بكين 29 ابريل/ نشرت صحيفة الشعب اليومية تعليقا تشير فيه الى ان ثلاث مشاكل تحير العراق وفيما يلى مقتطفات من اقوال هذا التعليق:
شهدت اوضاع العراق فترة من الهدوء النسبى بعد الانتخابات, يبدو ان تختفى من مجل رؤية وسائل الاعلام العالمية. ولكن هجمات العنف عادت تثير الغبار من جديد مؤخرا وذلك يجتذب انظار العالم مرة اخرى: اولا, تحتاج حكومة جديدة تم تأسيسها بعد ثلاثة اسابيع الى الموافقة من قبل الجمعية الوطنية بالاقراع, ثانيا, ترتقى اعمال الهجمات المسلحة والاختطاف الى مستوى اعلى, ثالثا, انتقل رأس رمح الهجمات والاختطاف الى الشيعة بصورة ملحوظة. اصبح نور الامانى المنبثقة من الانتخابات خافتا تدريجيا, بدأ الناس يتساءلون عن نية التعاون والاذكاء السياسية لدى جميع الفصائل. حتى ضاقت ذرعا حكومة بوش التى اعلنت عن عدم تدخلها فى تأسيس الحكومة العراقية, كان نائب الرئيس الامريكى تشينى ووزيرة الخارجية رايس يحثان جميع الفصائل على الانتهاء من اعمال تأسيس الحكومة باسرع وقت ممكن.
دلت الوقائع على ان بناء دولة ليست سهلة كما تتوقع الولايات المتحدة, وعلى كل حال, يواجه العراق 3 مشاكل:
المشكلة الاولى التوزيع على السلطة. بالرغم من ان جميع الفصائل قد توصلت الى اتفاق وانتخاب رئيس الجمعية الوطنية ورئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الوزراء كان محددا ايضا, الا ان الحكومة تأخرت فى تشكيلها وتم تشكيلها بنجاح قبل ايام, والسبب فى ذلك يرجع الى مناصب وزير النفط ووزير الشؤون الداخلية ووزير الدفاع, كانت الفصائل تتنافس على هذه المناصب الثلاثة. ولم تضع المصالح الوطنية فوق المصالح الدينية والعرقية. اضافة الى ذلك فان انصار علاوى قدموا طلبا يصعب ان تقبله الفصائل الاخرى. بالرغم من ان الحكومة تم تشكيلها بصعوبة الا ان الفصائل الثلاث قد تتنازعان فى التوزيع على الصلاحيات الاخرى مثل ايرادات النفط وتوزيعها وهوية كيكوك والقوات الكردية وسن الدستور الجديد والخ.
المشكلة الثانية هى كيفية مجابهة المسلحين يطغون طغيانا اكثر فاكثر. فقسمهم الرئيس العراقى طلبانى الى فئتين احداهما القوة المعارضة والاخرى الارهابيون, ونفذ سياسة العفو العام للاولى. ولكن لم يحقق فعاليات فى تمسكه باليدين الصلبة واللينة حتى الان, منذ ان تستر القوات الامريكية نفسها فى الخلف فان القوات والشرطة الجديدة التى تتخذ الشيعة والاكراد قواما اصبحت كبش فداء. ويقلق الناس ان المسلحين من السنة وجهوا رأس رمحهم الى الجماهير الشعبية الشيعة فلم يعان رئيس الوزراء من الشيعة من الهجمات فحسب, بل تحطمت بعض المساجد الشيعية.
المشكلة الثالثة هى بقاء القوات الامريكية وسياسة الحكومة الانتقالية الجديدة,يتساءل الخبراء والعلماء, هل تتودد الحكومة الجديدة للولايات المتحدة ام لايران؟
من المتوقع ان يتم حل المشكلة الاولى بعد ايام, وان المشكلة الثانية سيتم حلها ايضا قريبا. اما السياسة الخارجية فتركز الحكومة العراقية الجديدة جهودها فى اعمار البلاد والمصالح القومية ولا تلتحق بايران التحاقا وثيقا وتعارض الولايات المتحدة, ولا لا تقف بجانب الولايات المتحدة وتقع لتصبح اداة لمعارضة ايران ايضا. بالجملة, اذا ارادت الحكومة الجديدة ان تحل هذه المشاكل الثلاث, فلا تحتاج الى الذكاء والتصامح فحسب,بل تحتاج الى مفهوم وطنى يتمثل فى تفوق الفصائل واخذ مصالح المجموع بعين الاعتبار. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/