تعليق: "دبلوماسية السيدة الأولى".. صفحة أخرى في كتاب تاريخ الدبلوماسية الصينية الجديدة

تقوم السيدة الأمريكية الأولى ميشيل اوباما بصحبة ابنتيها ماليا، (15 عامًا)، وساشا، (12 عامًا) بزيارة الصين خلال الفترة من 20-26 مارس الجاري، تلبية لدعوة من بنغ لي يوان قرينة الرئيس الصيني شي جين بينغ. وتشمل الزيارة بكين ومدينتي شي آن وشينغدو في مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين. كما أوضح البيت الأبيض في بيان، أن خلال هذه الزيارة، ستلتقي ميشيل اوباما بنغ لي يوان قرينة الرئيس الصيني، وتزور خصوصًا عددًا من المدارس والجامعات الصينية، والمدينة المحرمة، وهناك عشاء خاص ومشاهدة عروض فنية.

تعتبر بنغ لي يوان قرينة الرئيس الصيني شي جين بينغ أول " سيدة أولى" في الصين تدعو " سيدة أولى" في بلد آخر لزيارة الصين. وقد فتح هذا الحدث صفحة أخرى في كتاب تاريخ الدبلوماسية الصينية الجديدة. ولا يعكس فقط مدى اندماج الصين في المجتمع الدولي ومدى زيادة تعميق درجة الانفتاح، وإنما يظهر أيضا بقوة ووضوح ثقة الصين للمجتمع الدولي.

كما تعتبر ميشل اوباما أول "سيدة أولى أمريكية" تزور الصين بمفردها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وامريكا قبل 35 سنة، ما يعكس مدى تركيز واهتمام باراك اوباما بالعلاقات الصينية ـ الأمريكية. كما أن اللقاء الذي جرى بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي باراك أوباما " دون ربطة عنق" في منتجع صني لاندز بولاية كاليفورنيا هو عمل رائد، وزيارة ميشيل اوباما وأفراد العائلة إلى الصين، توسيع لـ " دبلوماسية السيدة الأولى"، وأول ابتكار للتبادلات العائلية الودية بين البلدين، وأيضا تكملة قوية للتبادلات بين زعيمي البلدين.

تحافظ العلاقات الصينية-الأمريكية على قوة دفع جيدة للتنمية في الوقت الراهن، وأصبحت التبادلات أكثر تنوعا وبشكل مرن وعملي. وقد أنشأ رؤساء الدولتين علاقة عمل جيدة، حيث يلتقي الرئيس الصيني، شي جين بينغ مع نظيره الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الأسبوع المقبل على هامش قمة الأمن النووي في هولندا. كما سوف يحضر باراك اوباما قمة ابيك في الصين في خريف هذا العام. وفي نصف الثاني من هذا العام، سوف تكون قمة G20فرصة للقاء قادة الصين وأمريكا. ومحافظة قادة البلدين التبادلات والاتصالات المتكررة سوف يدفع بقوة التعاون المشترك والمربح للجانبين، ويعزز العلاقات الجديدة بين القوى الكبرى.

وفقا للتقارير، تركز ميشيل في رحلتها إلى الصين التي ستستغرق أسبوعا على أهمية التعليم والتبادلات الثقافية من خلال زيارة عدد من المدارس والجامعات في بكين وشينغدو، وإلقاء كلمة في جامعة بكين، كما سوف تزور متحف بانبو و كتائب الجيوش و الخيول الصلصالية واسوار المدينة القديمة في شي آن. وقالت تشن يوان مي مديرة مكتب السيدة الأولى الأمريكية، أن مشيل اوباما سوف تتبادل الخبرات الشخصية مع جيل الشباب الصيني.

يعلق الرئيس الأمريكي باراك اوباما أهمية كبيرة على التبادلات التعليمية بين الصين وأمريكا منذ توليه منصبه عام 2009 ، حيث اصدر "خطة 100 ألف قوة"، يأمل من خلالها دفع 100 ألف طالب أمريكي للدراسة في الصين. والصين اليوم هي أكبر مصدر للطلاب الأجانب في أمريكا، كما بلغ عدد الطلبة الأمريكيين في الصين إلى حوالي 30 ألف طالب. وباعتبار أمريكا والصين أول وثاني اكبر اقتصاد في العالم، فإن مواصلة تعزيز التبادلات الثقافية بين البلدين يفضي إلى تدعيم الأساس الاجتماعي للعلاقات الثنائية.

هناك العديد من الأحداث تعتبر الأولى من نوعها في " دبلوماسية السيدة الأولى" هذه المرة، منها التبادلات بين العائلتين، لقاء بين السيدة الصين الأولى وسيدة أمريكا الأولى، بالإضافة إلى تعميق المشاعر الودية والتبادلات الثقافية بين البدين، والاهم من ذلك، تمثل كل واحدة منهما بلدها الخاص. وقد أكد الرئيس الصيني شى جين بينغ مرارا وتكرارا أن الصداقة بين الدول تكمن في المودة بين الشعوب. وقد تعلمت السيدة الأولى الأمريكية ميشيل أوباما وإبنتها اللغة الصينية والثقافة الصينية خاصة استعدادا لأول رحلة إلى الصين. وبالتأكيد، سوف تثري زيارة الأسرة الأولى في أمريكا للصين محتوى التبادلات الثقافية بين الصين وأمريكا، وتعزز التفاهم المتبادل والصداقة بين الشعبين. وإنشاء الأسرة الأولى في الصين وأمريكا صداقة شخصية جيدة تقرب المشاعر الودية بين الشعبين. و"دبلوماسية السيدة الأولى" هي صفحة مشرقة في العلاقات الصينية الأمريكية.

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/