بكين   مشمس ~ غائم 15/5 

تعليق: لا يمكن التعامل مع الإخوان الأفارقة بموقف رئاء

2013:03:26.16:47    حجم الخط:    اطبع

بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ الأمس جولته الأفريقية تشمل تنزانيا وجنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في أول زيارة يقوم بها للخارج بعد توليه منصب رئاسة الصين في وقت سابق من هذا الشهر. وتؤكد زيارة الشخصيات العالية المستوى الأهمية الكبيرة التي توليها الصين للقارة الأفريقية.

لقد شهدت العلاقات الصينية-الأفريقية نموا سريعا خلال السنوات العشرين الماضية، مما أثار مشاعر الحسد بين الكثير من البلدان.وإن النهج المتبع من قبل الصين وأفريقيا ليس من اجل دفع بالعلاقات بين الطرفين فقط، وإنما أيضا لتحقيق مصالحهما، وخاصة تبادل المنفعة الاقتصادية والفوز المشترك وسياسة الاعتماد المتبادل.وبوجود هذا الأساس يستمر توسيعه وجعله صلب،وبالرغم من أن ذلك يثير الاستفزاز الخارجي،إلا أن كلا الجانبين سوف يذهبان إلى اقرب من ذلك.وهذه هي طبيعة العلاقات الصينية ـ الأفريقية.

قال لاميدو سنوسي محافظ البنك المركزي في نيجيريا مؤخرا،أن الدول الأفريقية بحاجة إلى التخلص من الأوهام الرومانسية الصينية الماضية،والصين هي شريك متعاون،وهو أيضا المنافس الرئيسي في أفريقيا، ويمكن أيضا أن يكون مثل القوى الاستعمارية القديمة في أفريقيا. وبالرغم من أن المقال غير مكتمل إلا أنه يذكرنا مدى تشابك وتعقيد الأمور بالنسبة لنظرة الرأي العام إلى العلاقات الصينية ـ الأفريقية.

و في السنوات الأخيرة، شهدت الصين وأفريقيا زيادة في التقارب و التفاهم المتبادل و الاحترام المتبادل.لكن تأثير الإيديولوجية الغربية في التفكير الأفريقي خلق حواجز أمام معرفة أفريقيا للصين.وفي ظل هذا الوضع،فإنه من المهم جدا الحصول على حصة اكبر من ثمار التعاون الصيني ـ الأفريقي،وزيادة الاتصال والتنسيق الضروري بين الجانبين بشأن القضايا الدولية الرئيسية.

يعكس رئاء السياسة الدولية لحال أفريقيا بوضوح إهمال وعدم احترام الرأي العام العالمي لأفريقيا.وفي إطار تراكم مذهل للطاقة الكامنة للتنمية لافريقيا التى شهدت " الفوضى" و" الفقر"لمئات السنين،فإنه من يساعد افريقيا على الخروج من الفقر والقضاء على الفوضى،يقدم مساهمات جليلة للتنمية البشرية.والغرب باعتباره المستعمر الذي نهب خيرات أفريقيا، وسبب الاضطرابات الكثيرة التي تعيشها افريقيا اليوم نتيجة التقسيم القسري،فإنه ينبغي عليه التفكير في كيفية تسديد ديونه،ولا يحق له أن يدلي بتصريحات غير مسؤولة حول العلاقات الصينية ـ الأفريقية.

كما ينبغي على الشعب الصيني تجنب موقف الرئاء على إخواننا الأفارقة،وأن تركز إستراتيجية القيادة الصينية في أفريقيا على الجذور الشعبية، وعدم التركيز فقط في المصالح، وقصر النظر في المساعدات الأفريقية. وينبغي على صناع القرار الوقوف عاليا والنظر بعيدا،وأن لا تكون رؤية الجمهور متأخرة،وإلا سيشكل عوائق سلبية.

في الحقيقة، إن الغرب هو مصدر ما تعرفه الصين عن أفريقيا. كما يسيطر الوصف الغربي على فكرتها اتجاه أفريقيا.،ان افريقيا مليئة بالحيوية وواعدة بالرغم من تخلفها.ومن اجل أن نفهم جيدا لأفريقيا، والنظر إليها كأخ، ينبغي أن لا نتأثر بوجهة نظر الغرب لأفريقيا،وأن نبتعد عن الانطباع الغربي التخريبي لأفريقيا.

العلاقات الصينية ـ الإفريقية تجاوزت الطرفين، لتصل إلى تعديل سياسة الدول الكبرى اتجاه أفريقيا،مما يشكل علاقة تنافسية مع الصين حتما.كما أن الفجوة القائمة بين الصين وأفريقيا جعل دخول طرف ثالث اكثر تعقيدا.ومع ذلك ،فإن تحسين البيئة الخارجية للتعاون الصيني ـ الأفريقي مستمر.وبالرغم من أن وسائل الإعلام الغربية تعمل على التشويه المتواصل، إلا أن المجتمع الدولي يعترف تدريجيا بالدور الايجابي الذي تلعبه الصين في تسريع من التنمية في أفريقيا.

لقد أصبحت إستراتيجية طويلة الأجل للتعاون الصيني ـ الأفريقي مهم للغاية. حيث تساهم التنمية السلمية للصين في تعزيز الرفاه في العالم،وعلى وجه الخصوص البلدان النامية، وإن تقاسم الصين الأرباح مع البلدان الإفريقية،يمكنها الوقوف في وسط المسرح العالمي.

الصين بحاجة إلى موارد الطاقة في أفريقيا، وهذا لا يمكن إخفائه، لكن بالإضافة إلى المساعدة الصينية المالية، هناك أيضا الكثير مما يمكن تقديمه لأفريقيا.والصين كأكبر دولة نامية، يمكن أن تساهم في ضخ المزيد من الدم في بناء التنمية الأفريقية الخاصة بها.ويمكننا التنبؤ أن زيارة شي جين بينغ سوف تزيد من توطيد العلاقات بين الصين وأفريقيا.وبالرغم من أن طريق تكملة إنشاء الهياكل الأساسية في العلاقات الصينية ـ الأفريقية وكيفية الصقل،والتصحيح لا يزال طويل ،إلا أن هناك أسبابنا الخاصة للتفاؤل.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

تعليقات