بكين 19 نوفمبر/ توفى الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات مؤخرا وذلك جعل الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى والمجتمع الدولى تولى اكثر اهتمام بمستقبل المفاوضات السلمية الفلسطينية الاسرائيلية وعملية السلام فى الشرق الاوسط.
بمناسبة التعبير عن الحزن والاسى لوفاة عرفات, امل الطرف الفلسطينى فى ان تدفع الولايات المتحدة والجوانب المعنية المفاوضات السلمية الفلسطينية الاسرائيلية باستمرار. اعربت اسرائيل عن انه من المحتمل ان تقوم بتنسيق الموقف من الانسحاب الانفرادى مع الطرف الفلسطينى اذا كانت الحالة مناسبة. كما اعربت كل من الاطراف الاربعة الداعية الى خطة // خارطة الطريق// لاحلال السلام فى الشرق الاوسط, الولايات المتحدة واوربا وروسيا والامم المتحدة, واحدة تلو الاخرى عن موقفها من وجوب تكثيف الجهود لدفع المفاوضات السلمية الفلسطينية الاسرائيلية.
وتجدر الاشارة الى ان الرئيس الامريكى بوش قال بعد وفاة عرفات بانه سيساعد على تحقيق هدف اقامة دولة فلسطينية وذلك فى خدمته الثانية. هذه هى المرة الاولى التى تعهد فيها الرئيس الامريكى تعهدا واضحا بمسألة اقامة الدولة الفلسطينية.
ان الوفاة المفاجئة لعرفات خلفت مسائل عديدة فى حاجة ماسة الى حلها داخل فلسطين. من اجل تجنب وقوع الاضطرابات فى الاوقات غير الاعتيادية, قامت جميع الفئات الفلسطينية بتنسيق مواقفها متخذة المصلحة العامة بعين الاعتبار مما ارسى اساسا لتسليم السلطة بصورة سلسة والانتخاب العام المزمع اجراؤه فى 9 يناير القادم. من اجل متابعة امانى عرفات السلمية التى لم تتحقق, يجب مواصلة دفع المفاوضات السلمية الفلسطينية الاسرائيلية بعزم وحزم, لحل المسألة الفلسطينية عن الطريق السياسى, واستئناف الحق القومى الشرعى للشعب الفلسطينى فى اقامة دولته المستقلة وعودته الى دياره فى وقت مبكر. بعد اختتام مراسم الجنازة لعرفات, التقى رئيس الوزراء الفلسطينى قريع بخافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية والامن بالاتحاد الاوربى ومسؤولين اخرين حيث اكد من جديد ان الطرف الفلسطينى سيبذل جهوده لاستئناف المفاوضات السلمية الفلسطينية الاسرائيلية وتحقيق السلام العادل والابدى فى الشرق الاوسط, وان فلسطين القادمة ستتعايش مع اسرائيل تعايشا سلميا. ودعا الولايات المتحدة والاطراف الاخرى الى مواصلة دفع عملية السلام فى فلسطين واسرائيل وذلك لاجل تحقيق السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الاوسط فى وقت مبكر. وفى لحظة خطرة, يتمسك الجانب الفلسكينى بالاتجاه العام للمفاوضات السلمية بعزم وحزم وذلك يلقى تقديرا واهتماما اكبر من قبل المجتمع الدولى.
تجدر الاشارة الى ان السلطات الاسرائيلية لم تبد ملاحظات طائشة حول حالة عرفات المرضية والاراء الشائعة عنها قبل وفاته وبعدها, وتعهدت بعدم تشويش مراسم جنازة عرفات فى رام الله, واظهرت بذلك موقف الهدوء وضبط النفس بهذا الخصوص. كما اعربت عن انها ستقوم بمشاورات مع فلسطين حول الانسحاب من قطاع غزة والضفة الغربية بعد انتخاب فلسطين لزعمائهم المعتدلين. وفى ناحية اخرى, بالنسبة لمسألة تطرق الانتخاب الفلسطينى العام الى المنتخبين الفلسطينيين فى القدس والاراضى المحتلة, اعربت السلطات الاسرائيلية عن موقف المشاورات والتعاون مع الطرف الفلسطينى. وذلك يدل على ان الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى يدرسان الوضع ويقدران التطورات الممكنة سعيا لاستغلال فرصة استئناف المفاوضات السلمية الفلسطينية الاسرائيلية فى الوضع الجديد.
يلعب المجتمع الدولى دورا هاما فى المشاركة والدفع للمفاوضات السلمية الفلسطينية الاسرائيلية فى تحقيق التقدم الواقعى فى هذا الشأن. وتلعب السياسة الامريكية دورا حاسما فى احداث تأثير اكبر فى الطرفين الفلسطينى والاسرائيلى. ترى الدول العربية انه يجب على الولايات المتحدة ان تغير سياستها المنحازة الى اسرائيل اذا ارادت تحقيق تقدم اختراقي فى هذه المفاوضات. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/