بكين   مشمس 3/-7 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحقيق اخباري: الفوانيس الصينية تضيء ظلمة بيوت السوريين بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتواصل

2012:12:03.08:49    حجم الخط:    اطبع


دمشق 2 ديسمبر 2012 / مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المحافظات السورية لفترات طويلة تجاوزت الـ 8 ساعات يوميا،راح المواطن السوري يبحث عن وسائل تبدد له عتمة المنزل في الليل عند انقطاع التيار الكهربائي، فكانت الوسيلة الوحيدة التي تدوم لساعات طويلة، هي الفوانيس الصينية الصنع، وهي تعمل بالجاز، احد مشتقات النفط، وباسعار مناسبة، شريطة توفر مادة الجاز.

ويقبل السوريون هذه الايام، في مختلف المحافظات السورية على شراء تلك الفوانيس الصينية ذات الالوان المتعددة، والاحجام المختلفة، واقتنائها لتكون رفيقة السهرات في بيوتهم رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من جراء الازمة الناشبة فيها منذ منتصف مارس 2011.

يشار إلى ان الحكومة السورية تقوم بقطع التيار الكهربائي لساعات طويلة في عدد من المحافظات السورية، وقد تتراوح ساعات التقنين من 4 ساعات إلى اكثر من عشرات ساعات حسب المناطق وقربها وبعدها من دائرة الاشتباكات، وتحمل السلطات السورية من تصفهم بالمجموعات المسلحة بانهم وراء هذا التقنين الطويل بسبب خروج محطات توليد الكهرباء من الخدمة واستهدافهم خطوط تغذية تلك المحطات بمادة الفيول.

وقال وليد القاسم (47 عاما) صاحب رخصة استيراد وتصدير، في تصريح لوكالة ((شينخوا)) بدمشق قمت باستيراد شحنة من البضائع الصينية إلى سوريا منذ شهرين تقريبا، ومن بينهم فوانيس تعمل بالجاز، وهي وسيلة قديمة كان يستخدمها السوريون فيما مضى من الوقت، قبل الكهرباء، وكانت وسيلة بدائية، ومصنعة محليا، لافتا الى ان الظروف الحالية، وتواصل انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة وخاصة في الليل، جعلت الناس يقبلون على شرائها ، لكونها تفي بالغرض، وسعرها مناسب.

واضاف القاسم في تصريحات لوكالة ((شينخوا)) بدمشق، لم اكن اعلم ان هذه الفوانيس ستكون محط طلب واقبال من قبل الفئات الاجتماعية السورية، مشيرا إلى انه كان يعرضها كتحفة قديمة بقالب جميل يذكر الاجيال بالماضي القديم، مؤكدا ان قدر السوريين ان يعيشوا تلك العهود بالوقت الحاضر، بما يحمله من تقنيات حديثة.

وفي جولة لمراسل ((شينخوا)) بدمشق في اسواق دمشق، لاحظ اعدادا كبيرة من المواطنين السوريين يحملون تلك الفوانيس الصينية، ويؤكدون انها افضل من تلك الشواحن الكهربائية، التي لا تعمل سوى اربعة ساعات في احسن احوالها.

وأكد المواطن السوري معين العمادي (55 عاما) أن هذه الفوانيس وسيلة جيدة للانارة، في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء في دمشق وبعض المحافظات السورية، مشيرا الى انه اشترى ثلاثة فوانيس صغيرة لكي يتمكن اولاده من الدراسة، والقيام بواجباتهم الدراسية دون تأخير.

وأضاف العمادي لوكالة ((شينخوا)) بدمشق ان سعرها مناسب وارخص من الشواحن الكهربائية وعملية اكثر، واقتصادية، وتعطي انارة جيدة.

والفانوس الذي يعمل بالجاز، صغير الحجم، لا يتجاوز طوله الـ 40 سم، وبداخلة زجاجة اسطوانية الشكل، تعمل على عكس الانارة التي تصدر من جراء اشتعال فتيل من القطن متصل مع وعاء صغير يحتوي مادة الجاز، ويمكن وضعه في الغرفة بشكل امان دون وقوع اية اضرار مثل الاختناق مثلا.

الشيخ ابو وسام (63 عاما) من ريف دمشق اشار الى ان معاناة السوريين تبدأ مع فصل الشتاء، فهناك ازمة على مادة المازوت والغاز، وكذلك هناك انقطاع طويل للكهرباء، موضحا ان الشمع لم يعد يفي بالغرض،ولا يعطي انارة كافية في المنزل، لان مشكلة الكهرباء طويلة، ولابد من البحث عن بديل يكون مناسبا، مؤكدا ان جاره اشترى قبل يومين فانوس من دمشق ، وبعد رؤيته له ، قرر الذهاب لشراء اثنين منهما، كخطوة للتغلب على ظاهرة الانقطاع المتكرر للكهرباء وخاصة في الليل.

احدى السيدات رفضت الافصاح عن اسمها، أكدت لوكالة ((شينخوا)) ان هذا الفانوس واثناء مجيء الكهرباء يمكن وضعه كتحفة في المنزل ، لان شكله جميل ، ومتقن ، مؤكدة انها هذه الفوانيس هي وسيلة رائعة وعملية،وستكون حاضرة في كل منزل سوري، شريطة توفر مادة الجاز التي يعمل بها الفانوس.

وتابعت تقول " في الاسواق السورية هناك فوانيس مصنوعة من الزجاج،ويطلق عليها اسم (جاز)، ولكنها ليست متقنة كالفوانيس الصينية".

وقال وزير الكهرباء السوري عماد خميس في تصريحات لصحيفة ((الثورة) ) اليوم (الاحد) إن تخفيض ساعات تقنين الكهرباء أمر لا يرتبط بوزارة الكهرباء فقط وهو يرتبط بشكل كبير بمستهلكي الكهرباء من خلال ترشيد الطاقة، مشيرا إلى أن الناس لا تعلم قيمة الكهرباء إلا عندما تنقطع، وإطفاء لمبة واحدة لمدة 5 ساعات يوميا سيوفر 2.5 مليون ليرة يومياً.

وأوضح خميس، أن "الترشيد هو اقل الطرق تكلفة من الناحية المادية بالمقارنة مع الطرق الأخرى المستخدمة في تحقيق التنمية المستدامة في مجال الطاقة وبالإضافة لذلك فإن النتائج الاقتصادية والبيئية قد تكون كبيرة وضخمة".

وتشهد عدة مناطق في سوريا انقطاعا في التيار الكهربائي لساعات طويلة، يحدد ببرنامج تقنين لكل محافظة ومناطقها يتجدد كل فترة، وذلك بالتزامن مع أعمال عنف وعمليات عسكرية، وكان التقنين وصل في وقت سابق من العام الجاري إلى 12 ساعة.

واعلنت وزارة الكهرباء، في شهر اكتوبر الماضي، ان خسائر القطاع الكهربائي تجاوزت 10 مليارات ليرة سورية، والحكومة بدأت بتخصيص مبالغ لدعم القطاع من خلال "لجنة الانجاز" التي تم تشكيلها برئاسة مجلس الوزراء.

وكشفت وزارة الكهرباء في دراسة أجرتها مؤخرا أن حاجة سوريا لتوليد ونقل الكهرباء تتراوح بين 114 و124 مليار يورو حتى عام 2030، حيث اعتمدت الوزارة من خلال هذه الدراسة، سيناريوهين، حول تزايد الطلب على الطاقة الكهربائية لغاية العام 2030.

وتشير تقارير إلى أن الطلب على الطاقة الكهربائية في سوريا يزداد سنوياً بنسبة 10%، وأن هذا الأمر يتطلب إنشاء محطات توليد جديدة تصل استطاعتها إلى أكثر من 800 ميغاواط سنوياً.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات