديات في العالم كما أنها متفوقة في كل شيء من تكنولوجيا ومعرفة واقتصاد وغيره وهي تملك علاقات متميزة مع البلدان العربية و الإسلامية.
وزار مهاتير محمد سلطنة عمان أخيرا كمتحدث رئيس في مؤتمر مسقط الدولي الأول للتمويل الإسلامي والذي نظمته شركة ((أماني الدولية للاستشارات المالية)) بالتعاون مع ((ميثاق)) نافذة الصيرفة الإسلامية ببنك مسقط.
وحول تجربة الصيرفة الإسلامية في سلطنة عمان، قال محمد " هي تجربة ناشئة ولها مستقبل كبير خاصة وأنها ستطبق في بلد مسلم وعربي ومحيطه منطقة الخليج والمنطقة العربية مسلمة وعربية وهذا يعني أنها تلقى القبول من الغالبية العظمي بعكس بلدان قد تجد فيها معارضة ".
وأضاف " إن تجربة الصيرفة الإسلامية ونظرا لنجاحها و تقديمها حلولا متميزة للاقتصاد فقد نجحت حول العالم وأخذتها بلدان غير مسلمة بل أنها ربما نشأت مبكرا في بلدان غير مسلمة "، مشيرا إلى أن الصيرفة الإسلامية لها خصوصيتها ويجب أن يراعى فيها أن تتماشي مع طبيعة البلد، فتجربة بلد تختلف عن أخرى.
يشار في هذا الصدد إلى أن تجربة الصيرفة الإسلامية تجربة حديثة تدخل إلى سلطنة عمان لأول مرة حيث أمر بدخولها السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان لأول مرة وذلك بإصدار مرسوم سلطاني بذلك بعد أن رأي أن هناك الكثير من رؤوس الأموال العمانية مهاجرة للخارج في بعض الدول المجاورة والتي قدرها البنك المركزي العماني بأكثر من ثلاثة مليارات ريال عماني، ما يعادل نحو 7.8 مليار دولار أمريكي.
وردا على سؤال حول هل تجربة الصيرفة الإسلامية وحدها كافية لنجاح الاقتصاد العماني أم تتطلب حولها بعض الأشياء الأخرى مثل التمويل الإسلامي وغيره، قال محمد " بالطبع يكون من الأفضل أن تشملها بعض النماذج الأخرى من الاقتصاديات الإسلامية ولكنها هي في حد ذاتها ستضيف إلى السلطنة كثيرا خاصة وأنني أعلم أن هناك الكثير من رؤوس الأموال العمانية كانت مهاجرة لأنها تتوق لنظام الصيرفة الإسلامية ".
وعن رؤيته لتجربة دول مجلس التعاون الخليجي ومدى تكاملها وأسباب فشلها في الوصول إلى عملة خليجية موحدة حتى الآن، ذكر محمد " تجمع دول مجلس التعاون الخليجي ناجح وهو يحمل عوامل نجاحه وهي كثيرة و تجمع متميز إلى حد بعيد وهناك نوع من التعاون والتكاتف فيما بينهم وإن كانت تحمل الكثير من المقومات التي تؤهلها لنجاحات ".
أما عن العملة الموحدة، قال محمد "ربما من الصعب توحيد العملة بين دول المجلس ولكن ربما تكون عملة موحدة في التجارة فقط و لكن ليس في التعامل اليومي داخل كل دولة فهنا ربما يكون الأمر أوقع وضرب مثالا بتجربة العملة الموحدة في دول الاتحاد الأوروبي و كيف أنها من وجهة نظره فشلت".
وحول رؤيته لإمكانية تجمع إسلامي موحد ووحدة إسلامية أكبر خاصة وأن هناك أكثر من 60 دولة مسلمة، قال محمد "من المستحيل تجمع الدول الإسلامية في ظل هذه الظروف، ولكن يمكن أن يكون هناك مجموعات بين بعض منها وضرب مثالا بمجموعة الآسيان وكذلك مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي بينما رأي أن مجموعة جامعة الدول العربية ضعيفة وذلك لوجود خلافات كبيرة في وجهات النظر".
وأكد أنه إذا حدث تجمع و توحد في مجموعات ربما يكون بينها تعاون ومن ثم يكون بينها تكامل فيما بعد، مشددا على أن الدول الإسلامية جميعها لا يوجد من بينها بلد واحد يوصف بأنه متقدم و لكنها توضع جميعها في عداد البلدان النامية.
وعن رؤيته للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وشروطهما وإملاءاتهما للبلدان التي تتجه لهما مثل مصر التي تطلب من صندوق النقد الدولي مبلغ قيمته نحو 4.8 مليار دولار، قال مهاتير محمد "من المفروض أن تلك المؤسستين ومن أسمهما دوليتين ولكن للأسف ليس لهما من أسمهما نصيب فهما تعملان لصالح دول بعينها وليس لصالح المجتمع الدولي ومن ثم فإن شروطهما لا تكون في صالح الدولة التي تستدين منهما وإنما تكون مجحفة وفي صورة إملاءات و لذا يكون لها نتائج سلبية في كثير من الأحيان وقد تخلق نوع من التضخم في البلد المستدين"
ورأى رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد أن رئيس البنك الدولي يجلس ليوقع إتفاقية القرض بينما رئيس الدولة التي تستدين واقف وهو في موقف العوز ولذا فانا أنصح بعدم اللجوء إليهما إلا فيما ندر
وتابع " نحن بماليزيا وفي البدايات الأولى وحينما مررنا بتلك التجربة في البدايات الأولى لنهضة بلادنا وجدنا إملاءات وشروط من صندوق النقد الدولي ورفضناها وفضلنا السير في الطريق الصعب وهو الاعتماد على أنفسنا واجتذاب استثمارات أجنبية و لذا نجحنا ".
وأشار إلى أن هناك بعض الدول تكون مضطرة ولا تجد أمامها حل أخر مثل مصر في هذه الأيام فتلجأ للبنك الدولى وصندوق النقد الدولى ولكن في هذه الحالة عليها أن يكون القرض على أقل قدر والا تبالغ في توريط نفسها.
يذكر أن رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد رجل صاحب رؤية كانت سببا في نهضة بلاده، وأنه له فضل كبير في نهضة ماليزيا الحديثة لذا فقد وصف بأنه مهندس وباني نهضة ماليزيا الحديثة، فما يرتحل إلى مكان مشاركا في مؤتمر أو ملقي لمحاضرة إلا ويأخذ عنه، وخاصة في الدول العربية والإسلامية حيث عرف عنه إنه صاحب دور كبير في تأسيس الصيرفة الإسلامية والاقتصاديات الإسلامية في بلاده والتي أخذت من تجربتها بعض الدول العربية.
/مصدر: شينخوا/
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn