بكين 6 يناير/ نشرت صحيفة الشعب اليومية / طبعة دولية/ فى عددها الصادر اليوم تعليقا تحت عنوان // اصابة شارون بالمرض تهز الشرق الاوسط// وفيما يلى موجزه:
فى يوم 4 يناير الحالى اصيب رئيس الوزراء الاسرائيلى شارون بالسكتة الدماغية الشديدة فجأة, قد يصل الى نقطة نهاية حياته السياسية. ان المرض الخطر الذى اصيب به شارون يصطدم اصطداما شديدا تشكيلة المسرح السياسى الاسرائيلى وعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية.
دفع المرض الخطر لشارون المسرح السياسلى الاسرائيلى يواجه مرة اخرى غسل اوراق اللعب.
السبب الاول, مستقبل حزب كاديما غامض. تخلص شارون من حزب الليكود فى العام الماضى, ثم أسس حزب كاديما / الى الامام/ ونال نسبة عالية من التأييد بالاصوات والسبب الرئيسى فى ذلك يرجع الى سحر شارون الشخصى. سيحل الانتخاب, ولكن ترتيب اسماء المرشحين فىداخل الحزب للمشاركة فى الانتخاب لم يتم تقريره بعد. فمن الصعب ان يتم تخفيف حدة التناقض والصراع الناتج عن ترتيب الاسماء بدون وجود شارون.
السبب الثانى, قد يستعيد حزب الليكود مركزه. فى نوفمبر الماضى, ترك شارون حزب الليكود مما ادى الى الانفصال الشديد لهذا الحزب, اذ انخفضت نسبة تأييده الى الحد الادنى. ويؤتى المرض الخطر لشارون فرصة لحزب الليكود. وحاليا, يحتل حزب الليكود تحت قيادة نيتانياهو المركز المتفوق الملحوظ. بعد انفصال الليكود, يبقى الاعضاء الرئيسيون بما فيهم شالوم وزير الخارجية فى داخل حزب الليكود, وان جميع اعضاء البرلمان المتخلصين من حزب الليكود اتباع لشارون, والان لا امل فى مشاركة شارون فى الانتخاب, فلا يمكننا ان نبعد امكانية // عودة // هؤلاء الاشخاص الى حزب الليكود. طالما يتلاشى // عامل// شارون, فسيظل بعض الناخبين التقليديين فى حزب الليكود والذين كانون يؤيدون حزب كاديما مؤيددين مخلصين لحزب الليكود.
يجعل المرض الخطر لشارون عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية تواجه المخاطر. وذلك لان تغيير الوضع السياسى الاسرائيلى يحدث تأثيرا حاسما فى عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية. بعد اصابة شارون بالمرض الخطر, سيزداد الانتخاب الاسرائيلى تغيرا كبيرا فى مارس المقبل. ولكن, على كل حال, تتكبد القوة اليسارية فى المسرح السياسى الاسرائيلى نكسة, بينما تصعد القوة اليمينية, وذلك لا مفر منه. وبهذا, ستتعرض النتائج السلمبة التى حققها شارون فى تنفيذ // خطة العمل الاحادى// لضرر شديد, فلا بد من ان تتعرض المفاوضات السلمية الفلسطينية الاسرائيلية للتأثير السلبى.
نحن الان فى مناسبة اشتداد الازمة الداخلية لمواجهة فلسطين الانتخاب التشريعى. الاول, يشتد الصراع من اجل السلطة بين القادة الجدد و// الشخصيات السياسية العريقة//, وشهدت فتح انفصالا شديدا, الثانى, تنخفض سمعة عباس وقوة تحكمه بسبب اشتباه سلطة عباس بها فى الفساد والتلاعب فى الانتخاب المحلى. الثالث, حققت حماس المنظمة الناشطة الفلسطينية انتصارات متلاحقة فى الانتخاب المحلى, وذلك يشكل تحديا صارما لفتح. اصيب شارون بمرض خطر مما ادى الى صعود القوة اليمينية وذلك لا شك فى نكبة فوق نكبة بالنسبة الى سلطة عباس.
بالنسبة للولايات المتحدة, شارون هو شراكا اكثر مثلا لها فى التعاون. اذا اصبح شارون خارج الحكم او ترك المسرح السياسى مما ادى الى تولى القوة اليمينية مركز الحكم , فلا يجعل ذلك عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية التى حققت نجاحا اوليا تتعرض لنكسة فحسب, بل يحدث تأثيرا شديدا فى خطة الولايات المتحدة الرامية الى اصلاح الشرق الاوسط ديمقراطيا. وهذه النتيجة لا ترغب فيها الولايات المتحدة.
يرقد شارون على السرير مريضا, يحسب كل من الاحزاب والطرفان الفلسطينى والاسرائيلى حتى حلفاء اسرائيل ودولها العدائية بنفسه اجراءات مجابهة فى عصر بعد شارون. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/