اظهرت الحكومة العراقية المؤقتة ارتياحها الكبير لما حققه اتفاق وقف القتال فى مدينة الصدر احدى ضواحى بغداد واعلنت ان تجربة شراء الاسلحة من المسلحين فى هذه المدينة ستعمم فى جميع المدن العراقية.
وقد توقفت الاشتباكات الان فى مدينة الصدر اثر التوصل الى اتفاق سلام بعد عدة اشهر من الاشتباكات الدموية بين القوات الامريكية والقوات الحكومية من جهة وجيش المهدى وهو مليشيا تابعة للزعيم الشيعى الشاب مقتدى الصدر.
وكانت الزيارة التى قام بها رئيس الحكومة اياد علاوى لمدينة الصدر الاحد علامة بارزة لارتياح الحكومة وخاصة لعملية تسليم مقاتلى جيش المهدى لاسلحتهم الى الحكومة مقابل ثمن. وكان الوقت المحدد لتسليم هذه الاسلحة قد انتهى الاحد غير ان علاوى قرر بعد لقائه مع ممثلى المدينة تمديد المدة خمسة ايام اخرى.
لكن عملية التسليم لم تسلم من الانتقادات ففى حين اعرب رئيس الحكومة عن ثقته بان تسليم الاسلحة سيكون له الاثر فى عودة السلام والامن الى المنطقة قالت بعض التقارير ان العملية كانت مخيبة للامال وان الكثير من الاسلحة التى سلمت كانت قديمة وغير صالحة للاستعمال.
وقد انتقدت صحيفة // التآخي// الناطقة بلسان الحزب الديمقراطى الكردستانى الذى يتزعمه الزعيم الكردى مسعود البرزانى عملية تسليم الاسلحة فى مدينة الصدر ووصفتتها بالمهزلة وتساءلت عما اذا كانت الاسلحة المسلمة هى فعلا الاسلحة المستخدمة فى القتال ام ان عامة الناس ممن يملكون اسلحة قد استغلوا الفرصة للحصول على بعض الدولارات مقابل اسلحتهم التى سلموها.
ويأمل المسؤولون الحكوميون ان يتمكنوا من التوصل الى اتفاق مماثل فى مدينة الفلوجة احدى اهم مراكز المقاومة للاحتلال الامريكي.
وكانت الحكومة على لسان رئيسها قد هددت باجتياح المدينة على غرار اجتياح مدينة سامراء اذا لم تسلمها المتشدد الاسلامى الاردنى الجنسية ابو مصعب الزرقاوى فى الوقت الذى بقى فيه الباب مفتوحا للمفاوضات مع اهالى المدينة للتوصل الى اتفاق.
ويقول الصحفى العراقى فاضل البدرانى وهو من اهالى الفلوجة ان ابناء المدينة يقولون "لو كانت جماعة الزرقاوى موجودة فى الفلوجة لقمنا بتسليمهم لكى نحفظ المدينة من التدمير والقتل على ايدى الامريكيين"، لكنهم كما يقول البدرانى يعتقدون "ان وجود جماعة الزرقاوى فى الفلوجة لا اساس له من الصحة وان الزرقاوى اسم وهمى ابتليت به الفلوجة لتبريرتدميرها وقتل اهاليها".
ولمح علاوى الى ان شراء الاسلحة من المواطنين سيتم خلال الايام القادمة فى البصرة ثانى اكبر مدن العراق ومن ثم سيجرى فى المدن الاخرى.
ويقول المحلل السياسى وليد الزبيدى "ان مسالة انتشار الاسلحة بكميات كبيرة وبانواع مختلفة فى العراق تعد مسألة خطيرة وهى سبب رئيسى فى انتشار العصابات من اللصوص وقطاع الطرق ومختطفى الرهائن".
وينقسم الناس الذى يملكون هذا الاسلحة الى ثلاث فئات، فئة تملك السلاح للدفاع عن النفس فى ظل اجواء العنف والانفلات الامنى وفئة تجار السلاح الذين حصلوا على كميات كبيرة من الاسلحة من مخازن الجيش العراقى بعد سقوط النظام السابق. اما الفئة الثالثة فهى فئة الذين يمتلكون السلاح لمقاومة قوات الاحتلال.
واذا ما تمكنت الحكومة من الحصول على اسلحة الفئتين الاولى والثانية فانها بذلك تقضى على مصادر السلاح للفئة الثالثة.
/ شينخوا /