بكين 20 يوليو/ نشرت صحيفة // شيان داى كواى باو// الصينية تعليقا تحت عنوان // لماذا تشهد الاوضاع الفلسطينية الاسرائيلية تعقدا مفاجئا؟// وفيما يلى موجزه:
اشار المحللون الى ان السبب الرئيسى فى تعقد الاوضاع الفلسطينية الاسرائيلية فجأة هو ان اساس الوضع الهادىء الذى شكلته فلسطين واسرائيل ليس قويا. بالرغم من ان الطرفين الاستقرار النسبى للاوضاع بفضل مساعدة المجتمع الدولى ودفع القلوب الشعبية الراغبة فى الاستقرار, الا ان التناقضات القديمة القائمة بين الحكومة الاسرائيلية والسلطة الوطنية الفلسطينية والمنظمات الفلسطينية النشطة لم تشهد تحولا تاما. مع مرور الايام, ازدادت هذه التناقضات حدة بافعال العوامل المتعددة.
بالنسبة الى حكومة اسرائيل, فان الهجوم على المنظمات الفلسطينية النشطة يشكل سياسة دائمة لها. بالرغم من ان حكومة اسرائيل قالت انها تؤيد عباس بعد توليه لمنصب رئيس السلطلة الوطنية الفلسطينية, وترغب فى التعاون معه, الا ان حكومة اسرائيل تتخذ فعلا دائما موقف الشكوك فى امكانه السيطرة على المنظمات الفلسطينية النشطة ام لا. بعد التوصل الى اتفاق غير رسمى بشأن وقف اطلاق النار بين فلسطين واسرائيل فى فبراير من العام الحالى, حافظت اسرائيل على الكبح النسبى فقط, ولم تتخل تماما عن مطاردة المسلحين الفلسطينيين. ومع الاقتراب من موعد تنفيذ اسرائيل لخطة العمل الاحادى, يرى بعض القادة الاسرائيليين انه يجب على اسرائيل ان توجه // ضربة فاحدة// على المنظمات الفلسطينية النشطة وذلك لاجل ضمان التنفيذ السلس لخطة العمل الاسرائيلى الاحادى الجانب فى هدوء وتجنب سقوط قطاع غزة فى ايدى المنظمات الفلسطينية النشطة.
بالنسبة الى ان المنظمات الفلسطينية النشطة تشن هجمات متواصلة على الاهداف الاسرائيلية مؤخرا, اشار المحللون الى ان ذلك ليس مجرد انتقام من اسرائيل فقط, وفيه ايضا تحديات تقوم بها المنظمات الفلسطينية النشطة لثقة السلطة الوطنية الفلسطينية ايضا, ونية الاستيلاء على السلطة السياسية الفلسطينية.
يرى المحللون انه مع اقتراب اسرائيل من موعد انسحابها من قطاع غزة, توضع مرة اخرى امام جميع الفئات السياسية الفلسطينية مسألة الحق فى السيطرة على قطاع غزة فى المستقبل, حتى مسألة توزيع سلطات فلسطين فى المستقبل ايضا. اذا تسلمت السلطة الوطنية الفلسطينية برائسة عباس ادارة شؤون غزة بسلاسة من ايدى اسرائيل, ونجحت فى اعادة اعمار غزة بمساعدة المجتمع الدولى, فلا بد من ان يرتفع صوتها ارتفاعا كبيرا, وستشهد مكانها الحاكمة اكثر توطيدا, ولكن هذا لا ترضى عنه المنظمات الفلسطينية النشطة.
يرى المحللون ان حماس تشدد على الهجوم على اسرائيل وتزيد من التناقض مع قوات الامن الفلسطينية حدة, مستهدفة من ذلك تحدى متزايد لثقة عباس, وتعزيز السيطرة على غزة. وازاء ذلك, قال رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية الذاتية الحكم قريع يوم 16 ان حماس تحاول الان قلب السلطة الوطنية الفلسطينية.
مجابهة الاعمال العسكرية التى تتخذها اسرائيل مرارا وتكرارا والاستفزازات العسكرية التى تقوم بها المنظمات الفلسطينية النشطة, لا ريب ان السلطة الوطنية الفلسطية تبقى فى تورط شديد. تنتقد السلطة الوطنية الفلسطينية اسرائيل بانها تفقد النية الصادقة والعمل العسكرى الذى تقوم به المنظمات الفلسطينية النشطة بانه يستهدف الى ازدياد التناقض الداخلى الفلسطينى حدة ودفع فلسطين نحو حرب اهلية, من ناحية, ومن ناحية اخرى تنتقد السلطة الوطنية الفلسطينية ايضا المنظمات الفلسطينية النشطة بانها تتجاهل المصالح القومية, وتعطى حججا لضرب اسرائيل لفلسطين بلا انقطاع.
امام هذا الوضع الصارم, اشار المحللون الى انه هل تجرؤ اسرائيل والمنظات الفلسطينية النشطة على تمزيق اتفاق وقف اطلاق النار وتتحمل مسؤوليتهما عن العواقب السياسية والعسكرية, وهل يستطيع عباس ان يسيطر بصورة فعالة على الوضع الفلسطينى الداخلى, وذلك سيحدث تأثيرا كبيرا فى العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية واستقرار الوضع السياسى الفلسطينى بالاضافة الى تنفيذ خطة العمل الاسرائيلى الحادى الجانب. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/