بكين 4 ابريل/ فى يوم 29 مارس الماضى كشف كرامى رئيس الوزراء اللبنانى الانتقالى عن انه نظرا لرفض المعارضة لانضمامها الى // حكومة ائتلافية وطنية// عمل جاهدا على تأسيسها, اعتزم مرة اخرى تقديم استقالته الى الرئيس اللبنانى لحود. ثم ادعى انه سيناقش مع حلفائه السياسيين هذا الامر ويتوصل الى قرار نهائى عقب ذلك, ويمدد مهلة استقالته ب48 ساعة. وفى الفترة الحاسمة للوضع اللبنانى المضطرب, اثار موقف كرامى هذا موجات سياسية جديدة فى داخل لبنان.
لماذا يريد كرامى استقالته
افادت الانباء بان السبب العميق فى استقالة كرامى يرجع الى خلافاته مع لحود. عندما اجتمع لحود مع زعيم المعارضة البطريك المارونى مار نصر الله بطرس صفير مؤخرا, توصل الطرفان الى اتفاق بشأن تأسيس مجلس وزراء // صغير الحجم // حيث يتكون من 6 الى 10 اشخاص وان المقاعد تم توزيعها توزيعا متساويا بين المعارضة و المتوددين للحكومة. علما بان هذا التصور لقى تأييدا من قبل زعيم المعارضة الاخرى جنبلاط والسيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله المتودد للحكومة.
غضب كرامى غضبا شديدا فور بث الخبر عن هذا الاتفاق. وندد قائلا ان الرئيس هو الذى خانه لانه حاول تأسيس الحكومة بنيته الخاصة. ادعى كرامى انه اذا اراد الرئيس لحود تأسيس الحكومة فدعه يؤسسها بمفرده.
هل كرامى ضحية للتفاهم بين الفئتين؟
ان موجات الاستقالة تعد رمزا بالفعل الى دخول الصراع بين الفئتين الى مرحلته الجديدة. مع انسحاب النفوذ السورية من لبنان, تعجل الولايات المتحدة فى تدخلها فى شؤون لبنان, يدعو الرئيس الامريكى البطريك المارونى لزيارة الولايات المتحدة من ناحية, ومن ناحية اخرى, تعجل فرنسا فى اصدار قرار صادر من مجلس الامن الدولى بشأن تأسيس فرقة تحقيقات دولية للوضع الحقيقى لاغتيال الحريرى, وتفرض الضبغ المتكرر على حزب الله اللبنانى وتجبرها على تجريده من السلاح. وفى ظل هذه الظروف, ترفع المعارضة رأسها مرة اخرى, وبدأ المتوددون للحكومة يتوصلون الى اتفاق مع المعارضة.
من يستطيع ان يمسك بزمام السلطة
ان امكانية بقاء كرامى فى منصبه لا تزال موجودة. ولكنه سيضطر الى تقديم استقالته اذا نبذه اصدقاؤه القدماء.
وفقا لدستور لبنان, ليس هناك الا شخص واحد يتولى منصب رئيس الوزراء, فاصبح هناك شخصان يحلان محل كرامى ولكنهما لهما صلة طيبة مع كرامى وان مرشحة اخرى هى عضو من المعارضة فى البرلمان اخت الحريرى, فتلقى تأييدا من حزب الحريرى فى البرلمان ولكن قوته الفعلية لم تصل الى مستوى يتوقع.
اذا الوضع اللبنانى يصل الى ما تغيير كرامى, فذلك يشكل هزيمة اخرى تمنى بها سوريا الى حد كعين. وتحت // اصطدامات // لكرامى, سيتفكك التحالف المتودد للحكومة, وسيميل توزيع السلطة الوطنية نحو المعارضة, مما يشدد على حدة التناقض بين الفئات الاربع فى لبنان, وسيتيح ذلك اوسع مجال للتدخل الاجنبى فى الوضع السياسى اللبنانى. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/