الكلمة التي ألقاها السفير وانغ مين نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة

في الجلسة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن حول قضية الشرق الأوسط

السيدة الرئيسة،

أشكر المنسق الخاص لأمين عام الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري على إفادته. كما استمعت بشكل جدي إلى الكلمات التي أدلى بها كل من المندوب الفلسطيني والمندوب الإسرائيلي.

الآن، ما زال الوضع في الشرق الأوسط معقدا وهشا. وإن قضية فلسطين القضية الجوهرية التي تؤثر على استقرار منطقة الشرق الأوسط، وإن المخرج الوحيد لقضية فلسطين يكمن في حل النزاعات عبر الحوار والمفاوضات. في الآونة الأخيرة، بفضل الجهود الحثيثة التي بذلتها الأطراف المعنية، تكون مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أمام فرصة هامة. يرحب الجانب الصيني بالاستئناف الوشيك لمفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ويقدر الجهود التي بذلتها الأطراف المعنية في هذا الصدد، ويأمل في أن يتجاوز الجانبان الصعوبات ويبذلان جهودا مشتركة لتحقيق نتائج حقيقية في أسرع وقت ممكن.

يدعو الجانب الصيني دائما الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية عبر مفاوضات السلام، وتحقيق تعايش دولتين فلسطين وإسرائيل جنبا إلى جنب بالسلام وتدعيم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

يجب الالتزام بمبدأ التدرج في حل قضية فلسطين، والأولوية الآن هي اتخاذ إجراءات ملموسة في وقف الاستيطان ووقف أعمال العنف ضد المدنيين الأبرياء ورفع الحصار عن قطاع غزة وإيجاد حل سليم للمعتقلين الفلسطينيين. وفي نفس الوقت، على المجتمع الدولي تعزيز دعمه لفلسطين، ودعم جهود فلسطين الساعية إلى تطوير الاقتصاد وزيادة فرص العمل، الأمر الذي يساهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتعزيز الثقة بعملية السلام.

يدعم الجانب الصيني الدور الأكبر للأمم المتحدة بشكل عام ومجلس الأمن بشكل خاص في حث المجتمع الدولي على بلورة الدعم الدولي الإجماعي لعملية السلام في الشرق الأوسط.

يدعم الجانب الصيني بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه الوطنية المشروعة، ويعمل دائما على دفع عملية السلام في الشرق الأوسط. في مايو الماضي، استقبل الجانب الصيني القادة الفلسطينيين والإسرائيليين في الصين على التوالي، حيث ركز جهوده على النصح بالتصالح والحث على التفاوض، وطرح الرؤية ذات النقاط الأربع لحل قضية فلسطين، وأكد فيها على ضرورة التمسك بالاتجاه الصحيح المتمثل في إقامة دولة فلسطين المستقلة والتعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل، وضرورة التمسك بالمفاوضات باعتبارها الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وضرورة التمسك بثبات بمبدأ "الأرض مقابل السلام" وغيره من المبادئ، وضرورة تقديم المجتمع الدولي دعما قويا لدفع علمية السلام. وتنفيذا لهذه الرؤية ذات النقاط الأربع، استضافت الحكومة الصينية "مؤتمر الأمم المتحدة لدعم السلام بين فلسطين وإسرائيل" ببجين في يونيو الماضي، حيث حشد الجهود الدولية الساعية إلى دفع مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

سيستمر الجانب الصيني في بذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي ولعب دور إيجابي وبناء في إيجاد حل شامل وعادل لقضية فلسطين وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.

السيدة الرئيسة،

إن الحل السياسي يمثل المخرج الواقعي الوحيد للمسألة السورية. فيرحب الجانب الصيني بجميع المبادرات والجهود التي تساهم في وقف أعمال العنف في سوريا ودفع الحل السياسي للمسألة السورية، ويدعو كافة الأطراف المعنية في سوريا إلى تنفيذ ما ورد في بيان اجتماع جنيف لـ"مجموعة العمل بشأن سوريا" على الأرض، ووقف أعمال العنف فورا، والاستجابة بشكل إيجابي للمبادرة التي دعت إلى عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، وإطلاق حوار سياسي في أسرع وقت ممكن.

وشكرا، السيدة الرئيسة.

/مصدر: وزارة الخارجية الصينية/