تعليق:ما هي الإشارات التي تعطيها زيارة وزير الدفاع الصيني إلى أمريكا

بدأ عضو مجلس الدولة ووزير الدفاع تشانغ وانتشوان في 16 أغسطس الحالي زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، إلتقى خلالها وزير الدفاع الأمريكي هاغل، ومساعدة مستشار شؤون الأمن القومي رايس وغيرهما من المسؤولين الحكوميين الأمريكيين، كما زار مقر المحيط الهادي، ومقر الشمال وغيرها من المنشآت العسكرية. وأجرى الوزير تشانغ زيارة إلى أمريكا في نهاية العام الماضي، غير أن هذه الزيارة هي الأولى له بعد تغيير القيادة العسكرية الأمريكية في العام الحالي، وتكتسي هذه الزيارة التي تأتي عقب "إجتماع شي جينبينغ وأوباما" في جوان الماضي أهمية كبيرة في دفع التطور السليم والمستقر للعلاقات بين جيشي البلدين.

أولا، هذه الزيارة ستواصل الإتجاه السليم للتفاعل الإيجابي بين الجيشين، كما ستدفع تطور العلاقات السليمة والمستقرة بين الجيشين.

ثانيا، هذه الزيارة ستبحث سبل تأسيس علاقات عسكرية في ظل نمط جديد من العلاقات بين الصين وأمريكا كدولتين كبريين، كما ستحول النقاط التي أجمع عليها قادة البلدين إلى سياسا وسلوكات لجيشي البلدين.

ثالثا، هذه الزيارة ستعزز التفاعل السليم بين الجيشين الصيني والأمريكي في منطقة المحيط الهادي، وسترسل إلى إشارة إلى المجتمع الدولي بأن الجيشين الصيني والأمريكي سيعملان على التعاون لمجابهة التحديات الدولية والإقليمية.

تعد العلاقات الصينية الأمريكية أكثر العلاقات الثنائية تعقدا في عالمنا الحالي، فلديها وجه للتنافس ووجه للتعاون، كما تحتوي على نقاط لصدام المصالح ونقاط لإتحاد المصالح. و بناء العلاقات الصينية الأمريكية على التنافس أو التعاون، يؤثر بصفة كبيرة على السلام الأقليمي والدولي. وقد كان إرتفاع توتر النقاط الساخنة في منطقة آسيا المحيط الهادي خلال السنوات الأخيرة، على علاقة كبيرة بتداخل العلاقات الصينية الأمريكية بين "البرود والدفء"، و"المواجهة وعدم المواجهة". من جهة أخرى ساهمت الخلافات الكامنة بين الصين وأمريكا في تأجيج التوتر في هذه البؤر. لذلك، فإن الصين وأمريكا بصفتهما دولتين كبريين، تقع على عاتقهما مسؤولية البحث عن طريقة تفكير جديدة تضمن التفاعل السليم بين جيشي البلدين في منطقة آسيا المحيط الهادي، وتوسيع العوامل الإيجابية، وخفض العوامل السلبية، ومحاصرة الصراع والصدام داخل قفص التعاون والفوز المشترك.

رابعا، هذه الزيارة ستبحث طرق جديدة للإدارة والتحكم في الخلافات، ومعالجة التناقضات والخلافات بين الجيشين بطريقة ملائمة.

وتعد مبيعات السلاح الأمريكية إلى تايوان، وعمليات التجسس الأمريكية الواسعة على الصين والقوانين الأمريكية المتحيزة ضد الصين أكثر العقبات التي ظلت تعرقل تطور العلاقات بين الجيشين الصيني والأمريكي، وهذه المشاكل تلقي بظلالها الثقيلة على الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين الجيشين، وتحد من التعاون المعمق بينهما، كما تعد مصدر المشاكل الأمنية بين جيشي البلدين. ورغم أن زيارة أو زيارتان لن يكونا كافيتان لمعالجة هذه المشاكل من الجذور، لكن لاشك بأن الحوار الصريح والمعمق بين قادة جيشا البلدين سيساعد على معالجة هذه المشاكل.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/