تقرير سنوي: الصين وأمريكا اللاتينية تتقدمان نحو ثقة سياسية أعمق

مكسيكو سيتي 13 ديسمبر 2013 / تعمقت الثقة السياسية والتعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية في عام 2013 بفضل تبادل الزيارات رفيعة المستوي، ما أدى الى فتح أفاق جديدة للعلاقات الثنائية، والمساهمة في تعزيز تعاون الجنوب-الجنوب.

-- تبادل الزيارات رفيعة المستوى

وقد أظهرت الزيارات المتبادلة المتكررة لقادة الصين ودول أمريكا اللاتينية خلال العام رغبة الجانبين في تعزيز التعاون.

وقام الرئيس الصيني شي جين بينع في يونيو بجولة شملت المكسك وكوستاريكا وترينيداد وتوباغو، أعرب خلالها عن استعداده لتعزيز التعاون العملي مع هذه الدول.

وفي المكسيك، اتفق شي ونظيره المكسيكي انريكي بينا نيتو على رفع العلاقات الثنائية الى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.

وأعلن الجانبان عن دعمهما لاقامة منتديا للتعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية ، وتعهدا برفع التعاون الشامل بين الصين وأمريكا اللاتنية الى مستوى أعلى .

وخلال زيارته لترينيداد وتوباغو، اجتمع شي مع قادة ثماني دول كاريبية.

وقال كارلوس تافاريس، وهو خبير برازيلي حول الصين والتجارة الدولية، إن محادثات شي مع قادة دول الكاريبي أظهرت استعداد القيادة الصينية الجديدة لتعميق العلاقات مع المنطقة.

وفي كوستاريكا، اتفق الجانبان على دفع التعاون البراغماتي الى الأمام وتعهدت الصين بدعم كوستاريكا لبناء منطقة اقتصادية خاصة، ورحبت كوستاريكا من جانبها بالاستثمارات الصينية.

وعلى الجانب الأخر، زار خمسة رؤوساء دول من أمريكا اللاتينية الصين هذا العام.

ووصل الرئيس المكسيكي بينا نيتو والرئيس البروفي أولانتا هومالا الى الصين في إبريل لإعادة التأكيد على العلاقات الثنائية مع الصين في منتدي بواو الآسيوي ، حيث أعرب الزعيمان عن اهتمامهما والتزامهما بتعميق العلاقات الثنائية.

وزار رئيس الأروغواي خوسيه موجيكا والرئيس السورينامي ديسي بطرس والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الصين في مايو ويونيو وسبتمبر على الترتيب.

وفي اجتماعه مع شي، أكد موجيكا مجددا رغبة بلاده في أن تصبح شريكا للصين وقال انها تحتاج الى زيادة تطوير قطاعها الصناعي وتوليد المزيد من منتجات القيمة المضافة وتعزيز التجارة من أجل المنفعة المشتركة.

واثناء زيارته للصين، قال بطرس إن سورينام مستعدة لتوسيع التعاون مع الصين.

وقال إن الصين قدمت الدعم والمساعدات للدول الكاريبية، بما في ذلك سورينام، وهو ما كان له أبلغ الأثر في دفع التنمية الاقنصادية والاجتماعية في هذه الدول.

وبعد اجتماعهما في بكين، أكد شي ومادورو على الجهود المشتركة للبلدين في تعزيز التنمية والرخاء للشعبين، وصادق مادورو على الشراكة الاستراتيجية الفنزويلية مع الصين.

كما زارت رئيسة الوزراء الجامايكية بورتيا سيمبسون الصين، وأشادت بالتنمية الصينية كنموذج مهم لجامايكا وللدول الكاريبية الأخرى ، وكذا دورها في الاسهام في السلام العالمي والتنمية الانسانية.

-- فوائد ملموسة

وقد عمقت الزيارات رفيعة المستوى الثقة السياسية بين الصين وأمريكا اللاتينية وأتاحت فوائد ملموسة للجانبين.

فخلال زيارة شي للمنطقة، وقعت الصين والمكسيك 12 اتفاقية تغطى التعاون الثنائي في مجالات الطاقة، والتعدين، والبنية التحتية، والتجارة، والاستثمار، والتعليم، والشؤون المصرفية.

ووقعت الصين وترينيداد وتوباجو مجموعة من الاتفاقيات حول التعاون الاقتصادي والتبادلات الثقافية.

وفي كوستاريكا، وقعت الصين سلسلة من الاتفاقيات بما فيها تطوير مشروعات الطاقة وشبكة النقل العام.

وقال وزير خارجية كوستاريكا إنريكي كاستيلو إن عام 2013 "عام هام جدا" للعلاقات بين الصين وكوستاريكا، وإن العلاقات بين البلدين بلغت "مستوى عال".

وأشارت اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي (إيكلاك) في تقريرها في الصادر في أغسطس أن الصين أصبحت شريكا رئيسيا لأمريكا اللاتينية والكاريبي حيث نمت التجارة بين الصين والمنطقة بواقع 22 ضعفا خلال الفترة بين عامي 2001 و 2012.

وغدت الصين ثاني أكبر شريك تجاري لأمريكا اللاتينية والكاريبي التي شهدت أسرع نمو في الصادرات إلى الصين في العالم.

ومن ناحية أخرى، يسعى الجانبان أيضا إلى تعزيز الاستثمارات المتبادلة. ويتسق توسيع الاستثمارات في أمريكا اللاتينية مع استراتيجية "التوجه للخارج" التي تنتهجها الشركات الصينية، وأيضا تلبية احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية لدول أمريكا اللاتينية.

ومن خلال استثمار قرابة 65 مليار دولار أمريكي حتى الآن في أمريكا اللاتينية والكاريبي، ساعدت الصين على خلق فرص عمل هناك حاجة ماسة لها بالمنطقة.

-- الاستفادة من الإمكانات

هناك إمكانات لتوسيع التعاون البراغماتي بين الصين وأمريكا اللاتينية في العديد من المجالات.

فقد قال الرئيس الصيني شي في خطاب القاه بمجلس الشيوخ المكسيكي خلال زيارته إن الصين تؤمن بأنها ستشهد نموا اقتصاديا مستقرا ومطردا، ما سيوفر المزيد من الفرص التجارية لسائر أنحاء العالم بما في ذلك أمريكا اللاتينية.

وأكد أن أمريكا اللاتينية والكاريبي بحاجة للاستثمارات الصينية والمشاركة في بناء البنية التحتية، فيما تحتاج سلع أمريكا اللاتينية للسوق الصينية.

وتأمل دول أمريكا اللاتينية في الاستفادة من النمو الاقتصادي والحضرنة وتنامي الطبقة المتوسطة في الصين خلال العقود المقبلة، وهو ما يتطلب المزيد من السلع ذات القيمة المضافة الأعلى بالإضافة إلى الصادرات التقليدية إلى الصين.

وتتوقع إيكلاك أن تواصل الصين تدعيم وضعها شريك تجاري رئيسي لأمريكا اللاتينية في عام 2020.

وذكرت إيكلاك أن "الوقت قد حان الآن لتحقيق قفزة نوعية في العلاقات مع الصين".

/مصدر: شينخوا/