تقرير إخباري: الرئيس الصيني يتعهد بتوطيد التعاون مع جمهورية الكونغو وأفريقيا

برازافيل 29 مارس 2013 / تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الجمعة بأن تعمل الصين على توطيد التعاون مع جمهورية الكونغو وتبقى صديقا وشريكا لأفريقيا "في السراء والضراء".

وأشاد شي في اجتماع مع نظيره الكونغولي دنيس ساسو نغوسو بالصداقة التقليدية العميقة بين الصين وجمهورية الكونغو، وقال إن البلدين يوفران دعما ثابتا لبعضهما البعض ويجريان تعاونا وديا.

وتعد الصين حاليا أكبر شريك تجاري للكونغو. وقد قفز حجم التجارة الثنائية بين الجانبين من 290 مليون دولار عام 2002 إلى 5 مليارات دولار عام 2012.

وبمناسبة الذكرى السنوية الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي تحل العام المقبل، قال شي إنه يأمل أن يبذل الجانبان جهودا مشتركة ويعمقا الصداقة والثقة المتبادلة بينهما من أجل رفع شراكة التضامن والمساعدة المتبادلة التعاونية الثنائية الشاملة إلى مستوى جديد.

وأشار الرئيس الصيني إلى أن بكين تولي أهمية كبرى لطلب برازافيل التعاون في مجالات معينة، وتتعهد بتيسير مشروعات التعاون الثنائي وتشجيع الشركات الصينية على المشاركة في تنمية المناطق الاقتصادية الخاصة في البلد الأفريقي.

ومن جانبه، أشاد ساسو نغوسو بالتقدم الذي تحرزه العلاقات الثنائية، والنتائج المثمرة للتعاون الثنائي في شتى المجالات.

وقال الرئيس الكونغولي إن بلده يقدر المساعدة التي تقدمها الصين،ويأمل أن يتوطد التعاون مع الصين في مجال مد الطرق ومجالات أخرى.

ورفض ساسو نغوسو ما يوصف بـ"الاستعمار الجديد الصيني" في أفريقيا، قائلا إن مثل هذه المزاعم "العدائية" لن تخدع الشعوب الأفريقية التي تتفهم تماما معنى الاستعمار بسبب تاريخها الطويل في هذا الصدد.

ولفت الرئيس الكونغولي إلى أن الصين تحترم أفريقيا وتساعدها ولا تتدخل في الشئون الداخلية للدول الأفريقية، مضيفا أن الشعوب الأفريقية تدعم التعاون الصيني الأفريقي، وتأمل أن تلعب الصين دورا أكبر في النهوض بالسلام والاستقرار والتنمية في أفريقيا.

وشجع الرئيس الصيني الدول الأفريقية على مواصلة السعي إلى القوة عن طريق الوحدة، مؤكدا التزام الصين بتقوية التعاون الودي مع الدول الأفريقية والارتقاء بالسلام والتنمية في القارة السمراء.

وقال شي في خطاب ألقاه أمام برلمان جمهورية الكونغو يوم الجمعة إن الصين ستبقى دائما صديقا وشريكا لأفريقيا "في السراء والضراء".

وأضاف شي قائلا "مهما تغير الوضع الدولي، ستبقى الصين دائما صديقا وشريكا لأفريقيا في السراء والضراء."

وتعد جمهورية الكونغو المحطة الأخيرة في أولى جولة شي الخارجية منذ توليه الرئاسة، والتي شملت أربع دول وزار خلالها أيضا روسيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا.

وتابع الرئيس الصيني قائلا "لدي شعور عميق للغاية بأن أفريقيا قارة مليئة بالحيوية والأمل"، مضيفا "هناك امكانيات كبيرة وآفاق مشرقة للتعاون بين الصين وأفريقيا."

ولفت شي إلى أن التنمية في الصين وأفريقيا تجلب فرصا غير مسبوقة للجانبين في الحقبة الجديدة، داعيا الجانبين إلى التمسك بمسار التعاون الذي يعود بالمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة.

وأوضح شي أن الصين ستواصل التضامن والمساعدات المتبادلة مع الدول الأفريقية، وستسعى بحزم إلى تقوية الثقة المتبادلة معها، والمحافظة بثبات على التعاون الوثيق وزيادة التنسيق مع القارة السمراء في الشئون الدولية.

وأشار الرئيس الصيني كذلك إلى أن إحدى الركائز المهمة للنمط الجديد للشراكة الإستراتيجية بين الصين وأفريقيا تتمثل في العلاقات الوطيدة بين الشعوب، واصفا هذه العلاقات بـ" الطاقة الدافعة الناعمة" مقارنة مع "الدعم المادي" مثل التعاون الاقتصادي.

وذكر الرئيس الصيني أنه من خلال المشاركة الشعبية فقط يمكن للصداقة الصينية - الأفريقية المحافظة على قوتها ويمكن توطيد التعاون الثنائي باستمرار.

وأضاف شي أنه لا يمكن أن تتمتع تنمية مثل هذه العلاقات بدعم شعبي أكثر ثباتا وأوسع نطاقا إلا عندما يؤدي التعاون البيني إلى منافع للشعوب في الجانبين.

ودعا الرئيس الصيني إلى بناء مزيد من منصات التواصل المباشر بين شعوب الجانبين، وتوفير مزيد من مصادر المعلومات للتفاهم المتبادل.

ويعد شي أول رئيس صيني يقوم بزيارة دولة لجمهورية الكونغو منذ تشكيل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1964، وقد غادر يوم الجمعة مدينة ديربان بجنوب أفريقيا حيث شارك في قمة مجموعة ((بريكس)) التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

ومن المقرر أن يختتم شي جولته في أوائل الشهر الجاري.

/مصدر: شينخوا/