بكين 7 يونيو/ نشرت صحيفة //غلوبل تايمز // الصينية مؤخرا تعليقا على السلام فى الشرق الاوسط وفيما يلى مقتطفات من اقوال هذا التعليق:
فى منتصف ابريل الماضى, اعلنت الولايات المتحدة فجأة عن انه فى الوقت الذى تحمى فيه خطة // خارطة الطريق// لاحلال السلام فى الشرق الاوسط, تؤيد الولايات المتحدة خطة شارون الانفرادية وذلك جعل المجتمع الدولى يشعر بفجاءة ودهشة. فى يوم 2 مايو الماضى, رفضت خطة شارون الانفرادية فى الاستفتاء داخل حزب اللكود. نظرا لوجود الضغوط الهائلة داخل الحزب, تأجل موعد تصويت هذه الخطة الانفرادية داخل مجلس الوزراء الاسرائيلى يوم 30 مايو. من المحتمل ان تتلاشى امال حل مشكلة الشرق الاوسط كما تتلاشى فقاعات الصابون مرة اخرى.
مستقبل السلام فى الشرق الاوسط متشائم. مفتاح السؤال يرجع الى عدم وجود نية صادقة لدى الجوانب المتعددة لحل هذه المشكلة.
حاول شارون ان يعمل بقدر من المبادرة فى المفاوضات السلمية, مثل الانسحاب الكامل من غزة, والانسحاب الجزئى من الضفة الغربية. بيد ان خطته الانفرادية تعكس جوهر اعتناده من اعماق قلبه, وعلى سبيل المثال, ابتلاع اكثر من 3000 كيلومتر مربع, وتجريد اللاجيين الفلسطينيين من حقوقهم فى العودة الى المناطق المحتلة السابقة, بالاضافة الى تجريد الجانب الفلسطينى من حقوقه فى الامن القومى والشؤون الخارجية. ربما فكر شارون فى ان يسجل مآثر اخرى فى سجلات الجهود فى احلال السلام فى الشرق الاوسط قبل تقاعده, ولكن من الصعب ان يوافق الجانب الفلسطينى على ذلك رغم اجازة الخطة الانفرادية.
ان الوضع السياسى الاسرائيلى والظروف الواقعية تقلق من الذين يتوقعون السلام قلقا شديدا للغاية. يحتاج احلال السلام الى العزم, والى قوة الارادة, والى التراجع المتسم بالعدالة النسبية, انطلاقا من النظرة الى المعاناة الطبيعية والوضع الدولى الموضوعى, ليس شارون وكذلك نيتانياهو مثل هذه النوع من الناس الذين يتراجعون تراجعا كبيرا. وليس فى اسرائيل حاليا شخصية مثل رابين رئيس الوزراء السابق او لم يتوصل الى النضوج بعد بهذا الخصوص. ومن براك قد نرى ظل رابين فيه. على كل الحال, كان الانسحاب الاسرائيلى من جنوب لبنان عملا مبتكرا له, كما بحث فى المسائل الخاصة بالعمل فى محادثات كنب ديفيد.
الهدف الحقيقى لحكومة شارون هو تباطؤ مسألة الشرق الاوسط, باعتبار خلق الامر الواقعى نهاية ابدية. ان استراتيجية التباطؤ شأنها شأن ان يسد المرء اذنيه وهو يسرق الجرس. وان تصرفات حكومة شارون ترهق تفكير الناس, يبدو ان شارون ذكى فى التكتيك ولكن, لا يمكننا ان نقول ان له رؤية عميقة ناقبة ونية يتمتع بهما السياسيون انطلاقا من النظرة الى الوضع الكلى الاستراتيجى للسلام فى الشرق الاوسط والتعايش السلمى بين فلسطين واسرائيل.
عوامل سلبية اخرى يمكن اكتشافها عند المتسلحين الفلسطينيين الناشطين. والواقع انه لو لم يقم بعض العناصر الناشطة بالتخريب فى الفترة الحاسمة ليتم احلال السلام بين فلسطين واسرائيل فى وقت مبكر. يجب ان نعرف ان احلال السلام بحاجة الى المفاوضات بين الجانبين وان المفاوضات تعنى ان الجانبين يتوصلان الى التفاهم والتنازلات المتبادلة المناسبة الحدود.
باعتبار عامل حاسم لاحلال السلام فى الشرق الاوسط, لا تعمل الولايات المتحدة بجهود كما عملت فى الماضى. ناهيك عن ان بوش وزملاءه يشنون هجمات من اربع جهات مما يؤدى الى الفوضى والاضطرابات فى الاوضاع الشرق الاوسطية, ويمكن التأكيد على ان مسألة الشرق الاوسط لا تشهد انعطافا نحو الحل خلال بقاء فترة عمله الرئاسى. واذا تولى الديمقراطيون منصبهم فى الانتخاب الرئاسى فلا تغير الولايات المتحدة سياستها الرامية الى تأييد اسرائيل, بالرغم من انها تعدل سياستها, الا انها تفضل تعديلا محدودا وذلك يحتاج ايضا الى وقت, ووستنتهى مدة حكومة شارون حينذاك. واذا استمر بوش فى منصبه الرئاسى, فلا يمكن تحقيق هذا التعديل فى المستقبل المنظور.
فى الشرق الاوسط عدد من الدول العربية لا يرغب فى حل المشكلة الفلسطينية الاسرائيلية حلا نهائيا لان تعليق هذه المسألة يمكن ان يعكس مكانتها السياسية فى هذه المنطقة بصورة اكثر. ان اغسطس وديسمبر عام 2000 قدما فرصة سانحة للمفاوضات السلمية بين فلسطين واسرائيل, اذ قام براك بتراجع الى حد كبير, حتى فكر فى الانسحاب من 95 بالمائة الى 96 بالمائة من اراضى الضفة الغربية فى الوقت الحاسم / يوافق شارون على الانسحاب من حوالى 55 بالمائة من اراضى الضفة الغربية فقط/, ولكن بعض الدول العربية فى ذلك الوقت حذرت عرفات من عدم توقيعه بيسر وفاتته الفرصة للتطور الكبير فى المرة الثانية من المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
ان الحل النهائى لمسألة الشرق الاوسط يحتاج الى التعاون الثابت بين الولايات المتحدة واسرائيل وفلسطين وجوانب اخرى وخاصة الولايات المتحدة واسرائيل يجب عليهما ان تشحذا عزائمهما على بقائهما فى حسن الظن, ولكن هذا الاحتمال ضئيل للغاية انطلاقا من النظرة الى الان. / الشعب اليومية على الخط/