بكين   مشمس 9/-2 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

    الدبلوماسية الشعبية المفتاح السحري عندما تُوصد الأبواب

    2014:03:05.17:18    حجم الخط:    اطبع

    بقلم : العميد طيار ركن لقمان عبدالرحمن محمد سعيد

    ذات صباح من صباحات بلادي المشرقة كنت أتجول في أحد أسواق الخرطوم المشتهر ببيع الخضر والفاكهة الطازجة بغرض شراء بعض الأنواع منها كما أوصتني زوجتي .... وأنا في تلك الحال شدّ نظري ولفت انتباهي وجود أناس أجانب يتجولون في نفس المكان ولنفس الغرض وهم يتفحصون أنواع الخضر الطازجة والجديدة وكذلك الفواكه التي اشتهر بها موسم الصيف والتي يُعتقد بأن تناولها يقلل من حدة الإحساس بالحرارة العالية ويضفي على النفس شعوراً ببعض الراحة .

    وأنا أتفرس في وجوه هؤلاء الأجانب ومن خلال خبرتي وتجربتي المتواضعة في الحياة لم يفوتني بل لم يكن من العسير علىّ التعرف على جنسياتهم وإلى أيّ البلدان ينتمون وكنت أؤكد ذلك من خلال إستراقي لسمع همساتهم وكلامهم لمعرفة اللغة التي يتكلمون بها مع بعضهم البعض .

    أعتقد أن سبب وجود هؤلاء الأجانب في بلادي أو بالأحرى صفة وجودهم قد تكون رسمية أو خاصة لقيامهم ببعض الأعمال ... وأقصد بالرسمية تلك التي لها طابع حكومي أو لصالح بعض المنظمات غير منظمات المجتمع المدني، أما الخاصة فهي التي ترتبط بالأشخاص باعتباراتهم الشخصية أو من خلال عملهم في شركات خاصة كمستثمرين في بلادي بحسب ما تتيحه قوانين الاستثمار التي تفتح الباب على مصراعيه للراغبين الذين تتوافق مصالحهم مع المصالح التي يهدف الاستثمار إلى تحقيقها... وقد كان من بين هؤلاء الأجانب الموجودون في تلك اللحظة بعض الإخوة والأخوات الصينيون .

    الشئ الواضح الذي يلفت نظرك منذ البداية عندما تشاهدهم تلك الابتسامة التي تعلو شفاههم وتزين وجوههم ولا يخالطك الشك لحظة بأنها ابتسامةٌ فطرية ولم تكن مصطنعة وترى الباعة يبادلونهم الابتسام وينادونهم ب(يا صديق) (Friend) كما تلاحظ بأنهم يتبادلون القفشات معهم على الرغم من عدم وجود لغة مشتركة ومفهومة بينهم ... وإذا أراد أحدهم أن يشتري فإنه بعد أن يلقي التحية على البائع يناديه أيضاً ب(صديق) بلغةٍ عربيةٍ منزوعة الدسم ولا تخلو من بعض الركاكة إلا أنه يجتهد في نطقها .. والمتأمل لتلك الكلمة المتبادلة بينهما كلغة وحيدة مشتركة في تلك اللحظة يلاحظ بأنها نابعة من القلب لتعبر عن حميمية العلاقة ودفء مشاعر اللقاء والمعلوم أن الانسان السوداني غالباً لا يداهن في مشاعره فأن لم يشعر بالود تجاهك فإنه لا يسترسل في التواصل معك ولا يعجبه الأجنبي الذي يتعالى عليه وينظر إليه بفوقية ، غير أن هذه الخصلة الغير حميدة لا تجدها عند الإخوة الصينيين والشاهد على ذلك أيضاً أنك إذا زرت إحدى مواقع عملهم فإنك لن تستطيع أن تميز بين الرئيس ومرؤوسيه الأدنى وحتى العامل السوداني الذي يعمل لديهم لا يشعرونه بأنه يؤدي عمل أقل قيمة مما يقومون به بل يعاملونه بكل احترام ويبادلونه المودة وهو بذلك يكن لهم التقدير والإجلال ، ويحترم السودانيون في الإخوة الصينيين تقديسهم للعمل واحترامهم للوقت ... ويستصحب الإخوة الصينيون من خلال تنفيذ مشاريعهم الاستثمارية الهم الاجتماعي وتشغلهم القضايا الاجتماعية التي يعاني منها القاطنين ، فتجدهم يسهمون في إقامة المدارس و حل مشاكل المياه إن وُجدت بحفرهم للآبار وحل المشاكل الصحية بإنشاء المراكز الصحية كما يقدم طاقمهم الطبي كافة أيادي العون والمساعدة فيخلقون بذلك علاقة حميمية وطيبة مع الأهالي ويسود جواً من الود واللطف بينهم مما يؤدي إلى إزالة أيّة عوائق قد تعترض سير العمل ... وهم بهذا الاسهام يختلفون عن بقية المستثمرين من الجنسيات الأخري الذين قد لا تشغلهم القضايا والمشاكل الاجتماعية بقدر ما يكون همهم الأكبر منصباً في عوائد مشاريعهم وتعظيم أرباحها .

    كانت العلاقة الشعبية متينة وسباقة فى تاريخ العلاقات بين البلدين ، وبدأت الإتصالات الشعبية منذ الأيام الأولي لنيل السودان لإستقلاله .... (55) عاماً ما يزيد عن النصف قرنٍ من الزمان هو عمر العلاقة الدبلوماسية الرسمية بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية الســـــــــودان والصحيح أن العلاقة الرســمية تتحدد بالمنافع والمصالح المشــتركة والمتبادلة ، و مدى حجمها وإمكانية الاستفادة منها ، فهي التي تحدد شكل العلاقة ونوعها، إلا أن العلاقة الشعبية تلك التي بين الشعوب لا تعرف لغة الأرقام ولا يهمها الحسابات ولا تتقيد بالحدود المصطنعة أو المتباعدة المسافات كما لا ترهق كاهلها بما هو معقد فهي بسيطة وصادقة ونابعة من المعين الذي لا ينضب وهو القلب ... مما يدفعنا بأن نشد على أيدي القائمين على أمر الصداقة والعلاقة الشعبية بين البلدين ...فيما يُعرف بالدبلوماسية الشعبية ونؤكد على أنها المفتاح السحري عندما تُوصد الأبواب .

    /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/

    الأخبار ذات الصلة

    تعليقات

    • إسم

    ملاحظات

    1. حافظوا على القوانين، والانظمة المعنية التى وضعتها جمهورية الصين الشعبية، وحافظوا على الاخلاق على الانترنت، وتحملوا كافة المسؤوليات القانونية الناتجة عن تصرفاتكم بصورة مباشرة وغير مباشرة.
    2. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين كافة الحقوق فى ادارة الاسماء المستعارة والرسائل المتروكة.
    3. لصحيفة الشعب اليومية اونلاين الحق فى نقل واقتباس الكلمات التى تدلون بها على لوحة الرسائل المتروكة لصحيفة الشعب اليومية اونلاين داخل موقعها الالكترونى.
    4. تفضلوا بابلاغ [email protected] آراءكم فى اعمالنا الادارية اذا لزم الامر.