تعليق إخباري: الزيارات الخارجية المكثفة للقادة دليل على انتهاج الصين لدبلوماسية تشمل جميع الأبعاد

بكين 31 مايو 2013 / في الوقت الذي يبدأ فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ جولة في ثلاث دول بأمريكا اللاتينية قبل اجتماع "غير رسمي" مع نظيره الأمريكي باراك أوباما في كاليفورنيا، أصبح من

الواضح بصورة أكبر أن القيادة الصينية الجديدة تعمل على تعزيز دبلوماسية متعددة الأبعاد في ظل عهد جديد.

تعد هذه ثاني جولة خارجية يقوم بها رئيس الدولة الصيني. فقد زار روسيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو بعد أيام فقط من توليه مهام منصبه في مارس الماضي، ما يوضح عزم بكين على السعي لتحقيق علاقات أفضل مع تلك البلدان.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نقل رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ أيضا نفس الرسالة شخصيا إلى الجيران والشركاء البعيدين جغرافيا خلال جولة استمرت تسعة أيام وزار خلالها الهند وباكستان وسويسرا وألمانيا.

وبعد أقل من ثلاثة أشهر من توليهم مهام مناصبهم، سيترك القادة الصينيون بصمات أقدامهم في خمس من القارات السبع. وإن مثل هذا التكثيف للدبلوماسية الرفيعة المستوى ونطاقها الجغرافي الشاسع أمر نادر، حتى بالنسبة لأكثر اللاعبيين العالميين نشاطا في هذه الآونة.

وتعد هذه الترتيبات دليلا قويا على أن الصين، التي باتت الآن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، ترغب في تدعيم التعاون مع الأصدقاء القدامى وإقامة علاقات أعمق مع الشركاء الجدد.

وبالنسبة للكثيرين في الصين، تضع جولة شي هذه المرة ترينيداد وتوباغو على راداراتهم لأول مرة. ومن المتوقع أن تعمل هذه الزيارة أيضا على زيادة معرفتهم بمنطقة الكاريبي بأسرها.

وإلى جانب الاجتماعات والمناقشات مع قادة هذه الدول المضيفة الثلاث وتوقيع اتفاقات تعاون، تحتل الاجتماعات الثنائية مع قادة بلدان أخرى في المنطقة مكانة بارزة في برنامج جولة شي.

إن المشاركة الواسعة، كما أشار الكثير من المراقبين السياسيين، ستزيد من الثقة المتبادلة بين الصين ودول الكاريبي وسيكون لها تأثير عميق على العلاقات بين الصين والكاريبي على المدى الطويل.

إن الصين ودول أمريكا اللاتينية، وكلاهما يلقى اهتماما متزايدا من العالم من خلال أرقام نمو رنانة فيما يترنح العالم المتقدم على حافة الكساد، شركاء طبيعيون نظرا لوضعهم كدول نامية وتطلعهم المشترك إلى إصلاح النظام الاقتصادي العالمي القديم.

كما أن الجانبين يتمتعان بتكامل كبير من حيث الهيكل الاقتصادي، إذ أن دول أمريكا اللاتينية غنية بالموارد الطبيعية فيما تتفوق الصين في تصنيع السلع ذات الجودة وغير الباهظة.

ومن المقرر أن تعطي زيارة شي، التي سلطت أيضا الضوء على تزايد المصالح المشتركة بين الصين وأمريكا اللاتينية، دفعة أكبر للعلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية التي شهدت نموا سريعا في السنوات الأخيرة.

وعقب زيارات الدولة لترينيداد وتوباغو وكوستاريكا والمكسيك، سيتوجه شي إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية لحضور أول اجتماع مباشر بين رئيسي الصين والولايات المتحدة منذ عملية انتقال القيادة في البلدين.

إن الطبيعة غير الرسمية للقمة قد تسمح للزعيمين بتطوير علاقات شخصية يمكن أن تسهم في التنمية السلسة للعلاقات الثنائية خلال السنوات المقبلة.

ومن خلال المناقشات الشاملة والمعمقة للقضايا الإستراتيجية ذات الاهتمام المشترك، من المتوقع أن يرسم الزعيمان المسار المستقبلي للعلاقات الثنائية.

وتتيح القمة أيضا للزعيمين نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف آفاق إقامة نمط جديد للعلاقات بين قوة صاعدة وقوة مهيمنة، يتسم بالتعاون المتكافئ الكسب وليس الاحتكاكات المستمرة أو حتى الصراعات.

/مصدر: شينخوا/