سفير مصر لدى بكين : نسعى الى الارتقاء بالعلاقات المصرية ـ الصينية من مرحلة "المشاركة الاستراتيجية" الى مرحلة "المشاركة الاستراتيجية الشاملة"

أشار سعادة مجدي محمود حلمي عامر سفير جمهورية مصر العربية لدى بكين الى الطبيعة الخاصة للأوضاع التي تمر بها مصر، والتي شهدت ثورتين في غضون اقل من ثلاث سنوات، وهو ما يدل على تمسك الشعب المصري باقامة نظام ديمقراطي عصري يلبي تطلعات للحرية والتنمية ودولة القانون. جاء ذلك خلال افتتاح الدورة الثانية لمنتدى الدراسات العربية السنوي لمناقشة موضوع" مصر: حاضرها ومستقبلها " يوم 14 نوفمبر الحالي في جامعة الدراسات الدولية ببكين

وقال السفير أن ما حدث وما يحدث في مصر الآن انما هو تغيير عميق يتعدى مجرد تغيير رئيس او حكومة او حزب، انه تغيير في النظام السياسي المصري باكمله، وهو تغيير مجتمعي شامل يؤثر في كل فرد مصري ويتاثر به كل مصري، هو تغيير نحو المزيد من الحرية السياية والاقتصادية ونحو المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين كل المصريين. واضاف، ان التغيير العميق والشامل يتعدى تاثيره الحدود المصرية ليؤثر في الشرق الاوسط باكمله، وربما تاثيره الى ابعد من ذلك النظاق الجغرافي ليؤثر فكريا في النظام السياسي العالمي.

وأكد السفير أن صياغة الدستور توافقي للدولة المصرية يعبر عن كل المصريين هو المدخل الصحيح لبناء نظام ديمقراطي متكامل، وهو المدخل لتجاوز أخطاء الشهور الماضية التي عايشها الشعب المصري كله، حيث ان الدستور هو الضمانة الحقيقية لاقامة نظام حكم ديمقراطي بغض النظر عمن يتولى الحكم.

كما توجه السفير للصين قيادة وشعبا بالشكر والتقدير على الموقف الايجابي المتفهم للتطورات السياسية في مصر، وإعلان دعمها للطريق الذي اختاره الشعب المصري، والحرص على تنمية العلاقات مع مصر.وأضاف،أنه سيعمل على تنمية وتطوير العلاقات المصرية ـ الصينية والانتقال بمسار العلاقات الثنائية على نحو غير تقليدي يقوم على الاحترام والتعاون المتبادل بما يعود بالفائدة على الطرفين وعلى شعبيهما،خاصة وان الحكومة المصرية تولي اهتماما كبيرا للارتقاء بالعلاقات المصرية ـ الصينية في جميع المجالات بما يحقق الانتقال من مرحلة المشاركة الاستراتيجية القائمة بين البلدين منذ عام 1999 الى مرحلة اعمق وهي مرحلة الشراكة الاستراتيجية المشتركة.

وأوضح السفير أن تطوير وتنمية العلاقات المصرية ـ الصينية في جميع المجالات احد ثوابت السياسة الخارجية المصرية على الدوام بصرف النظر عن شخص الرئيس الدولة أو الحزب الحاكم في مصر، وان مصر تتطلع الى الاستفادة من التجربة الصينية التي نجحت في تحقيق التنمية الشاملة الذاتية، مع الاستناد إلى سياسة الاعتماد المتبادل، واحترام خصوصية التجربة السياسية والتنموية لكل دولة، انطلاقا من انه لا يمكن فرض نموذج بعينه في الادارة السياسية او في عملية التنمية ، خاصة وان صعود الصين السلمي وتجربتها في التنمية تستحق ان تكون مثالا يحتذى به في غيرها من الدول التي تسعى لتحقيق التنمية الوطنية، حيث أن الصين قد حققت المعادلة الصعبة المتمثلة في الحفاظ على النمو الاقتصاذي المرتفع من ناحية، والاستخدام الامثل للموارد الطبيعية والبشرية المتاحة من ناحية اخرى.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/