بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً 7/-4 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تعليق: تعميق التعاون يرفع من مستوى الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والهند

2012:11:26.16:52    حجم الخط:    اطبع

صحيفة الشعب اليومية ـ الصادرة يوم 26 نوفمبر عام 2012- الصفحة رقم: 03

للعلاقات الصينية ـ الهندية أهمية خاصة فى آسيا على اعتبار أن الدولتين تمثلان قوتين هامتين فى جنوب وشرق القارة. وإن الصين مستعدة لتكون في الطليعة للعمل مع الهند من اجل بناء الثقة المتبادلة وتعزيز الاتصالات وتوسيع التعاون لتعميق الشراكة التعاونية الاستراتيجية بين البلدين بما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين والشعبين. وفي هذا الصدد، تنعقد الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي بين الصين والهند في يوم 26 نوفمبر الحالي في نيودلهي الهندية، وتُعد هذه الجولة من الحوار فعالية من الفعاليات الهامة في إطار "سنة الصداقة والتعاون بين الصين والهند"،والتي تساهم في النهوض بالتعاون الصيني ـ الهندي ورفع العلاقات بين البلدين الى مستوى جديد من الشراكة الاستراتيجية.

إن الثقة المتبادلة اساس التعاون الاستراتيجي. وقد شهدت أليات الحوار والتعاون بين الصين والهند في السنوات الاخيرة تحسن مستمر في توسيع مجالات التعاون، ما خلق امكانات هائلة ومساحة واسعة للتنمية بين البلدين.

ومع ذلك، لا يخفى على احد أن هناك فضاء واسع لترقية الثقة المتبادلة بين الصين والهند. لكن لا يخفى علينا ايضا ، ان العوامل التي تؤدي الى انعدام الثقة بين البلدين ليست قليلة، منها العوامل السياسية والاقتصادية ومشاكل خلفها التاريخ تثورالتناقض بين المصالح، وتؤثر على الاعتراف المتبادل بين شعبي البلدين. وتحتاج الصين والهند لتخلص تماما من الآثار السلبية الى القدرة على التحمل وبعد النظر،كما يتطلب من الجانبين اغتنام الفرصة الاستراتيجية والتشبت بها لتنمية البلدين،توسيع التعاون المتبادل المنفعة، الجمع بين استراتيجات التنمية مع بعضها البعض بشكل افضل.

إن الثقة المتبادلة لا يمكن فصلها عن الثقة بالنفس. حيث أن الدولة الواثقة من تنميتها وقوتها الوطنية بعيدة عن استراتيجية القلق في تعاملها مع الدول الاخرى. وقد ذهبت العديد من الآراء إلي أن القرن الحادي والعشرين سيكون "قرنا آسيويا" بامتياز، في ظل صعود قوي الصين والهند الدولتين الاكثر اكتظاظا بالسكان في العالم. وفي ظل تشابه مراحل تطوير الصين والهند وتطلعهما لتنمية مماثلة للدول الكبرى فإن هناك جانب من المنافسة بين البلدين ، لكن ينبغي ان تكون المنافسة اكثر اعتالا من المواجهة. لقد جعل الزعيم الصينى الراحل دنغ شياو بينغ في وقت مبكر من الثمانينات القرن الماضي مثل هذه التاكيدات للعلاقات الصينية ـ الهندية:" القرن الأسيوية متعلق بتطور الصين والهند". كماال قادة الصين والهند مرارا وتكرارا في السنوات الاخيرة ، أنه توجد مساحة كافية في العالم من اجل التنمية المشتركة بين الصين والهند،وأن هناك ما يكفي من مجالات التعاون الصيني ـ الهندي.

الثقة المتبادلة تتطلب التعاون العملي. وقد شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والهند نموا وتطورا سريعا في السنوات الاخيرة، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للهند، مما يثبت توسيع فضاء التنمية الصينية ـ الهندية المشتركة،إلا أن حجم الاقتصاد الصيني ـ الهندي لا يزال غير متناسب.وفي الوقت الحاضر، يعزز الجانبين جهودهما لاعادة الهيكلة الاقتصادية.واصبح اقتصاد البلدين اكثر احتمالات نموا في العالم،الا انهما تواجهان انكماشا مشتركا في الفجوة بين الاغنياء والفقراء، تحسين الخدمات العامة،التخلص من قيود الموارد البيئية وغيرها من التحديات الاخرى.وإن الاستمرار في رفع مستوى التجارة الثنائية والاستثمار المتبادل،تعميق التعاون العملي،توسيع مكاسب المنفعة المتبادلة، مواجهة التحديات المشتركة،وبناء علاقات صينية ـ هندية اكثر دينامية، ومشاركة شعبي البلدين في جني ثمار التنمية، لاشك أنه مفتاح تعزيز الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين البلدين.

إن رقصة التنين والفيل المتناغمة هما توقعات الشعب الصيني والهندي. وقد اخترع جالامو لاميشي خبير سياسي في حزب المؤتمر الوطني الهندي في عام 2005، كلمة بالانجليزية (CHINDIA) تعني ( الصين والهند). ويحمل هذا المصطلح هفي طياته الاستمرارية ومواصلة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والهند، وأن تستهل هذه القوى الآسيوية الناشئة حقبة جديدة من علاقات حسن الجوار. وإن الصين مستعدة لتكون في الطليعة للعمل مع الهند من اجل بناء الثقة المتبادلة وتعزيز الاتصالات وتوسيع التعاون لتعميق الشراكة التعاونية الاستراتيجية بين البلدين بما يحقق المنفعة المشتركة للبلدين والشعبين.

وباعتبار الصين والهند اكبر دولتين ناميتن متجاورتين،فإن بناء علاقة متينة تتسم بالثقة المتبادلة بلاشك هو نموذج جديد للتعاون بين الدول الكبرى، وسوف يكون لهذه العملية اثر عميق على التنمية والسلام العالمي.


/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات