مسح: الصين والولايات المتحدة متنافسان وليس أعداء

بكين 19 ديسمبر 2013/ كشف مسح مشترك اجرته مؤسسات صينية وامريكية أن شعبي البلدين يؤمنان بأن الصين والولايات المتحدة يمكن ان يكونا متنافسين وشريكين في نفس الوقت.

وذكر تقرير لصحيفة ((الشعب اليومية)) فى نسختها الصادرة في الخارج اليوم (الخميس)، وهي الصحيفة الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني إن عددا صغيرا فقط ممن اجري عليهم المسح، لا تتعدى نسبتهم 15 في المائة، قالوا إنهما عدوان.

والقى العديد من الصينيين باللوم على مبيعات الاسلحة الامريكية إلى تايوان باعتبارها سببا رئيسيا في توتر العلاقات الثنائية.

واستطلع المسح، الذي اجرته رابطة التعزيز الثقافي الاستراتيجي ومقرها بكين ومؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن، اراء العامة و"جماعات النخبة" في البلدين. وتضمن المسح الذي اجرى على "النخبة"|خمس فئات: شخصيات في الدوائر السياسية والتجارية والاكاديمية والعسكرية والطبية.

واظهر من شملهم المسح من البلدين مستوى ضعيف من الثقة تجاه بعضهما البعض، اقل من مستوى الثقة تجاه دول اخرى. بيد ان معظمهم قالوا إنهم يعتقدون أن العلاقات الصينية-الامريكية لاتزال جيدة، بحسب الصحيفة نقلا عن لو يوان، خبير صيني في الشؤون الدولية ونائب رئيس رابطة التعزيز الثقافي.

واشار المسح الى ان الجانبين يعتقدان ان العلاقات الثنائية هي علاقة تنافس وشراكة ايضا، او فى منطقة ما بين العلاقتين إلا أن نسبة صغيرة منهم ذكرت ان الجانبين اعداء.

وكشف المسح أن جيل الشباب من الامريكيين اظهر مزيدا من الثقة تجاه الصين مقارنة بالجيل الاكبر، بيد انه اشار الى ان ثقة منظمى الاعمال في البلاد وهم مجموعة لها ثقل كبير في العلاقات الثنائية بين الجانبين قد انخفضت على مدار السنوات الخمس الماضية.

وفسر المسح ان الانخفاض قد يرجع جزئيا للمخاوف الامريكيين من ان حواجز السوق التي وضعتها الحكومة الصينية ستمنح مزايا غير عادلة للاعمال الصينية. وهناك سبب اخر لهذا التراجع، قد يكون ضغوط الناجمة عن طموحات الشركات الصينية للدخول إلى الصناعات الاولية، وهو سوق اكثر ربحا كانت تهيمن عليها في السابق الشركات الغربية.وبحسب المسح فإن الجانبين لم يتفقا معا بشأن دورهما الذى يلعبانه او ينبغى ان يلعبانه على الساحة الدولية.

وقال معظم الامريكيين ممن شملهم المسح إنهم يعتقدون بأن بلادهم تأخذ في اعتبارها مصالح الدول الاخرى عند وضع سياستها الخارجية، إلا ان الصينيين لن يفعلوا ذلك. في حين قال الصينيون ممن اجرى عليهم الاستطلاع رأي اخر معارض: بأن الصين تحترم الآخر في سياستها الخارجية في حين ان الولايات المتحدة لا تفعل ذلك.

وقال اغلبية الامريكيين في "مجموعة الصفوة" إن عالما تقوده الولايات المتحدة سيكون اكثر استقرارا، في حين ايدت النخبة الصينية وجود قوة متوازنة للحفاظ على الاستقرار. وذكرت الصحيفة أن هذا التناقض قد يشكل تهديدا خطيرا للعلاقات الصينية-الامريكية، لاسيما عندما يتعلق الامر بالقضايا في غرب الباسفيك والتي يتزايد تواجد الصين فيها بشكل سريع.

ووفقا للمسح فإن معظم الصينيين الذين شملهم من العامة والصفوة يعتبرون الولايات المتحدة تهديدا كبيرا للصين. بيد ان الامريكيين يؤمنون بأن "الاضطرابات المالية الدولية" و"التطرف الاسلامى" والبرامج النووية لايران وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية"، هي اكثر خطرا من صعود الصين.

واضافت الصحيفة ان نتيجة واحدة فجاءت العديد من الخبراء الصينيين وهي انه رغم ان 56 في المائة من المواطنين العاديين في الولايات المتحدة دعموا سياسة متشددة في التجارة مع الصين، إلا أن مسألة التجارة لم تكن اولوية بالنسبة للصفوة الامريكية. غير ان معظم الصفوة فى الدوائر التجارية الامريكية والساسة المحنكين ذكروا ان هجمات الانترنت التى يزعم أنها تأتي من الصين ومشكلات حقوق الملكية الفكرية هي اكثر المخاوف المتعلقة بالصين.

وعلى صعيد متصل، اعرب الصينيون المشاركون فى المسح عن قلقهم من أن الولايات المتحدة التي تلعب دورا رائدا في فضاء الانترنت قد تتخذ اجراءات هدامة ضد البنية التحتية الصينية اذا دخل البلدان في صراع، بحسب التقرير.

كما يري الشعب الصيني إن مبيعات الاسلحة الامريكية إلى تايوان سبب رئيسي يؤدي إلى التوترات بين البلدين. وجاء هذا الاتهام اقوى بين المسؤولين الصينيين، وفقا للمسح. وافاد التقرير نقلا عن شي يين هونغ، خبير الشؤون الدولية الصيني "من المهم ادارك المصالح الهامة للطرف الاخر لانه برغم ان هناك بعض القضايا الشائكة إلا أن كل طرف يدرك المصالح الاساسية للاخر ويحترمها".

واجرى المسح في الصين والولايات المتحدة، وشارك فيه 1004 بالغ و305 من مجموعات الصفوة في الولايات المتحدة و2597 بالغا و358 من الصفوة في الصين.

/مصدر: شينخوا/