بوخارست 26 نوفمبر 2013/ دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ يوم الثلاثاء دول وسط وشرق أوروبا إلى العمل مع الصين على تشكيل تعاون كامل الأبعاد وواسع النطاق ومتعدد المستويات.
وقال لي كه تشيانغ في كلمة بالدورة الثالثة للمنتدى التجاري والاقتصادي بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا بالعاصمة الرومانية بوخارست، قال إن الصين ودول وسط وشرق أوروبا جميعا تعد اقتصادات سوق صاعدة وتمر بنفس مراحل التنمية، وتواجه مهمة ملحة تتمثل في إعادة هيكلة اقتصاداتها وتطبيق الابتكار والنهوض بالتنافسية.
ومن ثم، حسبما قال لي كه تشيانغ، فإن التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا يتمتع بفرص كثيرة وإمكانات ضخمة. وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن التجارة بين الجانبين صمدت في مواجهة الأزمة المالية الدولية وأزمة الديون الأوروبية، مضيفا أن التعاون العملي بينهما ينمو بقوة وحيوية.
وذكر لي كه تشيانغ أنه في ظل الوضع الاقتصادي الدولي الذي يؤدي إلى تغيرات معقدة وعميقة، فإن الصين ودول وسط وشرق أوروبا بحاجة إلى استكشاف سبل جديدة لتعميق تعاونها العملي وتوسيع مصالحها المشتركة.
وعن طريق القيام بهذا يمكن للصين ودول وسط وشرق أوروبا رفع مستوى تعاونها إلى شكل كامل الأبعاد وواسع النطاق ومتعدد المستويات، وتحقيق النمو المشتركة القائم على الكسب المتكافئ، حسبما قال لي كه تشيانغ.
واقترح رئيس مجلس الدولة أن تخصص الصين ودول وسط وشرق أوروبا العام المقبل للنهوض بالتجارة والاستثمار والعمل سويا على مضاعفة حجم التجارة في غضون 5 سنوات.
وتعتزم الصين استضافة سلسلة من البرامج، من بينها اجتماع مائدة مستديرة لوزراء التجارة في الصين ودول وسط وشرق أوروبا ومعرض لمنتجات دول وسط وشرق أوروبا، بهدف تعجيل وتيرة نمو حجم التجارة بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، على حد قول رئيس مجلس الدولة الصيني.
وأعرب لي كه تشيانغ عن استعداد الصين لزيادة وارداتها من المنتجات التنافسية لدول وسط وشرق أوروبا وتشجيع مزيد من السائحين الصينيين على زيارة هذه الدول.
من ناحية أخرى، دعا لي كه تشيانغ إلى إطلاق عدد من مشروعات البنية التحتية الكبرى، مقترحا التوفيق بين صناعة المعدات المتطورة والناضجة نسبيا في الصين وحاجة دول وسط وشرق أوروبا إلى تحسين البنية التحتية.
وبهذه الطريقة، يمكن للصين ودول وسط وشرق أوروبا توسيع نطاق التعاون بثبات ورفع مستوى التعاون العملي، حسبما قال لي كه تشيانغ، مضيفا أن مجالات الأولوية تشمل السكك الحديدية العادية وفائقة السرعة والطاقة النووية والأشكال الأخرى من الطاقة والطرق والموانئ والاتصالات.
واقترح رئيس مجلس الدولة أيضا أن تستفيد الصين ودول وسط وشرق أوروبا تماما من الآليات المالية لديها، وتشجع مؤسساتها المالية على إقامة أفرع لدى الجانب الآخر وتوسيع نطاق تبادل العملات والتسوية التجارية بالعملات المحلية.
وفضلا عن هذا، اقترح لي كه تشيانغ أن تعزز الصين ودول وسط وشرق أوروبا التعاون في مجال استثمار الشركات، وتعمل على اتفاقية إطارية للاستثمار الصناعي، وتقوي التعاون بين الشركات متوسطة وصغيرة الحجم لدى الجانبين.
وحث رئيس مجلس الدولة الصيني الحكومات والشركات والمؤسسات البحثية ووسائل الإعلام في الصين ودول وسط وشرق أوروبا على لعب أدوارها الفريدة والعمل سويا من أجل دفع التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا قدما بمزيد من السرعة والاستمرارية.
وشدد لي كه تشيانغ على أن تنمية الصين لا يمكن أن تنفصل عن التعاون مع دول أخرى، وأن الرخاء والاستقرار في العالم بحاجة إلى نهضة وتقدم الصين.
وعلى الرغم من أن الانتعاش الاقتصادي العالمي لا يزال عليلا والاقتصاد الصيني يشهد ضغطا تراجعيا متزايدا، تلتزم الصين بنهج مواصلة التحسين على أساس المحافظة على الاستقرار، وتسعى إلى حفز حيوية السوق والابتكار التجاري، حسبما قال لي كه تشيانغ.
وأضاف رئيس مجلس الدولة أن الصين واثقة تماما من تحقيق الأهداف الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام الجاري. ومن ثم، تضع أساسا متينا للنمو الاقتصادي للعام المقبل.
وكما ورد في خطة الإصلاح الشاملة التي كشفت عنها الدورة الكاملة الـ3 للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، والتي عقدت مؤخرا، فإن الصين تعتزم توسيع نطاق الانفتاح بصورة أكبر، والسماح للسوق بلعب دور حاسم في تخصيص الموارد، وتحقيق تنمية أكثر استدامة وتوازنا وكفاءة، وفقا لرئيس مجلس الدولة الصيني.
كما أوضح لي كه تشيانغ أن الصين ترغب في مشاركة أوروبا والعالم فرص التنمية المشتركة، مضيفا أنه طالما بقيت الصين ودول وسط وشرق أوروبا ملتزمة بمبادئ المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة والاحترام المتبادل والمساواة، فإن تعاونها سوف يصبح واعدا ومثمرا بصورة أكبر.
شارك في الاجتماع رئيس الوزراء الروماني فيكتور بونتا و12 رئيس وزراء لدول وسط وشرق أوروبا، حيث اجتمع ما يزيد على ألف مسئول حكومي وقادة من مجتمع الأعمال.
وفي كلمته خلال المنتدى، لفت بونتا إلى أن التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا مثمر بالفعل ويضع أساسا قويا لتطور العلاقات بين الجانبين.
وأضاف بونتا أن دول وسط وشرق أوروبا تعتزم تحسين بيئتها الاستثمارية والنهوض بشراكتها وتعاونها مع الصين، من أجل تسهيل التنمية المستدامة لدى كل من الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
وأوضح بونتا أن التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا مكون مهم للعلاقات الصينية-الأوروبية، ويصب في مصلحة تطور أوروبا والعلاقات الأوروبية-الصينية.
ويجب على دول وسط وشرق أوروبا والصين اغتنام الفرص، واحترام بعضها البعض والتعلم من بعضها البعض، والعمل سويا على رفع مستوى التعاون بينها، وكذلك العلاقات الأوروبية-الصينية، إلى مستويات أعلى.
وبعد المنتدى، زار لي كه تشيانغ وقادة دول وسط وشرق أوروبا الـ16 معرضا لمصلحة السكك الحديدية ومشيدي بنية تحتية ومصنعي معدات بالصين.
وأمام نموذج للقطار فائق السرعة الصيني، الذي جذب انتباه قادة دول وسط وشرق أوروبا، قال لي كه تشيانغ إن الصين في ظل تكنولوجيات السكك الحديدية فائقة السرعة الناضجة وخبرات التعمير الثرية، كسبت ميزات تنافسية وأصبحت قادرة تماما على مواجهة مختلف الظروف الوطنية وتلبية الحاجات المتعددة للسوق.
ولفت رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن البنية التحتية وتصنيع المعدات يمثلان ركيزة للتعاون القائم على الكسب المتكافئ بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا، موضحا أن الحكومات بالجانبين تتحمل مسئولية تقوية بيئة مناسبة لشركاتها للاستفادة الكاملة من إمكاناتها وتقوية التعاون متكافئ الكسب.
وشارك لي وقادة الدول الـ16 بوسط وشرق أوروبا أيضا يوم الثلاثاء في الدورة الثانية لاجتماع قادة الجانبين.
تجدر الإشارة إلى أن رومانيا تعد المحطة الأولى في جولة لي كه تشيانغ الحالية والتي تشمل دولتين. ومن المقرر أن يتوجه رئيس مجلس الدولة الصيني في وقت لاحق إلى طشقند عاصمة أوزبكستان للمشاركة في اجتماع رؤساء وزراء منظمة شانغهاي للتعاون.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn