بكين 23 فبراير/ افرجت اسرائيل يوم 21 عن 500 فلسطينى محتجز بينهم 44 //مجرم امن // يرتكبون القضايا الدامية فى حوادث العنف ضد اسرائيل. يرى المحللون ان افراج اسرائيل عن // مجرمي الامن// من فلسطين يعد مقدمة لافراجها عن مجموعات كبيرة من الفلسطينيين المحتجزين.
فى مؤتمر القمة حول السلام فى الشرق الاوسط والذى عقد فى شرم الشيخ بمصر يوم 8 فبراير الحالى, تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلى شارون بدعوة من عباس رئيس السلطة الفلسطينية الوطنية الفلسطينية بالافراج عن 500 فلسطينى محتجز. علما بان الجانب الاسرائيلى لم ترغب فى الافراج عن ما يسمى // مجرمى الامن// الذين ايديهم ملطخة بدم الاسرائيليين.
لماذا تراجعت اسرائيل تراجعا كبيرا بشأن الافراج عن الفلسطينيين المحتجزين قبل وبعد مؤتمر قمة شرم الشيخ؟ هناك 3 اسباب:
الاول, نجاح الولايات المتحدة فى فرض الضغط على اسرائيل. بعد بدء اعادة التنصيب فى خدمته الثانية, ارعب بوش عن رغبته الشديدة عن استغلال الفرصة الجديدة للعلاقات الفلسطينية الاسرائيلية فى اعادة تشغيل عملية السلام فى الشرق الاوسط من جديد. وصلت وزيرة الخارجية الامريكية الجديدة رايس الى اسرائيل قبل يومين من انعقاد مؤتمر القمة فى شرم الشيخ, وطالبت فى المحادثات مع شارون بتأييد اسرائيل الكامل لعباس, وعدم مباشرة اى عمل يسيىء الى ثقة قيادة عباس. يمكن القول بان وضع فلسطين نموذجا ديمقراطيا فى الدول العربية بشرق الاوسط جزء من اجزاء // خطة الشرق الاوسط الكبير// الامريكية. ان ما يسمى // خطة الشرق الاوسط الكبير// يشكل خطة تقدمت بها الحكومة الامريكية فى مطلع عام 2004 وتهدف الى تنفيذ الاصلاح سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا فى تركيا وايران وافغانستان وباكستان و22 دولة عربية.
الثانى, الافراج عن // مجرمى الامن// يحتاجه تحقيق وقف اطلاق النار. قامت بعض الفصائل الفلسطينية وخاصة المنظمات المسلحة فى قطاع غزة بمساومة مع اسرائيل حول ما يقدمه عباس من مطلب وقف اطلاق النار, فيطالبون اسرائيل بافراجها عن اعضاء منظماتهم المحتجزين. لاجل تحقيق وقف اطلاق النار من الجانبين, طلب عباس من اسرائيل ان تتراجع فى الافراج عن الفلسطينيين المحتجزين.
كان عباس يطالب بالافراج عن 237 فلسطينيا بذكر اسمائهم ولكن اسرائيل رفضت ذلك. اذ وافق مجلس الوزراء الاسرائيلى يوم 3 فبراير على اطلاق سراح 900 فلسطينى غير // المجرمين فى الامن// فقط, اعرب عباس عن عدم رضاه عن ذلك. قال عباس لشارون فى شرم الشيخ ان الافراج عن // مجرمى الامن// الذيم احتجزوا خلال فترات طويلة يتجلى باهمية هامة للغاية. وصل عدد // مجرمى الامن// الذين تحتجزهم اسرائيل الى حوالى 9000 الان.
الثالث, الافراج عن // مجرمى الامن// تحتاجه الشؤون الداخلية والشؤون الخارجية لاسرائيل. بالرغم من ان مجلس الوزراء الاسرائيلى اوقد المصباح الاخضر للانسحاب من قطاع غزة, الا ان ذلك لا يعنى ان اسرائيل ستنفذ خطة انسحابها بسلاسة. فى جماعة الليكود برئاسة شارون نفوذ معارضة قوية لخطة الانسحاب من غزة, يعمل مشرعو الليكود جاهدين على الاتصال بمشرعو الاحزاب الدينية محاولة فى نقض مشروع الميزانية لعام 2005 فى مؤتمر البرلمان الاسرائيلة فى مارس القادم وذلك لاجل عرقلة تنفيذ الحكومة الاسرائيلية لهذه الخطة. بين شترون باسلوب الافراج عن // مجرمى الامن// للمعارضين فى اسرائيل ان الصراع انتهى, تحتاج اسرائيل الان الى تركيز جهودها فى تنمية اقتصادها. وذلك فى صالح تلقى شارون التأييد من الاكثرية فى مجلس الوزراء والبرلمان.
بعد انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام فى الشرق الاوسط, استأنفت اسرائيل علاقاتها الدبلوماسية على مستوى السفراء مع مصر والاردن, كما شهدت الاوضاع الاسرائيلية الفلسطينية تحسنا اكثر فاكثر بفضل افراج اسرائيل عن مجموعة كبيرة من // مجرمى الامن// وسماح 55 فلسطينيا مسلحا طردوا من الضفة الغربية بعودتهم الى ديارهم.
ولكن المحللين يرون ان بعض المنظمات المسلحة بما فى ذلك حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية / حماس/ لا ترضى عن الافراج عن اعضائها فقط, فتطالب اسرائيل بانهاء احتلالها لفلسطين. لذا فهل السلام بين اسرائيل وفلسطين //على الابواب //كما قال الرئيس الامريكى بوش, ام يظل لا يمكن تحقيقه فى المستقبل المنظور, وذلك جدير ليولى الناس الاهتمام به. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/