بكين 26 يوليو/ نشرت صحيفة غلوبال تايمز الصينية فى عددها الصادر اليوم تعليقا تحت عنوان // الوضع المضطرب فى الشرق الاوسط فرصة تتاح للولايات المتحدة// وفيما يلى موجزه:
تدهور الوضع فى الشرق الاوسط منذ مطلع هذا العام. وشهد العراق انفجارات متكررة, كما شهدت ايران ازمة مستمرة فى مسألتها النووية, اختطف الجمود الاسرائيليون واحد تلو الاخر, برز النزاع الفلسطينى الاسرائيلى مرة اخرى, يقترب لهيب الحرب بين اسرائيل وحزب الله اللبنانى من سوريا ......
الوضع المضطرب فى الوقت الحاضر لا يتناقض تماما مع الاستراتيجية الامريكية
احلت الولايات المتحدة محل بريطانيا بعد حرب قناة السويس عام 1967, ودخلت الى الشرق الاوسط بصورة كاملة. ولكن الولايات المتحدة لم تقدر على ما تشاء فى الحرب الباردة. اذا وقع النزاع تستطيع ان تقف جميع الدول فى الشرق الاوسط الى جانب الولايات المتحدة او الى جانب الاتحاد السوفياتى. بعد انتهاء الحرب الباردة, حددت الولايات المتحدة فى نهاية المطاف موقع هيمنتها فى الشرق الاوسط. غيرت الدول الموالية للاتحاد السوفياتى والمعارضة للولايات المتحدة اتجاهها سعيا الى تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة. وبهذا التفوق, دفعت الولايات المتحدة جميع الجوانب المتعلقة بالنزاع من الدول العربية واسرائيل تجلس حول مائدة المفاوضات مما دفع عملية الشرق الاوسط السلمية.
بعد // حادث 11 سبتمبر//, انتشر الارهاب. لاجل القضاء على اضرار الارهاب, قدمت الولايات المتحدة // خطة الاصلاح الديمقراطى للشرق الاوسط الكبير// قبل وبعد حرب العراق عام 2003, محاولة فى دفع ما يسمى النظام الديمقراطى فى منطقة الشرق الاوسط للقضاء على تربة الارهاب وجميع الوسائل.
ان الوضع المضطرب الجارى فى الشرق الاوسط ظاهرة للتطور المستمر لجميع التناقضات الطويلة الامدى فى الشرق الاوسط من ناحية, ومن ناحية اخرى, لذلك صلة للهيمنة الامريمية المطلقة. لان حكومة بوش تحاول عن طريق تنفيذ // خطة الشرق الاوسط// ان تقوم منطقة الشرق الاوسط بتحول عميق ذى طبيعة ثورية, ويتجسد ذلك فى نوع من افكار التقدم // من الفوضى الكبيرة الى الادارة الكبيرة//,. وبعابرة اخرى, تشابكت التناقضات من شتى انواعها فى الشرق الاوسط فى الماضى, والان انفجرت ظهورا تحت صدمات الاصلاح من الولايات المتحدة. ان ما عملته الولايات المتحدة وتعمله الان يهدف الى حل هذه التناقضات جذريا. ان الوضع المضطرب فى الشرق الاوسط فى الوقت الراهن لا يتناقض تماما مع النية الاستراتيجية النهائية للولايات المتحدة, ولكن وقت وقوع هذه التناقضات وايقاعها ومداها واتجاه تحولها ليس ما تريده الولايات المتحدة.
تواجه الولايات المتحدة فرصة كبيرة
تواجه الولايات المتحدة مستقبلين استراتيجيين فى الشرق الاوسط. احدهما ان الولايات المتحدة لا تستطيع ان تعالج تناقضات معقدة فى آن واحد, صعد الاشتباك العسكرى الان, وذلك جلب اليه الولايات المتحدة وايران وسوريا ودول اخرى فى الشرق الاوسط بالاضافة الى مزيد من النفوذ الناشطة الاسلامية, ولا تتم تهدئة الوضع المضطرب فى الشرق الاوسط, وتتعرض خطة اصلاح الشرق الاوسط للولايات المتحدة للافلاس التام, والاخر, ان الولايات المتحدة تعبىء القوى المتعددة الجوانب بصورة مستفيضة, لتتوقف اسرائيل عن الهجوم على خصومها فى وقت مناسب, وتحافظ كل من سوريا وايران على ضبط النفس, وتتعرض النفوذ الناشطة فى الشرق الاوسط للضغط المفروض عليها الى حد معين. اذا تحقق ذلك, فسيرسى ذلك اساسا مناسبا لتنفيذ استراتيجية الولايات المتحدة الرامية الى التقدم من الفوضى الكبيرة الى الادارة الكبيرة.
نرى من جميع العوامل الجاري’ ان المستقبل الثانى له احتمال وقوع اكبر. ولذلك ثلاثة استنادات: الاول, يرغب كل المجتمع الدولى من الامم المتحدة والاتحاد الاوربى وفرنسا وروسيا والصين ودول اخرى فى ان تبذل الجهود من شتى انواعها الوقاية من عدم فقدان السيطرة على الوضع وتتمنى ان يتم حل مسألة الشرق الاوسط تدريجيا. الثانى, لكل من اطراف النزاع عقل نسبيا, وان الحرب الاوسع النطاق لا تتفق مع تطلعاتها. الثالث, ان التناقضات فى الشرق الاوسط معقدة للغاية, والبيئة الامنية ضعيفة جدا, كان للولايات المتحدة تصورات حول بناء الية الامن الجماعى فى الشرق الاوسط منذ مدة, سعيا وراء اقامة اطار تعاون امنى يغطى الخليج الفارسى وفلسطين وشمال افريقيا, ويتم فيه حل مسألة اعادة اعمار العراق والمسألة النووية الايرانية والنزاع العربى الاسرائيلى ومنطقة الشرق الاوسك الخالية من الاسلحة النووية, لمن اجل تقديم ضمان نظام الاستقرار الطويل الامد فى الشرق الاوسط. ولكن الولايات المتحدة ينقصها التأييد القوى من الجماهير الشعبية داخلها والمجتمع الدولى. وفى هذه المرة, انبثقت جميع التناقضات الكبرى فى الشرق الاوسط فى آن واحد تقريبا, يؤيد المجتمع الدولى بالاجماع الجهود لاحلال السلام مما يجعل بناء الالية الامنية فى الشرق الاوسط يشهد اكثر ضرورة والحاحا, واتاح لهدف الولايات المتحدة تأييدا دوليا صالحا نسبيا, لا شك فى ان هذه هى فرصة كبيرة.
فى الخطوة التالية, فان ما تريد الولايات المتحدة ان تعمله هو الوقت والحيز اللذين تقدمهما الى اسرائيل اكبر شريك لها فى الشرق الاوسط لكى تحقق فيهما اهدافها, ولكن, تضع حدا من ان تستخدم اسرائيل القوة بصروة مفرطة وتقوم بالوقاية من فقدان السيطرة على الوضع. هذا صعب جدا فى الواقع, هل تتحول الازمة الى فرصة, وهل يتحول التحدى الى فرصة وهل تستغل الفرصة فى حين اتاحتها وتستغلها تماما وذلك ليس امرا سهلا. ولا يمكننا ان نقول ان ذلك هو اختبار كبير للولايات المتحدة التى تتمتع بالهيمنة فوق العادة / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/