مقابلة:وزير سوداني: التعدين يضطلع بدور فاعل في الاقتصاد السوداني وعلاقتنا مع الصين "استراتيجية"

بكين 6 نوفمبر 2013 / قال وزير المعادن السوداني كمال عبد اللطيف يوم الثلاثاء إن قطاع التعدين بات يضطلع بدور مهم ومتقدم في الاقتصاد الوطني للبلاد ولا سيما بعد انفصال الجنوب، واصفا التعاون السوداني-الصيني في هذا المجال بأنه "علاقة استراتيجية قوية".

جاء ذلك في مقابلة خاصة أجرتها وكالة أنباء (( شينخوا)) معه في ختام زيارة للصين استغرقت عدة أيام، حيث شارك على رأس وفد كبير من الجيولوجيين والخبراء وشركات عاملة بقطاع التعدين في السودان في مؤتمر الصين الدولي للتعدين بمدينة تيانجين الساحلية شرقي الصين خلال الفترة من 3 إلى 5 نوفمبر. وقدم الوفد السوداني خلال المؤتمر أوراق عمل وأجرى مباحثات مع شركات ومسؤولين صينيين وأجانب حول وضع المعادن في السودان وفرص الاستثمار المتاحة في هذا المجال.

وقال الوزير " نحن نحرص على المشاركة في هذا المؤتمر السنوي لأنه من كبريات الأنشطة في هذا المجال في العالم ونعتبره كذلك مدرسة للتعليم والتدريب"، مشيرا الى انه اجتمع مع وزير الأراضي والموارد الطبيعية الصيني جيانع دا مينغ في جلسة مباحثات مطولة تناولت وضع المعادن في السودان والدور الذي تقوم به الشركات الصينية لتطوير هذا القطاع بالسودان.

وقال عبد اللطيف إن الوزير الصيني أكد على دعم الصين للسودان في تطوير هذا القطاع كما دعمت الصين من قبل في تطوير قطاع النفط.

وحول نتائج مباحثاته مع الوزير الصيني، قال إن" جلسة المباحثات كانت ناجحة وقد وقعنا بعدها على اتفاقية تمنح بموجبها الحكومة السودانية خمسة مربعات للحكومة الصينية لانتاج الذهب، وعمل أبحاث مشتركة بين هيئة المسح الجيولوجية الصينية وهيئة الأبحاث الجيولوجية السودانية لمدة ثلاث بعدها ستتفق الهيئتان على شركات صينية تمنح لها هذه المربعات لتعمل فيها".

وضمن فعاليات مؤتمر التعدين الدولي خصص "يوم التعدين السوداني " وبهذه المناسبة، قال توجه الوزير السوداني بالشكر للحكومة الصينية على مساعدتها في تنظيم الحدث وانجاحه، قائلا إن "هذا الملتقي حضرته 40 شركة تعدين صينية وكان فرصة كبيرة للترويج عن المعادن في السودان وفرص الاستثمار في هذا المجال".

وكشف الوزير إنه اتفق مع وزير الأراضي والموارد الطبيعية الصينية على إقامة هذا الملتقي الاقتصادي سنويا بين الخرطوم وبكين بالتناوب بدءا من العام القادم على أن يعقد بداية في الخرطوم في أغسطس 2014.

وحول وضع قطاع المعادن في السودان، قال الوزير إن " قطاع المعادن الآن أصبح واحدا من القطاعات الإنتاجية القوية والفاعلة في السودان وصار له دور في دعم وتقوية الاقتصاد السوداني وخاصة بعد انفصال الجنوب".

وبعد انفصال جنوب السودان ذهبت معظم حقول البترول الى جنوب السودان وفقدت الخرطوم نسبة كبيرة من عائدات النفط واستطاع قطاع المعادن أن يسد جزءا كبيرا من العجز الناجم عن فقدان البترول وبات يساهم بقوة فاعلة في الناتج المحلي وبصورة واضحة في توفير فرص العمل ومكافحة العطالة ومحاربة الفقر وتحسين فرص المعيشة وتنمية المجتمعات المحلية وتحسين وضع الميدان التجاري بين السودان والدول الأخرى وتحقيق التنمية المستدامة وتحسين سعر صرف العملة.

وتابع عبد اللطيف إن السودان يتمتع بامكانيات معدنية هائلة وتوجد ثروات كامنة لم تكتشف بعد من الذهب والفضة والحديد والكروم والمنجنيز والنحاس والفوسفات فضلا عن الماس التى اثبتت شواهد اولية وجوده بكميات كبيرة.

وحول التعاون السوداني- الصيني في المعادن، قال الوزير انه يعتبر التعاون القائم بين البلدين في هذا المجال " علاقة استراتيجية قوية"،متوقعا أن يشهد التعاون تقدما وتطورا كبيرين ويتضاعف عدد الشركات الصينية العاملة في هذا المجال في السودان من 12 شركة حاليا ليصبح أكثر من 20 او 30 شركة في العامين القادمين.

كما توقع عبد اللطيف أيضا أن تأتي كبريات الشركات الصينية العاملة في قطاع المعادن وزيادة الاستثمارات الصينية، مؤكدا أن "السودان سيعتمد على الصين والتكنولوجيا والخبرة والشركات الصينية اعتمادا كليا لتنمية وتطوير قطاع المعادن في السودان".

ولفت الوزير السوداني الى ان السودان تمنح الشركات الصين اهتماما وأفضلية وامتيازات خاصة قناعة بأن التكنولوجيا الصينية متطورة ومتقدمة وهي الأكثر قدرة على تطوير قطاع المعادن في السودان.

واكد الوزير حرص بلاده على مواصلة وزيادة الامتيازات الممنوحة للشركات الصينية في مجال الضرائب والجمارك والأراضي وتيسير الاجراءات والسماح للعمالة الصينية للدخول والعمل بالسودان واعطائها فرص التصدير الى خارج البلاد والاستفادة من العملة الصعبة، مشيرا إلى ان الصين تستحق ذلك لأنها ظلت طوال الـ50 عاما الماضية تقدم الدعم للسودان، معتبرا هذا "نوع من رد الجميل للصين".

وأشاد الوزير بدور الشركات الصينة في المسئولية الاجتماعية بالسودان داعيا الى مزيد من الشركات الصينية للاستثمار في السوادن.

يذكر أن مؤتمر الصين الدولي للتعدين هذا العام جذب أكثر من 7 ألاف شخص من 50 منطقة ودولة في العالم. وشارك فيه مسؤولون حكوميون وخبراء ومؤسسات معدنية وممثلو هيئات مالية من ضمنهم أكثر من 1500 أجنبي. وكان استثمار المؤسسات الصينية في المعادن الخارجية نقطة ساخنة في مؤتمر هذا العام.

/مصدر: شينخوا/