بكين 31 يوليو/ مع مضاعفة اسرائيل لجهودها فى شن العمل العسكرى على لبنان, اجتذب تصعيد الوضع المتفجر فى الشرق الاوسط انتباه المجتمع الدولى مرة اخرى. اجرى مراسل الموقع الالكترونى لصحيفة تشاينا ديلى مقابلة صحفية مع الاستاذ شى ين هونغ رئيس مركز بحوث الولايات المتحدة التابع لمعهد العلاقات الدولية لجامعة الشعب الصينى فى بكين مؤخرا.
فى معرض الحديث عن الاشتباك العسكرى بين لبنان واسرائيل, قال الاستاذ شى ان الشكاوى الكثيرة تكدست بين لبنان واسرائيل منذ مدة,الحقيقة ان المجابهة بين الطرفين هى نمط تقليدى. وفى الثمانينات والتسعينات من القرن السابق, شنت اسرائيل اعمالا عسكرية متعددة بسبب تعرضها لاستفزازات التسلح اللبنانى, ان العملين العسكريين الواسعى النطاق اللذين شنتهما قوات الدفاع الوطنى الاسرائيلية فى عامى 1982 و1993 خير مثل فى ذلك.
الواقع ان لبنان تسيطر عليها الان الفصائل المسلحة المختلفة فى داخلها, وكانت الحومة ضعيفة فى العديد من المسائل. اذ لم تتمتع بالقدرة الكافية على السيطرة على الفصائل المسلحة فى داخلها وكبح اعمالها, كما عاجزة عن منع عدوان اسرائيل من خارجها ايضا. لذا فلا يمكن ان تتخذ السلطات اللبنانية موقفها المتشدد فى هذا النزاع اللبنانى الاسرائيلى.
ردا على سؤال وجه اليه حول الاتجاه المستقبلى للنزاع اللبنانى الاسرائيلى قال الاستاذ شى انهناك نتيجتان: احداهما انه اذا تمتعت اسرائيل قوتها العسكرية الجبارة وتستطيع ان تجابه مسلحى فسلطين ولبنان, فلا شك فى ان تحقق اسرائيل ما تريده من النتائج. والاخرى, حاليا, هناك قوتان لا يمكن التوقع بمعرفتهما هما سوريا وايران. اذا اتخذت كل منهما موقف المتفرج, فالوضع فى الشرق الاوسط يمكن ان يسيطر عليه المجتمع الدولى. ولكن, طالما تدخلت هاتان الدولتان فى الصراع اللبنانى الاسرائيلى, فسيجعل ذلك الوضع فى الشرق الاوسط يتطور الى جهة غير معروفة, ومن المحتمل ان يتم انزال الخسائر الفادحة باسرائيل حينذاك. وفى ذلك الحين, فان الموقف الامريكى سيحدث تأثيرا فى وضع الشرق الاوسط فى المستقبل.
اضافة الى ذلك, فان حماس قوة لا يمكن اهمالها. منذ تولى منصبها الرئاسى فى مارس من العام الحالى, ظلت حماس تسعى الى كسب انطباعا جيدا من غيرها استفادة من منصبها بالانتخابات الشعبية, محاولة فى تغيير الرأى القديم فيها من غيرها. ولكن, نرى من الوضع الفلسطينى الاسرائيلى الجارى ان هناك دلائل على نهوض النفوذ المتطرفة من داخلها. ومعنى ذلك انه طالما تعود حماس الى الطريق القديم للنضال المسلح, قد تشكل تهديدا لاسرائيل. وفى ذلك الوقت, هل تستطيع اسرائيل التى مشغولة فى الكفاح فى الجبهتين ان تكسب النصر فى المعركة وذلك مجهول.
اما موقف المجتمع الدولى, فتقف الولايات المتحدة الى جانب اسرائيل كما فعلت فى الماضى, ولم تشهد الدول العربية ودول الاتحاد الاوربى اعمالا واقعية رغم صوت انتقادها. قال الاستاذ شى انه نظرا لان حزب الله كانت تشن هجمات ارهابية متعددة خلال فترات طويلة, كانت الدول الاوربية والولايات المتحدة تعتبرها //شوكة فى العين//, وادرجتها على قائمة اسماء المنظمات الارهابية. وان القضاء على حزب الله بواسطة اسرائيل يتفق مع مصالح الدول الاوربية والولايات المتحدة والدول العربية, لذلك تتخذ الاخيرة موقف المتفرج وذلك يفهم.
بيد انه اذا توسع الاشتباك بين لبنان واسرائيل, على سبيل المثال, تتدخل سوريا وايران فيه, لا يستطيع المجتمع الدولى ان يظل يتخذ موقف المتفرج.
وفى وعرض الحديث عن الوساطة, قال الاستاذ شى ان الامم المتحدة ربما لا تنجز شيئا فى مسألة الشرق الاوسط بسبب الكبح من الولايات المتحدة. قد تصبح الاتحاد الاوربى والعالم العربى مخاصة مصر والسعودية قومة رئيسية للوساطة. / صحيفة الشعب اليومية اونلاين/