تقرير: التعاون الصيني - الأفريقي المستحدث يوفر فرصا ويفيد الجانبين

بكين 8 مايو 2014/مع زيادة تشابك العلاقات التجارية والاقتصادية بشكل غير مسبوق, تبحث الصين وأفريقيا عن أساليب لتحديث تعاونهما بينما يتوسع هذا التعاون من المجالات التقليدية إلى الصناعات الناشئة، بما يفيد شعوب الجانبين.

وفي هذا الصدد، يقول مراقبون إن هناك آفاقا واسعة للتعاون التجاري والاقتصادي بين الصين وأفريقيا, ويحتاج الجانبان إلى العمل المشترك للاستفادة بشكل متواصل من الإمكانية الكامنة لتعاونهما في مواجهة " آلام النمو" في علاقاتهما والصمود أمام اختبارات مختلفة في ظل بيئة اقتصادية عالمية معقدة.

وترى فايدة ميتفو, سفيرة الكونغو لدى واشنطن، أن "الأمر الجيد في هذه الشراكة أنها مسألة منح وأخذ".

يعزز التكامل الاقتصادي الشديد والتنمية الاقتصادية مختلفة المستويات التعاون بين الصين وأفريقيا ليرتقي تدريجيا ويصبح أكثر اتجاها نحو الجودة.

ولأكثر من نصف قرن مضى، تنمو التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا بأضعاف مضاعفة.

وفي عام 2013, وصل حجم التجارة الثنائية إلى 210.2 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها ألفي مرة عما كان عليه عام 1960. وتظل الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا لخمس سنوات على التوالي.

وتعد أفريقيا حاليا المصدر الرئيسي للواردات بالنسبة للصين، وثاني أكبر سوق لعقود الإنشاءات، ورابع أكبر مقصد للاستثمارات.

وبينما تتقوى العلاقات التجارية بين الجانبين, يتحسن هيكل تجارتهما أيضا بشكل متزايد. ولا يوفر الاستثمار الصيني فرصا للتطوير الصناعي والتكيف الهيكلي الاقتصادي للصين فقط, بل يعزز قدرة الصناعة والتصدير في أفريقيا أيضا.

وفي السنوات الأخيرة، دخلت منتجات مصنعة في أفريقيا، بما فيها الفولاذ والنحاس والأسمدة والمنتجات الإلكترونية، السوق الصينية.

وتنمو صادرات أفريقيا إلى الصين بسرعة فائقة, مسجلة فائض تجارى قدره 20.1 مليار دولار أمريكي عام 2011.

ثمة تكامل شامل بين الاقتصادين الصيني و الأفريقي , حسبما قال لي جين تساو, نائب وزير التجارة الصيني, مضيفا أن المستويات المختلفة للتنمية الاقتصادية بين الجانبين تمنح قوة دافعة لتعزيز التجارة والاستثمار بينهما.
ومع ذلك، تبقى البنية التحتية غير الملائمة عقبة رئيسية أمام التنمية الاقتصادية الأفريقية. وتشير الدراسات إلى أن هذه العقبة تكلف أفريقيا خسارة قدرها 2بالمائة من إجمالي ناتجها المحلي سنويا.

ومن محطة الطاقة الكهرومائية لبنك كاريبا الشمالية في زامبيا إلى الطريق السريع أديس-أداما في إثيوبيا, أدت مشروعات إقامة البنية التحتية الصينية إلى توفير إمكانية إتمام مد الطرق وبناء المواني ومد السكك الحديدية وإقامة المطارات ومحطات الكهرباء في أفريقيا، ما ساعد القارة على تجاوز عنق زجاجة كان يحد من تنميتها من خلال زيادة التجارة وتعزيز تدفق الموارد البشرية.

ومع تنوع العلاقات التجارية والاقتصادية, توسع التعاون بين الصين وأفريقيا إلى مجالات كثيرة تشمل صناعات ناشئة مثل المال والطيران والزراعة والسياحة.

ويوفر الاستثمار الصيني فرص عمل كثيرة في أفريقيا، كما يلعب دورا مهما في تحسين مستوى معيشة شعوبها.

وتقوم أكثر من 2500 شركة صينية باستثمار أو ممارسة أعمال تجارية في 50 دولة أفريقية وتوفر أكثر من 100 ألف فرصة عمل محلية.

وعند زيارة مجمع صناعي في إثيوبيا يوم الثلاثاء , قال رئيس مجلس الدولة الصيني إن الصين مستعدة لنقل الصناعات الأكثر ملائمة لأفريقيا, لا سيما الصناعة كثيفة العمالة لتوفير مزيد من فرص العمل للقارة.

وفي هذا الصدد، يرى تشو يونغ شنغ,الأستاذ في الجامعة الصينية للشؤون الخارجية، أن التعاون الصيني - الأفريقي يظهر إشارات على التحديث، في حين يكمل الجانبان بعضهما البعض.

وأضاف تشو أن "تحديث التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا يظهر أن الصين تحصل على فرص جديدة من ازدهار الاقتصاد الأفريقي بينما تحصل أفريقيا على قوة دفع جديدة من خلال الانتقال الاقتصادي الصيني, كما أن للتعاون الصيني - الأفريقي آفاق مستقبلية حسنة".

/مصدر: شينخوا/