بكين   ضباب 0/-3 

التجاني السيسي: دارفور يتطلع إلى مساهمة أكبر من الصين في عملية إعادة إعماره

2013:01:30.09:32    حجم الخط:    اطبع

بكين 29 يناير 2013 / قال الدكتور التجاني السيسي، رئيس السلطة الإقليمية لدارفور بالسودان الزائر هنا حاليا، إن "الوضع الأمني تحسن كثيرا فى غرب وشرق وجنوب الإقليم بعد توقيع اتفاق الدوحة، داعيا الصين إلى زيادة مساهمتها في عملية إعادة الإعمار فيه.

وأكد التجانى السيسي، الذي وصل إلى بكين على رأس وفد رفيع المستوى يوم الأحد في زيارة تستمر حتى 30 يناير الجاري، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، أن الحكومة الاتحادية والسلطة الإقليمية تحرص على تشديد الإجراءات الأمنية في مشروعات التنمية لمنع تكرار وقوع حوادث الاختطاف.

تأتي زيارة السيسي في إطار تحضيرات السودان لمؤتمر المانحين المقرر عقده في الدوحة بقطر في شهر إبريل المقبل لإعادة إعمار وتنمية إقليم دارفور.

وقد عرض السيسي بشكل غير رسمي على مسؤولي المنظمات الصينية المعنية الذين قابلهم في مستهل زيارته مسودة وثيقة مؤتمر الدوحة، التي تتضمن سلسلة من مشروعات التنمية في الإقليم.

وصرح رئيس الوفد بأن المنظمات الصينية أبدت استعدادها للمشاركة في المؤتمر والمساهمة فى برامج إعادة الإعمار في دارفور.

يسعى السيسي خلال جولته الحالية، التي تضم أيضا كوريا الجنوبية واليابان، إلى تأمين التمويل لمشروعات إعادة الإعمار والتنمية في الإقليم وضمان إسهامات ومشاركة الأصدقاء في المؤتمر على أعلى المستويات.

ومن المقرر أن يعقد الوفد السوداني خلال زيارته للصين سلسلة من اللقاءات مع كبار مسؤولين صينيين، من بينهم مسؤولي وزارتي التجارة والخارجية وأجهزة إعلامية مختلفة لترويج وثيقة المؤتمر.

وأوضح السيسي أن "الوثيقة تتضمن مشاريع في 10 قطاعات مختلفة تشمل الزراعة والسياحة والخدمات والصحة والتعليم وحصاد المياه والبنية التحتية والثروة الحيوانية"، معربا عن تطلعه إلى أن "تلعب الصين دورا كبيرا فى كل هذه المجالات وخاصة في الخدمات في مجالات العودة الطوعية للاجئين والتعليم وبرنامج حصاد المياه والبنية التحتية".

وقال السيسي إن السلطة الإقليمة لدارفور تهدف إلى جمع 6 مليارات دولار بحسب الخطة الموضوعة التي تتضمنها الوثيقة إضافة إلى المساعدات الفنية.

وأضاف أن السودان تربطه صداقة متينة مع الصين منذ السبعينات وصلت الى قمتها عندما قدمت الصين الدعم اللازم للسودان ليتمكن من استثمار ثروات الأرض الباطنة مثل النفط، مشيرا إلى أن الدعم الصيني للسودان لا يقتصر على الدعم المادي فحسب، وإنما السياسي أيضا.

ووصف علاقة السودان مع الصين بـ"الأمتن"، قائلا إن "الصين تراعي كما نحن فى علاقاتنا المصالح المشتركة".

وحول الوضع الأمني في دارفور حاليا فى ضوء تصاعد النزاعات القبلية الأخيرة وحادث الاختطاف، قال السيسي إن "الوضع الأمني تحسن كثيرا فى غرب وشرق وجنوب الإقليم بعد توقيع اتفاق الدوحة، إلا أن هناك بعض الاحتكاكات الإثنية فى شمال دارفور والحوادث الإجرامية التي تحدث من وقت لآخر مثل حادث اختطاف العمال الصينيين وقد نجحنا في إطلاق سراحهم وكذلك السودانيين المختطفين".

كانت مجموعة متمردة تابعة لإحدى الحركات المسلحة بدارفور قد اختطفت فى منتصف هذا الشهر 15 عاملا، من بينهم أربعة صينيين.

ودان السيسي الحادث، معتبرا إياه "حادث فردي اجرامي", مبديا فى الوقت ذاته حرص وعزيمة حكومة السودان وكافة السلطات على منع تكرار مثل هذه الحوادث وتشديد الإجراءات الأمنية في مشروعات التنمية.

غير أنه استبعد أن تستهدف عملية الخطف العلاقات الصينية-السودانية ذاتها، قائلا إن "العصابات الإجرامية والصراعات القبلية تعتبر سمة ملازمة للإقليم ... وهناك قوى تعمل على إحداث البلبلة والاضطراب الأمني عبر تشجيع الحركات غير الموقعة على الاتفاق وتمويلها وتدريبها" على حد قوله.

وأكد أن "الصين ليست لها عداوات ودورها مرحب به. كان أحد أسباب إطلاق سراح الصينيين هو الضغط الشعبي الذي ظهر بعد الاعتداء على الشركات الصينية حتى أن الحركات غير الموقعة على الاتفاق أنكرت صلتها وأدانت الحادث".

وفي نهاية حديثه، قال السيسي "إننا نراهن على الشعب السوداني وأبناء دارفور لإحلال السلام فى الإقليم ونراهن على مساعدة الصين والأصدقاء والشركاء فى تنميته وما نحن بصدده".

يذكر أن السلطة الاقليمية هى هيئة إدارية مؤقتة لإقليم دارفور شكلت عام 2007 تحت مسمى السلطة الانتقالية في دارفور وفقا لاتفاقية سلام دارفور الموقعة فى عام 2006، متخذة من مدينة الفاشر مقرا لها. وسمي التجاني السيسي رئيسا للسلطة بعد ان اكتملت تركيبتها فى عام 2012 وتتكون من 11 وزارة و5 مفوضيات أهمها مفوضية إعادة الإعمار والتنمية.


ملف خاص للتبادلات الصينية والعربية

/مصدر: شينخوا/

تعليقات